آراء

رداً على نصيحة مُشفِق: لا معنى لوجودنا إذا رضخنا للباطل

م. محمد الأديب يكتب: رداً على نصيحة مُشفِق: لا معنى لوجودنا إذا رضخنا للباطل


رسالة رداً على أحد أقاربي الذي نصحني بالصمت والاقتداء بحكمة والدي:

حياك وحيا مشاعرك الصادقة يا غالي..
أقدر كلامك الطيب وحرصك النابع من مودة خالصة وإخاء مخلص.

ولكن هي رسالتي في الحياة أن أقول الحق وأناهض التخلف بقلمي وأنشر الوعي في مجتمعي.

الواحد منا إذا كان بلا رسالة لا قيمة لحياته.

الواحد منا إذا رضخ للباطل والتخلف والاستبداد فلا معنى لوجوده.

لا نستطيع أن نحابي أو نداهن أو نسكت على كل هذا التخلف ونحن نرى بلدنا يعود الى العصور الوسطى في حين نرى البلدان من حولنا تنطلق بخطىً سريعة نحو التقدم والازدهار.

لنترك رسالةً وأثراً وإن كان بها نزقٌ أو تحقير أو مهاجمة لدعاة التخلف، فالواجب إهانتهم وتحقيرهم وتسفيههم وكسر قدسيتهم وتوضيح حقيقتهم المخزية.

الثائر الحر ياصديقي لا يخاف العاقبة..

سُجن القاضي عبدالرحمن الارياني رحمه الله عشر سنوات و حكمت الإمامة عليه بالاعدام وعاد من تحت حد سيف الإمامة بلطف الله، لكن حصيلة صموده وعزمه في النهاية أوجد ثورة وأنقذ شعب من الانقراض وبفضله ومن معه من الثوار دخل التعليم إلى الوطن وحصلنا أنا وأنت وزملاؤنا على حقنا من التعليم وما نحن عليه اليوم من علم ومعرفة ورُقي هو بفضل أولئك الثائرين الغاضبين النزقين.. فكيف تريدنا أن نصمت ونحن الذين تعلمنا في المدارس الجمهورية أسمى معاني الحرية بينما نرى اليوم جيل الأُلفية الثانية يُلقنون على يد أذناب الإمامة كيف يصبحون عبيداً مثاليين!!

فكيف تريدني اليوم أن استخدم الألفاظ الانيقة بحق عصابة أعادت اليمن وشعبه الى ذلك العهد البائد..!

وليتك تعلم ياصديقي أن والدي الذي تنصحني أن أقتدي بحكمته كان أول جمهوري وثائر في منطقتنا في حين كان أحد إخوانه يقود كتيبة في جيش البدر في جبال صعدة.

تعرض والدي للحصار في حصن الحصة من قبل جحافل الإمامة من قبائل بني عمر المساندة للإمامة، وكان حصنه مأوى للفارين من ثوار مديرية القفر (إب)، من بطش الإمامة وأبرزهم الشاعر والأديب المناضل مطهر بن علي الإرياني الذي هربوه من حصن إريان المُحاصر الى حصن الحصة، فكان الوالد رحمه الله (مُجير الهاربين) حسب تسمية الراحل مطهر الإرياني.

بعد نجاح الثورة أسهم الوالد مع الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني في بناء الجيش النظامي الجمهوري في مدينة تعز والتحق مع رجال المنطقة بالكلية الحربية إلا أنه لم يكمل تدريباته العسكرية لضرورة تواجده بين أصحابه كشيخ ومناضل يجيش الرجال للالتحاق بالجيش الجمهوري الوليد، لكنه واصل خدمته للوطن من مواقع أخرى تعلمها أنت ويعلمها الجميع.

فكيف أكون جباناً وأنسى تضحيات والدي ونضاله وشجاعته وعدم تراجعه عن النضال الثوري الجمهوري ورصاص الإمامة يصب على داره!

سألتزم هذا المسار النضالي وليكن ما يكون وما حد با يموت قبل يومه..

خالص مودتي واحترامي لشخصك الكريم.

زر الذهاب إلى الأعلى