العبدية صمود وتضحيات
سعاد الحدابي تكتب عن: العبدية في مأرب وسط اليمن صمود وتضحيات
بين صمت إعلامي وعجز عن إنقاذ الأبرياء الذين يتعرضون لصواريخ الحوثي وطائراته المسيرة يستمر أبطال العبدية في صمودهم الأسطوري رغم إغلاق المنافذ عليهم وعدم وصول الامدادات والغذاء والدواء .
العبدية المديرية التي لم تكسرها صواريخ الحوثي، ولا حصاره تدفع ثمنا غاليا من دماء أبنائها في إحدى معارك الجمهورية مع فلول الإمامة.
العبدية يخنقها الحوثي بحصاره ويوجه صواريخه نحو المدنيين أمام العالم. وبالمقابل تقف الشرعية عاجزة عن فك الحصار عنهم، ويعجز التحالف عن الإنزال الجوي للمواد الإغاثية للسكان الذي يواجهون الجوع والعطش و يتعرضون للإصابات بصواريخ الحوثيين دون وجود وحدات صحية تقدم لهم الإسعافات الأولية.
العبدية المديرية التي قدمت العديد من الشهداء، والتي تحمي ظهر قبائل مأرب والبيضاء تتصدر المشهد مدافعة عن الجمهورية والشرعية؛ فهل يعلم رئيس البلاد الغائب أن هؤلاء يدافعون عن شرعية هو يمثلها، هل يعلم إن العبدية إذا سقطت فستسقط البيضاء ومأرب.
لم يصمت الرئيس؟ و لم يصمت المحافظ؟ لم يصمت الإعلام والساسة عن معاناة سكان العبدية؟ هل ينتظرون سقوطها كما سقطت حجور ومن قبلها عمران وريمة وإب؟
اللاعبون الكبار الذين يديرون المعركة عن بعد يريدون إسقاط مأرب، والحوثي يريد الوصول إلى منابع النفط، والعبدية تحول دون ذلك، فمعركة العبدية ليست مجرد معركة على هامش الحرب، بل هي معركة مصيرية لمن يقرأ الوضع ويتابع السيناريوهات المتكررة في سقوط المدن اليمنية، سيناريو يديره المخرج الذي يخشى أن تكون لقبائل شرق اليمن أي قوة.
فسقوط مأرب والبيضاء سيحقق لهم التخلص من أقوى القبائل السُّنية في اليمن، وباستمرار الحرب تستنزف قوة القبائل، ويظل الحوثي مشعلا للصراع، الذي يراد له أن يستمر لتظل اليمن تحت البند السابع!
على الإعلام أن يدعم معركة العبدية، وعلى القبائل أن تسند رجال العبدية، على الجيش أن يجد طريقا لفك الحصار عن المدنيين والمقاتلين، على البرلمانيين أن يقوموا بواجبهم تجاه العبدية، عليهم أن يعيدوا للبرلمان دوره في المشاركة الفعلية في قضايا الوطن، على السياسيين أن يتكلموا وأن يكونوا صوت أحرار العبدية، ليس من العدل أن تواجه مديرية واحدة كل تلك الحشود والترسانة النوعية من الأسلحة وتقدم أرواح رجالها، في حين تعجز الشرعية عن إيجاد طريق لفك الحصار، وإسناد المدنيين ونقل الجرحى، وإغاثة النازحين الذي حصروا في بيوت طينية و خيام لا تقيهم صواريخ الموت الحوإيرانية.
من المعيب أن يُخذل أبناء الشدادي وأحفاده، من المعيب ألا يتحرك الإعلام مبينا واقع حال المدنيين الذين يحاصرون للأسبوع الثالث.
وحقٌ على كل يمني أن ينتصر لأرض الشدادي، البطل الجمهوري الذي قدم روحه مدافعا عن كرامتكم وكرامة كل يمني.