الرحلة الخائبة

الدكتور عبدالعزيز المقالح نسخ
شاعر اليمن الدكتور عبدالعزيز المقالح

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - الرحلة الخائبة

"قلت لروحي: اهدئي ياروح، فالأمل

الذي تأملين، أمل في الباطل"

ت. س. إلبوت

- 1 -

وقفتُ عندَ بابِ الحبِّ أعواماً

قرعتُ بالقلبِ الجريحِ صمتَهُ

وبالأشعارْ

صرخْتُ في الجدارْ

حتى إذا ما شابَ وجهُ الشِّعْرِ

واختفى في القلبِ لونُ النّارْ،

انفتحَ البابُ ولكنْ..

لم يكنْ هناكَ محبوبي

وليسَ خلفَ البابِ منْ أحدْ.

- 2 -

ركبتُ موجَ البحرِ

حلَّقَتْ بي - مصعداً وهابطاً -

سفينةُ الفضاءْ

فتَّشْتُ وجهَ الأرضِ والسَّماءْ

بحثْتُ عنْ صديقْ

نحلمُ في رحلتِنا معاً

نحملُ وحشةَ الطريقْ

رجعْتُ خائباً

ما كانَ في الأرضِ،

وليسَ في الفضاءِ منْ أحدْ.

- 3 -

ذهبْتُ عندَ حفّارِ القبورْ

كانتْ ملايينُ الجموعِ حولَ بابِهِ

تقدِّمُ النذورْ

تستعجلُ الحضورْ

لكنّهُ مضى ولم يعدْ

أخافَهُ الزِّحامْ

أذهلَهُ الخصامْ

ففرَّ هارباً،

مَنْ يحفرُ القبورَ بعدَهُ؟

مَنْ يحفرُ القبورَ؟

لا أحدْ.

- 4 -

فأينَ أخفي عورةَ العُمْرِ؟

بأيِّ غابةٍ أواري وحشةَ الأيامْ؟

تأكلُني الوحدةُ يستفزُّني الزِّحامْ

صلَّيْتُ للهِ

عبدتُ الحبَّ في الإنسانْ

سجدْتُ للأحلامْ

لكنّني كما بدأتُ.. في الظلامْ

وليسَ في الظلامِ منْ أحدْ.