معين عبدالملك في حوار: إعادة ترتيب المشهد في اليمن عسكرياً واقتصاديا
معين عبدالملك في حوار مع قناة سكاي نيوز عربية: إعادة ترتيب المشهد في اليمن عسكرياً واقتصاديا وإدارياً - فيديو
قال رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، الأحد، إن الحوثيين "جماعة إرهابية لا تهتم بالضحايا الذين ترسلهم إلى مأرب، ونوه أن حالة من إعادة الترتيب للمعركة الوطنية في اليمن عسكريا وسياسيا واقتصاديا وإداريا، لافتا إلى أن تحركات ألوية العمالقة في شبوة من شأنها قلب موازين المعركة.
جاء ذلك في مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية ، تحدث خلالها عن مختلف المستجدات والقضايا اليمنية، وقال إن "الحوثيون يرون مأرب معركة حسم بالنسبة لهم، فهي لا تمثل محافظة فقط"، حيث أن صمود مأرب كان أسطوريا قبل عام 2015، إلى أن جاء التحالف العربي وحدثت عمليات التحرير. والآن منذ أكثر من عام تقريبا والهجوم شديد على مأرب، وهذا يبين مدى أهميتها للحوثيين لحسم المعركة".
واستطرد: "الحوثيون مجموعة إرهابية لا تكترث بالضحايا الذين ترسلهم إلى مأرب. والتشوه الفكري والانحرافات الفكرية الحاصلة غير طبيعية في المجتمع اليمني، وهذا ما نقلق منه لسنوات".
ولدى سؤاله عما إذا كان الحوثيون مستعدون للحوار، قال عبدالملك "المسارات مفتوحة، فلا أحد يرغب بالحرب بشكل مستمر، لكن إن لم يتخذ (الحوثيون) هذه المسارات، فالمسارات الأخرى أيضا مفتوحة".
وتابع: "الآن فقط مع الضغط، بدأ (الحوثي) في فتح هذه المسارات، لكنه أهدر فرصة الحديدة، والجميع ضغط على الحكومة والتحالف في موضوع الحديدة، والنتيجة أن التراجع كان كبيرا جدا، لذا يجب أن نستوعب الدروس السابقة، فما حدث في الحديدة يجب ألا يتكرر".
وقال إن "هناك مسارا سياسيا للوصول للسلام في اليمن، يمكن اتباعه بأسس سليمة، وإلا فسيكون الموضوع عبارة عن هدنة في وسط معركمة كبيرة".
وأشار إلى أن "الحوثيين استخدموا اليمن لمهاجمة الجيران وتهديد الممرات الدولية"، وشدد على أن المرحلة الحالية تشهد "توحدا لكافة القوى في اليمن لاستعادة الدولة من الحوثيين".
الحوثيون والتبعية للحرس الثوري
وشدد عبد الملك على أن "التفاصيل التي ظهرت مؤخرا تبين إلى أي مدى يتبع الحوثيون الحرس الثوري الإيراني"، مضيفا: "إنهم ليسوا كفصيل سياسي يمني، إن انتهج العنف يمكن أن يعود عنه، فالأفعال التي ارتكبها الحوثيون لا تسقط بالتقادم. هذه الأفعال هي إرهاب واضح مع أشقائنا، ومهاجمة للأعيان المدنية، واستخدام للصواريخ في اليمن، لمهاجمة الجيران وتهديد الممرات الدولية، وهذا أمر لن يُسمح به".
وأكمل: "بالنسبة لليمنيين، الهدف هو استعادة البلد المخطوف، فجزء كبير لا يزال تحت سيطرة الحوثيين، ومن المهم أن تتقدم القوات الحكومية وألوية العمالقة على كل المحاور، لتستعيد عددا من المحافظات، وهذا سيعيد الأمر إلى نصابه".
العمالقة وقلب الموازين
وفيما يتعلق بالتطورات الميدانية، قال عبد الملك: "التحركات الأخيرة في الميدان ستقلب الموازين بشبوة. بعضها قد تأخر... لكن التحركات الأخيرة لألوية العمالقة والألوية الأخرى، وبدء عمليات في عسيلان وأخرى سنشهدها في عدد من المديريات، إلى جانب المديريات المهمة التي سقطت، كل هذه الأمور ستساعد بشكل كبير".
واستطرد: "هناك تغير كبير في موازين المعركة من الجانب العسكري، ومن الترتيبات السياسية الداعم لهذه التحركات".
وردا على سؤال عما إذا كانت التحركات العسكرية في شبوة وتعز، تعكس "إعادة الترتيب للمعركة الوطنية بالداخل اليمني"، قال عبد الملك: "إعادة الترتيب مهمة، لوجود جانب عسكري وسياسي واقتصادي وإداري للدولة. المعركة اختطفت المشهد السياسي، واتفاق الرياض يشكل فرصة نادرة لترتيب هذه الأوضاع".
واستطرد: "التأخر في بعض المحاور أثر علينا بشكل كبير، لكن الآن ما نشهده هو توحيد كل القوى في سبيل استعادة الدولة. ولا يعني هذا استعادتها فقط من الحوثيين، بل من مراكز النفوذ والمصالح، وبالتالي هناك تركيز من كل القوى على الأرض في المعركة الأساسية، سواء في المحاور بالسحل الغربي، أو في محاور أخرى في الوسط، أو في المحاور الشرقية في شبوة ومأرب اللي صمدت صمودا كبير".
وأشار رئيس الوزراء اليمني إلى أن "كل هذا هو إعادة ترتيب كاملة للمشهد، لذلك اليمنيون متفائلون بما حدث مؤخرا، من تغيرات دراماتيكية خلال الشهرين الماضيين"، منوها إلى أن اليمنيون مروا بفترات من اليأس والإحباط".
