ثقافة القطران
عبدالناصر العوذلي يكتب عن: ثقافة القطران أو القطرنة
كنا نسمع أن الإمام أمر اليمنيين بالقطرنة في أربيعينيات القرن العشرين وكان يقول لهم إن ذلك يقيهم من شياطين الجن، وهو يريد بهذه الحركة أن يكتشف الثوار لعلمه أن الثوار أكثر فهما وعلما ولن يقبلوا على أنفسهم التضمخ بالقطران.
وقد كان ذلك، خرج الناس كلهم مقطرنين إلا البعض الذين وقعوا في شراك الطاغية. هذه القصة كنت لا أصدقها وأجد أنها تزييف وإهانة للشعب اليمني فكيف لشعب عريق أن يضمخوا بالقطران وهو اسم يطلق على الزيت الأسود.
وظللت في شك من هذه الراوية حتى القرن الحادي والعشرين وهو عصر النهضة والتقدم العلمي والتقني، ولكن للأسف، رغم الانفتاح العلمي رأيت اليمنيين يتقطرنون ويدهنون أجسادهم بالقطران الأخضر بأمر من صبي مران.
فأيقنت أن الأوائل أورثوا جيناتهم للأحفاد وأن ما مضى حق ولكن مع فارق بسيط أن الطاغية الأول كان يقيم في صنعاء ويراه الناس ويأمرهم بحد السيف..
واليوم يحكمهم صبي قابع في كهفه لا يرى إلا من خلال شاشة عرض صورة طيفية، وجزء من اليمنيين هم أولئك الاتباع المذعنون لأوامر الكهنوت والمتقطرنون على مر الزمان.