
الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - دميمة
لا تغرقوها بألوانٍ مزيَّفَةٍ
لا تثقلوها بأشكالٍ منَ الدُّرَرِ
قد تجعلونَ منَ الأصدافِ جوهرةً
وتنحتونَ أعاجِيباً منَ الحجرِ
لكنّكم لنْ تعيدوا عالَمَ امرأةٍ
مُشَوَّهَ الظِّلِّ ممسوخاً منَ الصُّورِ
دميمةِ الشكلِ والمضمونِ عاجزةٍ
عَجْزَ الصخورِ عنِ الإخصابِ والثَّمَرِ
تبذَّلَتْ عَبْرَ أجيالٍ، وأزمنةٍ
ولم تلدْ غيرَ أفّاكٍ، ومحتكرِ
واللهِ لو زَيَّنُوا بالشمسِ معصمَها
وَزَيَّنُوا الصَّدْرَ بالأفلاكِ والقمرِ
ما خفَّفَتْ منْ جبالِ القُبْحِ شاردةً
ولا أمالتْ إليها وجهَ ذي بصرِ
فأشفقوا بجفونٍ ضاعَ ناظرُها
وخفِّفوا منْ طلاءِ الوجهِ والشَّعَرِ
ليسَ الجمالُ بأصباغٍ ملوَّنَةٍ
إنَّ الجمالَ هدايا خالقِ البشرِ.
1961م
الدمامة والجمال في الإنسان - رجلاً وامرأة - قضية نسبية فلا وجود للجمال المطلق أو القبح المطلق. وهي تنسحب على بقية الأشياء ومنها الأنظمة والقوانين، ولكن الملكية في اليمن - وهي (الدميمة) هنا - كانت قد بلغت من الدمامة والقبح إلى حد تعتبر معه تلك المناقشات التافهة في أعوام 60 -61 - 1962م، عن الملكية الكلاسيكية والملكية الحديثة والملكية الدستورية واللادستورية، شذوذاً ودمامة أيضاً. وقد قررت نشر هذا الجزء من القصيدة في هذا الديوان وفي تلك الظروف بالذات لأن أصواتاً رجعية ترتفع الآن مستغلة انحراف بعض المحسوبين على النظام الجمهوري للترويج لأفكارها القديمة.




