أبطال مأرب (شعر)
قصيدة سعاد الحدابي: أبطال مأرب (شعر)
عزة الأبطال أرباب النِّضال
ولهيب الثأر في حدِّ النّصال
ورجال الحرب آساد الشرى
سابقوا الموت على تلك الجبال
أوقدوا الصحراء من أجسادهم
وتباروا في ميادين النّزال
حفظوا الأرض وصانوا عزةً
وامتطوا للموت أكتاف المحال
لم يهونوا لم تهُن أرض سبأ
تشهد الأرض وأعناق الرجال
يشهد اليوم لهم كل الورى
تشهد الآكام والبيد الطوال
أنهم للعرض صانوا للحمى
أرخصوا الأنفس في عزّ المنال
لقنوا العالم درسا في الوفا
ولهم في العزم سبق واكتمال
صمدوا حين تهاوت مدنٌ
لم يميلوا حينما الحوثي استمال
علمونا أن للأوطان في
ذمّة الأحرار عهداً لايزال
نقشوا التأريخ في محرابها
وعلى شمِّ رواسيها الثّقال
وعلى أمواج كثبان بها
دمُهم لوَّن مُصفرّ الرِّمال
يسكبون الرّوح في أكنافها
و على حرّ صحاريها الظلال
في عُلا الشُّهب لهم متكأٌ
ولهم من وقْدة النَّجم اشتعال
يا رجال الله من ذا مثلكم
من ترى لازال ثوريٌ القنال
من له في موطن الحق يدٌ
كسرت للطيش أصنام الضلال
يا بلادا رفعت رايتنا
بشباب وشيوخ كالجبال
لم تكن يوما لذلٍ موطنا
لم تتح للباغي العاتي مجال
رفعت راية جمهورية بذلت
في نصرها خير الرجال
فإذا الموت على آكامها
وإذا الحظ طوى سوء الفعال
عادت الحسرة للحوثي بها
وله من بعدها سود الليال
حشدوا للموت أنصارا لهم
جمعوا من كل حدبٍ للقتال
وأعادوهم جثامين على
موكب النّعي وتابوت الزوال
فمتى يصحو اليمانيٌ متى
يوقظ النائم من صمت السؤال
ومتى تسقط أوزار الأولى
ألبسوا صنعا عباءات المَلال
قد أتى وقتُ اتّحادٍ فانهضوا
صافحوا الأبطال في تلك التلال
واكتبوا من عزمهم تأريخنا
وانقشوه فوق هاتيك الرِّمال
وأعيدو صفحاتٍ للأولى
نحتوا المجد على شمّ الجبال
في سموات بلادي أنجمٌ
ولها التأريخ مشدود الرّحال
*من ديوان "قلوب لدى الأرصفة"