د. لمياء الكندي تكتب: عن بطولة السفاح قاسم سليماني لكرة القدم والتي نظمتها ميليشيات الحوثي في اليمن
شكل فوز فريق الناشئين في بطولة غرب آسيا وما صاحبه من ردة الفعل الشعبية والرسمية حافزاُ لاختراق جديد للهوية اليمنية المستقلة من قبل الحوثيين، فقد أخطأ الحوثيون مجدداً وهم يحاولون توظيف كل مناسبة وكل فعل وكل نشاط إلى طقوس سلالية للعمالة والتزييف وغرس جذور التبعية والولاء في العمق النفسي والديني والثقافي المكون لهذا الشعب والمحرك له لصالح المشروع الإيراني والارتهان له.
يتعمد الحوثيون الإساءة لليمنيين ومصادرة فرحتهم وإزالة أي سبب يسهم في جمع كلمتهم لصالح نشر خرافتهم وتوطين عمالتهم لتصبح جزءا من ثقافة الشعب وسلوكه ونشاطه العام.
لقد أدرك الحوثيون أخيراً ماذا يعني تأثير كرة القدم على اليمنيين من زاوية نشر إيديولوجيتهم العنصرية وهم يرون أعلام اليمن ترفرف وحدها وأصوات الجماهير تردد "بالروح بالدم نفديك يا يمن" في مراسيم الاحتفاء بفوز أحفاد التبابعة ورديف الأقيال الناشئين فقرروا مصادرتها لحساب مشروعهم السلالي وولائهم الفارسي.
تمكن فريق الكرة اليمنية للناشئين من إحداث اكبر نصر وتجمع وحدوي شمل اليمن كل اليمن جغرافيا وشعب، ووحد اليمنيين متجاوزا الاختلافات السياسية والفروق البينية التي قسمت الوطن ومزقت النسيج الإجتماعي على مستوى القرية والحارة والأسرة الواحدة.
لقد كان فوز الناشئين عنوان الانتماء للأرض والإنسان والتاريخ والحضارة، لقد تمكنت كرة اليمن ولاعبيها الناشئون أن يكونوا أيقونة للروح اليمنية الأصيلة التواقة للشموخ والعظمة والسلام والحب والحياة الكريمة منتصرين على التحديات المحيطة بهم قبل فوزهم بالكأس.
أدرك الحوثيون الأثر النفسي الذي تركه فوز شبابنا في بطولة غرب آسيا وشاهدوا مدى متابعة وحماس جيل الشباب بل الأطفال فضلا عن الكبار رجالاً ونساءً للكرة اليمنية وتشجيعها فعملوا على تشويه هذه المساحة الحرة التي لم ترتهن لهم من قبل لتعلقها بالحياة وتشبثهم بمشاريع الموت.
حينها سارع السلاليون من هذه النافذة لممارسة عمالتهم وارتهانهم لإيران وحوزاتها وتكريس طائفيتهم وعدائيتهم للدولة والمجتمع تحت لافتة الرياضة والشباب التي ليست في ثقافتهم القرآنية زعماً.
ليس ثمة من عجب في إعلان الحوثيين بصنعاء إقامة بطولة رياضية لكرة القدم تحمل اسم ما يدعونه زورا بطولة الشهيد قاسم سليماني! وسليماني هذا ليس أحد رموز برشلونة أو ريال مدريد حتى يجعلوا صوره على صدور اللاعبين كرؤية للارتقاء بالكرة اليمنية، وإن كان الأصل هو رفع كأس الناشئين لتخليده إن كانوا وطنيين.
للأسف إنهم يقصدون الإساءة للنصر الكروي اليمني، بل الاستهداف المنظم للناشئين وجيل الشباب والأجيال اليمنية ككل عبر تحويل كافة أشكال الحياة في صنعاء وكل المناطق التي تخضع لسيطرتهم إلى ساحات ومقرات تمارس العمالة والتفرقة الطائفية والتبعية المذهبية والعقيدة السياسية والعسكرية الفارسية بحيث يعيش المجتمع حالة تطبيع قسرية مع الكيان والهوية الفارسية.
لقد أراد هؤلاء الذين دخلوا حياتنا عن طريق "التسلل"، تفخيخ العقل اليمني ومحاصرته بالأفكار والولاءات الطائفية أينما حل في المدرسة عبر الكتاب المدرسي والأنشطة المدرسية أو في الجامعة ومراكز الأبحاث والمؤتمرات التي غالبا ما يتم تسخيرها للأنشطة الطائفية الحوثية الفارسية، ليأتي دور الشباب من خلال كرة القدم وعبر تدشين بطولة "قاسم سليماني" ليكتمل بذلك التوجه الحوثي في مشروع تغيير الهوية والعقيدة اليمنية عبر أنشطة طائفية تمارس في الحارات والمساجد في المكاتب والمؤسسات والساحات المختلفة.
وها هم يتهيأون لغرس فكرة الولاء الاستبدادي في عقول أطفالنا وجيل الشباب ليتنافسوا على بطولات تحمل أسماء كهنة العصر ومجرمين وإرهابيين دوليين كقاسم سليماني وغيره لا تجمعنا بهم أي صفة ولا أي روابط سوى أنهم سادتهم وأوصياء على من يدعون يمانيتهم ووطنيتهم من بيوت آل الخرافة والمغيبين بصفوفهم من اليمنيين.
لقد حولوا حياة الشعب وأنشطته ومناسباته الوطنية والدينية والاجتماعية إلى مناسبات وأنشطة طائفية سلالية ضاق بها وبهم اليمنيون ذرعا حتى أصبحت وأصبحوا مذمة ولعنة أبدية على لسان كل اليمنيين.
على اليمنيين ان يركلوا بأقدامهم العزيزة وببطولاتهم التاريخية كل أشكال الخرافة والوصاية الحوثية الطهرانية وأن يحيلوا كل أنشطتهم ومناسباتهم السلالية إلى السخرية والإهمال وتوظيفها لاستحضار الهوية الوطنية والتاريخية لليمن واليمنيين.
على جيل الشباب اليمني ان يقيموا بطولة الوطن وهم يركلون قاسم سليماني وأذنابه متأرجحا بين أقدامهم، كما ركلوا حسن إيرلوا وغيره.
عليهم أن يخرجوا أدعياء إيران وأذنابها الحوثيين من ملعب الحرية والكرامة والدفاع الوطني المقدس، فكأسنا الحقيقي سنستلمه من بطولة نضالنا الوطني واستعادة دولتنا وجمهوريتنا وثورتنا وانتمائنا لرموزنا الوطنية.
بطولتنا الحقيقية هي في تحقيق نصرنا المؤزر على مشاريع الخرافة الإمامية السلالية الفارسية وركلها خارج اليمن بل وخارج محيط عالمنا العربي والإسلامي ودمتم بخير.
اقرأ أيضاً: لماذا اختاروا جامع الصالح لتأبين النافق سليماني؟!