آراء

30 نوفمبر.. صورة أخرى

أحمد عبده ناشر يكتب عن: 30 نوفمبر.. صورة أخرى


عندما كانت بريطانيا بمدينة عدن انشأت مجلسا تشريعياً لعناصر من اهل عدن المثقفين اما المحافظات فكان للسلاطين يديرون السياسة المحلية، وظهر عدد من هؤلاء من يعارض وكان منهم السلطان علي عبدالكريم من لحج والسلطان احمد بن عبدالله الفضلي من أبين والسلطان محمد بن عيدروس العفيفي من يافع.
وكانت هناك معارضة وطنية سلمية للمؤتمر العمالي برئاسة محمد سالم علي عبده وعلي حسين القاضي وحزب الشعب الاشتراكي الذي كانت عناصره عبدالله الأصنج ومحمد سالم باسندوة وفؤاد بارحيم وسعيد حسن صبحي.
اما المقاومة الشعبية فكانت الصبيحة لمحمد شاهر والضالع غالب لبوزة وكانت هناك رابطة ابناء الجنوب التي حصرت نفسها بالمناطقية ثم أرادت الجبهة القومية أن تنسب لنفسها المقاومة فبدأت بحركة مسلحة في الوقت الذي حددت فيه بريطانيا الانسحاب.
ولكن بدأ الصراع وقررت بريطانيا ادماج السلطنات وعدن بحكومة واحدة فاشتركت حكومة عدن والسلطنات في حكومة مشتركة وعندما شكل عبدالقوي مكاوي الحكومة بدعم الاتحاد العمالي وحزب الشعب الاشتراكي واستقال المكاوي بعد خلاف مع المندوب السامي ونشات جهة التحرير بدعم مصري وسوري وعراقي وضمت عناصر من الجبهة القومية كعلي السلامي وسالم زين واخرين ولكن كانت هناك عناصر اختارت الماركسية بتوجيه جورج حبش.
وهذا اغضب مصر وبدأت اعمال مقاومة ولكن بعضها كان عنفاً خرج عن مفهوم المقاومة وهو حول البلاد لصراع وردة فعل بريطانية، وبعدها تعين سير همفري تريفيليان مندوبا ساميا وهو كان مندوبا في أماكن حساسة كالعراق ومصر والسودان ونيجيريا فقبل الانسحاب بدأ تقرر مؤتمر جنيف لمناقشة تسليم السلطة..
سبقها اسقاط السلطنات بطريقة دراماتيكية واسقاط السلطنات بيد الجبهة القومية انتقاما من مصر التي كانت خلافاتها مع مصر عبدالناصر حادة وقتلوا اولاد عبدالقوي مكاوي بتفجير بشع وارادت بريطانيا ان تتحاور مع جبهة التحرير التي هي تحالف عدة احزاب ووصل الى تعز اللورد شاكلتون وزير المستعمرات والتقى الأصنج بهذا الخصوص فعرضت جبهة التحرير الامر على القائد المصري الذي رفض ذلك.

ولكن عندما بلغ الخبر عبدالناصر قال لابد من التفاوض وحضور مؤتمر جنيف ولكن الأصنج غضب وقال انه لايمكن تغيير المواقف بعد مغادرة الوزير البريطاني فحضرت الجبهة القومية تسلم السلطة وتنزلت عن استحقاقات دعم الميزانية لعشر سنوات حتى مستشفى املكه رفضوا ابقاء الاسم مع التزام بريطانيا بتشغيله وجاء قحطان الشعبي.
وبدأت اعمال تصفية الحسابات وبدأ جناح نايف حواتمة يجهز لإسقاط قحطان الشعبي وفعلا تم قتله وفيصل عبداللطيف الشعبي واخرون وبدأت اعمال العنف والقتل فقتل عدد من القوى الوطنية والعلمية منهم الشيخ علي باحميش والشيخ الحداد بشبوة وسحله وهو 80 سنة، واخفي كثر قسرا وتمت مصادرة الممتلكات وهرب الثوار والوجهاء خوفا بدون ما يملكون واصبحت عدن ولاية روسية وتدمر الاقتصاد.
وبدأ تغيير الهوية وصمتت الصحافة وظهرت شعارات معادية لدول المنطقة ودعمت جبهة ظفار وهكذا كانت وانشأت جهات تخريب في الشمال كان احد ضحاياها محمد علي عثمان عضو المجلس الرئاسي.
للأسف تحولت عدن سجن كبير ومن الاشياء العجيبة تفجير طائرة بها وزير الخارجية محمد صالح عولقي و50 سفير وكذلك سيف الضالعي وزير سابق ولقد كتب الجابري كتابا بهذا لخصوص اسماه الجنوب العربي بسنوات الشدة وكذلك كتاب الصحفي محمد حسن عوبلي وكتاب وعبده حسين الادهل الاستقلال الضائع وتوترت المنطقة مع صراعات اجنحة دمرت الجنوب الذي كانت به اجمل عاصمة اقتصادية حضارية.

زر الذهاب إلى الأعلى