إنه المناضل شعفل عمر
نقل جثمانه إلى عدن.. إنه المناضل شعفل عمر والذي يودعه اليمن أخيرا - حسين العجي العواضي
في هذه اللحظات، اليوم، يغادر العاصمة المصرية القاهرة أرض الكنانة إلى عدن الحبيبة والضالع الشامخة الصامدة جثمان مناضل وطني كبير ارتوى الوطن من جهده وجده وكفاحه وتضحياته على مدار خمسة عقود.
واليوم يحتضن الوطن جثمانه ليتحول جسده، لحمه وعظمه وجلده، الى إكليل يتشبع به ترابه الطاهر لتنهل من عبقه الأجيال حباً وإخلاصاً وتضحيةً للقيم الوطنية ومبادئ الثورة والجمهورية.
المناضل الزاهد في الظهور، العاشق للصدق والفعل والعمل، الإنسان العصامي النبيل الذي لم ننصفه في حياته ولم نقف معه في محنته.. إنه المناضل الكبير الأخ والصديق شعفل عمر علي ابن الضالع العصية على الانكسار.
شعفل الذي اعرف كم انهالت عليه من الضغوط والمغريات في عام 2015 لتسهيل دخول مليشيات الإمامة الى عدن عبر الضالع لكنه استحضر تاريخ الضالع التي لم تنكسر على مدى تاريخها في مواجهة الإمامة فتصدى لكل ذلك وكان من الداعمين للصمود والمقاومة.
زرته قبل أيام في المستشفى، وبصلابته وجلَده وصبره أعطانا الأمل.. إنه يتعافى ولا يزال قادراً على الاستمرار في الحياة. لكن الأجل قطع الأمل فانتقل يوم أمس إلى جوار ربه ومن سبقوه من رفاقه الأبطال الميامين.
يبلسم وجعنا وخسارتنا في فقدان هذا الكبير هذه الوثبة اليمانية من مقاومة الساحل وتهامة وتعز، والتي لا أشك أن وثبةً من جبهة الضالع مسقط راس الفقيد سوف تعانقها في كتاف ويريم لكسر عمود وأضلاع المشروع الإمامي الإيراني وإلى الأبد.
أعزي نفسي وأعزي أسرته الكريمه وأبناء الضالع الأبطال وكل ابناء اليمن في هذا المصاب الجلل.
رحم الله الفقيد والحمد لله رب العالمين.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.