حول بيان بن دغر - جباري
مالك الظرافي يكتب حول بيان بن دغر - جباري
من الخطوط الحمراء الذي على السياسي اليمني عدم تجاوزها هي الحوار صراحةً أم ضمناً مع المليشيات الكهنوتية الحوثية.
التفاوض معهم يُفَسّر بما لا يدع مجالاً للشك استسلاماً وخنوعاً ومفخخاً وتكرار سيناريو السلام المهزوز الذي صُنع فيما يسّمى بالمصالحة مع فلول الإمامة بعد نهاية الستينات، ساعد توغل الهاشميين في مفاصل الدولة مما مكّن لهم نخر الجمهورية من داخلها.
فقدت الدولة هيبتها عندما قدّمت التنازلات على شكل سلسلة من المصالحات مع المليشيات الهاشمية بدءً بالمصالحة مع الملكيين أعقاب هزيمتهم بعد حصار السبعين يوماً، مروراً بسلسلةٍ من المصالحات أعقاب هزيمتهم أيضاً في 2004 و2005..إلخ وليس إنتهاءً بقبولهم في مؤتمر الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة التي كشّرت فيه الملشيا عن أنيابها.
ناهيك عن الانقلاب على مؤسسات الدولة في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 والحرب الدموية التي أسقطت بها معظم أراضي الجمهورية، هذا التاريخ شاهدٌ كفيلٌ بتولّد قناعة راسخة بأن لا يمكن تحقيق سلام معها لأن تكوينها قائم على الضد من السلام.
كان يستطيع الدكتور بن دغر والأستاذ جُباري الدعوة إلى مجلس عسكري أو توحيد الصف الجمهوري يأخُذ صلاحيات كبيرة من الشرعية لتصحيح مسار الشرعية وإنقاذ وطني للشعب من الفساد المالي والإداري الذي يفتعله مسئولوها، وتوحيد سِهام المعركة نحو صنعاء وصعدة.