آراء

اختطاف الفنانين.. استهداف ممنهج للفن والثقافة الوطنية

فهمي الزبيري يكتب حول: اختطاف الفنانين.. استهداف ممنهج للفن والثقافة الوطنية في اليمن


ليس مستغرباً ما تمارسه مليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء وفي المحافظات الأخرى من اختطاف الفنانين واقتحام صالات الأعراس وحفلات التخرج وإفسادها، اختطاف الفنان البدجي من أمام منزله، واقتحام صالة عرس كان يحييه الفنان أصيل علي أبوبكر واختطافه، لم تكن حالات فردية أو عشوائية بل ضمن سلسلة واسعة من الانتهاكات والجرائم الممنهجة التي طالت -ولاتزال- الفن والثقافة خدمة لمشروعها الإيراني السلالي.

شاهد الجميع مقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي, قبل عدة أسابيع أثناء اقتحام مليشيات الحوثي قاعة الأفراح في محافظة عمران، بتلك الطريقة الوحشية والمرعبة واختطاف العريس وعدد من أقاربه، وبعد انتشار المقطع اختطفت المليشيات الصحفي الذي وثّق الحادثة ونشرها.

تمارس المليشيات الحوثية التهديد والاعتداء الجسدي بصورة مستمرة ضد الفنانين وسط تكتم شديد خشية تعرضهم للانتقام، قبل عامين تقريباً تعرض الفنان صادق لمحاولة اغتيال واطلاق الرصاص الحي ونجا منها وتعرضت سيارته لاضرار.

في شهر نوفمبر في العام 2018م قتلت مليشيات الحوثي العريس عامر الحطابي ليلة زفافه أمام والده بعد اعتقاله مع عدد من أقاربه في ليلة العرس.

تعمل جماعة الحوثي على إرهاب المواطنين حتى في أسعد لحظاتهم وأيامهم فهي جماعة لم تنشأ إلا على الدماء.

في منطقة الروضة بصنعاء داهم مسلحون من جماعة الحوثي صالة العرس في شهر سبتمبر من العام الماضي 2020م بحجة منع الغناء والذي نتج عنه مقتل العريس وإصابة آخرين.

حادثة مماثلة في العام 2017م في إحدى مديريات محافظة صنعاء تواصل مليشيات الحوثي من انتهاكاتها. وجرائمها في اقتحام ومداهمة الأعراس، تسببت المليشيات بوفاة والد العريس ليلة الزفاف بعد مداهمة الزفاف واختطاف كبار ضيوفهم وتجريدهم من أسلحتهم، وبعد إلحاح وتوسل بعض الحاضرين من إثنائهم عن ممارستهم لم تستجب المليشيات وأصيب والد العريس بنوبة قلبية، والحوادث والشواهد كثيرة.

يحرص أبناء اليمن بعد سيطرة المليشيات على رفع العلم الجمهوري وعمل مجمسات للطير الجمهوري، واستهلال المناسبات بعزف السلام الوطني وترديد النشيد الوطني، والترنم بالأغاني الوطنية وتذكر النظام الجمهوري التي تحاول المليشيات الحوثية طمسه من الذاكرة الوطنية، يتم ذلك في معظم المناسبات الفرائحية الزفاف والأعراس وفي احتفالات التخرج في الجامعات والمعاهد والمدارس، وهو ما أزعج مليشيات الحوثي ودفعها لارتكاب مئات الانتهاكات.

ما تقوم به جماعة الحوثي من تعسفات ضد اليمنيين وإصرارها على إفساد أفراحهم وأعراسهم وتحويلها إلى مآتم وصالات عزاء هو سلوك ممنهج ومتعمد، لتركيع وإذلال اليمنيين ولتجريف هويتهم وغرس أفكارهم الطائفية والسلالية ولنشر وتطبيق نظريتهم الاستعلائية بأحقيتهم بالحكم الإلهي.

تحاول جماعة الحوثي فرض زواملها التي تدعو للموت والعنف وأناشيدها وأفكارها بقوة السلاح في المدارس والجامعات وجميع مؤسسات الدولة في محاولة منع الأعراس والفنانين تناغماً مع ممارسات الحركات الإرهابية، وإمعاناً منها في تجريف ثقافة اليمنيين وهويتهم الوطنية.

هناك مواجهة وجهود مجتمعية وعفوية مخلصة ضد ما تقوم به المليشيات الحوثية في مختلف الفعاليات. جميع فئات المجتمع، اليوم، معنيون باستحضار وإحياء جهود أجدادنا وآبائنا الثوار الأبطال، لنستنهض قيم ومبادئ الجمهورية والثورة وسبتمبرنا العظيم ولا نامت أعين الجبناء أعداء الفن والثقافة والحياة.

- مدير عام حقوق الإنسان بأمانة العاصمة

اقرأ أيضاً:

صنعاء: الحوثيون يختطفون الفنان يوسف البذجي والحكومة تندد

زر الذهاب إلى الأعلى