آراء

الله يحرق قلوبهم..!

د. عمر ردمان يكتب: الله يحرق قلوبهم..!


ربما لم يتأخر زوال الانتفاشة الحوثية منذ 2014 حتى الآن سوى إرادة الله تعالى في الاستجابة لدعاء تلك الأم العجوز التي دعت وهي صائمة في أول عدوانهم: (الله يجعلهم طايحين في الجبال)!

طيلة سبع سنوات حلت على الحوثيين تلك الجائحة الاستئصالية طايحين في جبال نهم والجوف والبيضاء ومديريات مراد مأرب، ثم جاءت استجابة الشق الثاني من تلك الدعوة المزلزلة: (الله يحرق قلوبهم)!

تحققت هذا الشق من ذلك الدعاء منذ مطلع العام 2021 حيث اقتربوا كثيرا من مأرب على وهم السيطرة والحسم بعد أن باتوا يرمقون شعلة غاز صافر من على البلق الشرقي، وبعد رميهم كامل السهام المتبقية في كنانتهم مسترخصين كل تلك الخسائر المهولة بانتظار لحظة قطف ثمرة ما يعتقدونه (التمكين الإلهي)، معتقدين أن أحرار اليمن باتوا في رمقهم الأخير؛

فاستدارت الدائرة، وتحول الوضع وعظم عليهم الخطب، وانقلب السحر على الساحر؛ فحرق الله قلوب من تبقى منهم تبكيتا وحسرة بالتزامن مع احتراق آلاف الجثث بنيران الجيش والمقاومة والعمالقة وطيران التحالف، في أكبر عملية استدراج تشهدها الحروب المعاصرة.

لم تعد تنفعهم ولولة إيران المنادية بحل سياسي في لحظة الغرغرة، ولم يشفع لهم غرورهم البائس، ورجاءهم اليائس، ولم تمهل أقدار الله زعيمهم حسن ايرلو ليرى مصارعهم في فصل النهاية مثلما رأى من تبقى منهم مصرعه على نقالة الموت في ردهة طائرة عراقية.. فقد وثب الجيش وثبته، وقفز العمالقة قفزتهم، واجتمعت القلوب التي ظنوها شتى، وتكاتفت السواعد التي حسبوها واهنة، واستعر طير أبابيل الأشقاء الذي اعتقدوه قد تراجع؛ ليحصد الأبارهة الجدد وقد قصدوا مكة بعدوانهم في خدمة تطلعات فارس.

ومثلما انتهى طغيان جدهم الأشر الأضر الأكبر عبدالله بن حمزة على يد امرأة مظلومة رمته من فوق منزلها بفهر أصاب رأسه وعانى من إصابته حتى نفق؛ ينتهي اليوم طغيان حفيد ابن حمزة على لسان عجوز طاهرة صارمة تفتحت أبواب السماء لدعوتها الصادقة. وتحيا الجمهورية اليمنية.

زر الذهاب إلى الأعلى