
الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الرابعة والخمسون
آهِ،
كلُّ الدُّروبِ تؤدّي لصنعاءَ
لكنَّ صنعاءَ - منذُ السنينَ العجافِ -
محاصرةٌ بِبَنِيْها..
بعشّاقِها الكاذبينَ
ومنْ أجْلِهم فَهْيَ تنسى سريعاً
وجوهَ المحبّينَ،
تكتمُ أسرارَها،
وتخبِّئُ في حانةِ الخوفِ أطفالَها..
كلَّما قلتُ: إني وصلتُ إليها
نأتْ.
وإذا ما رأتني رفعتُ
أصابعَ خوفي،
وأطلقتُ حزنَ القصائدِ للرِّيحِ
مُسْتَفْسِراً:
هل يخونُ الحبيبُ،
وهل يخدعُ العشقُ أبطالَهُ،
ويخاتلُ وردَ الكلامِ؛
أَمِ انَّ النساءَ / المدائنَ يَنْزِعْنَ للهجرِ،
يُلهمنَ جمرَ الهوى بافتعالِ الجفاءْ؟!
* * *
(ظلّي معلَّقٌ على جدرانِ هذه المدينةِ
وكلماتي المغسولةُ بدموعِ الشوقِ
تظلُّ تطوفُ حولَ أسوارِها!,
وقصائدي لا تتحرَّكُ
ولا تمارسُ الحياةَ
إلاّ إذا اصطدمَتْ بإيقاعِ المزاميرِ الأليفةِ،
الصّاعدةِ منَ الحاراتِ
الشعبيّةِ.
لا أريدُ لصنعاءَ أنْ تسامِحَني
إذا أخطأتُ،
أريدُ لها أنْ تحدِّقَ خارجَ خرائطِ العزلةِ،
وتغادرَ تخومَ الخيباتِ،
وأنْ ترحلَ سريعاً
نحوَ الأفقِ المشتعلِ بالماءِ والضياءِ..
وهيَ تعلمُ أنَّ حُبّي لها سيبقَى
إلى آخرِ ورقةٍ في كتابِ العمرْ).