وتابع: "لكن الصمود على الأرض كان مهما، وإعادة الترتيب، وإعادة النقاش مع القوى السياسية. من المهم أن الجميع يكون قد نضجوا بعد 7 سنوات من الحرب. لا مجال الآن للأنانية السياسية أو تفويت الفرص، لأنها لا تأتي كل مرة".
وفيما يتعلق بدخول "ألوية العمالقة" إلى شبوة، أوضح عبد الملك أن "التحرك بهذا الحجم والقوة الكبيرة تم بتوجيهات الرئيس (عبد ربه منصور هادي) اليمني التي سهلت انتقال هذه القوة".
وتابع: "كانت هناك احتقانات بين القوى السياسية المختلفة، فالجميع يحارب الحوثي لكن كان كل طرف يريد أن يستأثر بالصدارة، وفي مثل هذا الوقت لا مجال لذلك".
كما أكد رئيس الوزراء اليمني على أن "اتفاق الرياض فرصة نادرة لترتيب الأوضاع في اليمن، وشراكتنا مع السعودية والإمارات حاسمة ومحورية".
التنسيق مع التحالف
وفيما يتعلق بالتنسيق مع التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، قال رئيس الحكومة اليمنية إنه "مهم لأن القوى على الأرض منهكة وتحتاج لنوع من التنظيم".
وتابع: "شراكتنا مع السعودية والإمارات شراكة حاسمة ومحورية.. نحن شركاء وحلفاء".
واستطرد: "هذه الترتيبات أعطت الأمل بأن يكون هناك ترتيبات متناسقة على الأرض. لم تكن هناك قوى حقيقية على الأرض مدربة بشكل اللازم، والآن هناك قوى تدربت ولديها الجاهزية، لكن كان هناك إنهاك في جهات معينة، بالذات في مأرب".
وتابع: "الآن هذا التجديد ودخول قوى قادرة على الحسم، منظمة ومنضبطة، مهم في هذا المشهد، لذا سنشهد تغيرات غير عادية خلال الأيام المقبلة".
ونوه عبد الملك إلى أن "التغيرات تشمل ما بعد شبوة، إلى المناطق الشرقية"، مضيفا أنها ستكون "في أكثر من محور في الشرق والغرب. إنها لحظة حاسمة ومهمة لكل اليمنيين، لأنه من الصعب أن يستمروا في حروب طويلة بلا أفق. وكل الخيارات الأخرى للسلام قد استنفدت".
خزان صافر
وتطرق رئيس الوزراء اليمني في حديثه مع "سكاي نيوز عربية"، إلى أزمة خزان صافر، قائلا إنها "مشكلة غير عادية مع أن السبب واضح".
وأضاف: "تحدثت بشكل واضح شخصيا مع الممثل المقيم، بأن الحكومة مرنة في اتخاذ أي حلول لنزع الفتيل، لأن هذه مشكلة بيئية تهدد البحر الأحمر بالكامل، والإشكالية دائما في تعنت الحوثيين، وعدم إعلان ذلك من الأمم المتحدة، لكن الملف خلال 3 سنوات تم إبرازه بشكل كبير ويحظى باهتمام حكومي عالي المستوى".
وأضاف: "أمام العالم الحكومة ليس لديها أي شروط لنزع هذا الفتيل. دائما التراجع في آخر لحظة يتم من قبل الحوثيين، وهذا الموضوع من المهم أن يحسم".
ولفت إلى أن الحوثيين "يحاولون وضع فكرة استبدال خزان بآخر، والفكرة بحد ذاتها ليست للتخلص من الخطر، وإنما إبقاء الخطر بأمد أطول، وهذا نهج صعب أن يقبله المجتمع الدولي، ومع ذلك نحن مرنون تجاه كل الحلول".
تحديات وإصلاحات
وفيما يتعلق بالمشكلات التي تعيق عمل الحكومة اليمنية بعد اتفاق الرياض، والإصلاحات التي حققتها، قال عبد الملك: "إدارة الملفات صعبة في بلد كاليمن لديه موارد محدودة، فهو يمتلك موارد طبيعية لكنها تحتاج لاستثمارات حقيقية لاستخراجها، ومع ذلك قمنا بعمليات إصلاح".
وأوضح: "أوقفنا الانهيار الذي كان كبيرا جدا. كانت هناك زيادة بسعر الصرف بشكل يومي، إذ وصلنا إلى 1700 ريال يمني للدولار، والآن السعر تحت الألف وهذا تحسن كبير. كما يوجد تحسن في السلع الأساسية، وحدث تغيير في قيادة البنك المركزي، وتعيينات في عدد من المؤسسات القيادية، وكل هذه الإصلاحات تمت في فترة معينة".
وقال: "استعادة الدولة ليست فقط من الحوثيين، وإنما من شبكة مصالح ترسخت بشكل كبير، وتعيق الكثير من الإصلاحات والإجراءات".
بدأنا الحكومة بتطبيق إصلاحات جريئة، مثلا في تحصيل ضرائب المشتقات النفطية، إذ وصلنا هذه السنة إلى 211 مليار ريال يمني، السنة الماضية كان المبلغ 39 مليارا، والسنة التي سبقتها كان الرقم هو صفر".
واستطرد: "تنظيم السوق وآليات السوق ليس بالعمل السهل، واستعادة موارد الدولة من أيدي شبكات النفوذ ليست سهلة، وإحالة مسؤولين من المستوى الأول في اليمن إلى النيابة لأول مرة. ورغم وجود إشكاليات في استكمال ملفاتهم بالنيابة، لكن ستتم، لأنه لن تتم عرقلة أية إصلاحات".