شواهد

الدكتور عبدالعزيز المقالح نسخ
شاعر اليمن الدكتور عبدالعزيز المقالح

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - شواهد

منْ صلاةِ التَّراويحِ

منْ زَفَراتِ التَّهجُّدِ

منْ نجمةٍ تتوهَّجُ في جسدِ اللَّيلِ

في فضّةِ الأُفْقِ،

يخرجُ منتشياً ونقيّاً

ويحملُ أطيافَنا الحالماتِ

ويهبطُ فوقَ منازلَ كانتْ لنا..

كم دمٍ مَرَّ فوقَ تواريخِنا

كم غمامْ.

* * *

زمنٌ أبيضٌ كحليبِ المها

كأحاديثِ جَدّاتِنا،

كالقناديلِ في شُرُفاتِ المآذنِ،

كالماءِ منتظراً في الأباريقِ،

كالضَّوءِ في عَتَماتِ الظلامْ.

آهِ يا نفسُ

أيَّ خيوطِ الضحى كنتِ تتَّبعينَ؟

وأيَّ خيوطِ الدُّجى كنتِ تستوحشينَ؟

وأيُّ المنازلِ تُغويكِ

أيُّ الخيامْ؟!

* * *

سيّدي الشعبُ،

يا سيّدَ الأرضِ والناسِ

كالضوءِ ينثرُني حُبُّ عينيكَ،

يجعلُني مادحاً تارةً

صارخاً تارةً،

وأمدُّ عصايَ إلى الحربِ

أُوقظُها تارةً

وأمدُّ يدي للسلامْ.

على ورقِ الجوعِ يا سيّدي

يكتبُ الفقراءُ قصائدَهم

حيثُ لا حِبْرَ إلاّ الصِّيامْ

وفي آخرِ الدربِ حيثُ الشوارعُ مرصوفةٌ

والحقائبُ مملوءةٌ

يكتبُ الأغنياءُ قصائدَهم بالكلامْ.

سيّدي الشعبُ أيَّ القصائدِ تقرأُ؟

أيَّ المواويلِ تشتاقُ؟

ضاقَ بنا الصَّحْوُ يا سيّدي

والمنامْ.