شخصيات وسير

الشيخ محمد عبده الحميقاني - صفحات ناصعة لمناضل كبير

الشيخ محمد عبده الحميقاني - صفحات ناصعة لمناضل كبير في الحركة الوطنية اليمنية - بقلم نجله: أحمد محمد عبده الحميقاني


سطور من حياة المناضل الكبير الشيخ محمد عبده الحميقاني طيب الله ثراه، أحد رجال الحركة الوطنية اليمنية والثورة ضد نظام الإمامة البائد في شمال اليمن. له العديد من المواقف والأدوار، ينشر جانباً منها نشوان نيوز بقلم نجله.

الميلاد وحتى عدن

ولد المناضل الشيخ محمد عبده أحمد الحميقاني رحمه الله عام 1902، بمنطقة قربه مديرية آل حميقان، في البيضاء وسط اليمن وقد قتل والده وهو طفل صغير ولديه ثلاثة إخوة هو اكبرهم وقد تحمل مسؤولية بسن مبكرة جداً وقد استخلف أمه، عمه الشيخ محمد عبده سالم رحمه الله.

وعند بلوغه سن الـ16 سافر من منطقة قربه إلى عدن مش على الأقدام للبحث عن عمل وترك أمه وإخوانه، بعد أن ضمن من سيرعاهم وعمل في عدن لمدة عام ومن ثم جاءت هجرة المشقة والسفر الطويل من عدن إلى افريقيا حيث استقر في اوغندا وبدأ يكون نفسة حتى اصبح من كبار التجار في كينيا واوغندة بتجارة السكر.

استمرت غربة المناضل محمد عبده أحمد الحميقاني 23 عاماً حيث عاد إلى الوطن عام 1942م وهو يحمل مالا كبيرا ويحمل معه هم وطن وكان من مؤسسي الحركة الوطنية مع الشهيد محمد محمود الزبيري وأحمد محمد النعمان.

عُرف والدي بدعمه السخي شارك ودعم بالمال ثورة 1948 وحركة 1955، حتى عرف اسمه والذي وجه الإمام أحمد إلى حاكم البيضاء الشامي بالقبض على والدي وإرساله إلى صنعاء، تعاون الحاكم الشامي معه وجعله يغادر إلى عدن ومن ثم إلى بيروت.

مراسلات محمد عبده الحميقاني مع الزبيري ورسالة الرئيس الزعيم عبدالله السلال
مراسلات محمد عبده الحميقاني مع الزبيري ورسالة الرئيس الزعيم عبدالله السلال (نشوان نيوز)

دعم الاتحاد اليمني بالقاهرة

في 14 يوليو 1955، بعث محمود محمود الزبيري رسالة إلى الحميقاني وطلب دعم للاتحاد اليمني بالقاهرة والذي أرسل بـ80 ألف فرنص (عملة ماريا تريزا).

استمر الحميقاني بالنضال والسفر بين نيروبي وبيروت والقاهرة وعدن لتحشيد الأحرار ضد الإمامة، حتى جاءت ثورة سبتمبر وهو في البيضاء يحشد القبائل إلى العاصمة صنعاء وكان برفقته أخوه من الأم عمي الشيخ حسين محمد عبده سالم رحمه الله.

عرض المشاركة في الحكومة
ومع تشكيل أول حكومة، عُرض على الحميقاني المشاركة لكنه اعتذر لأسباب سياسية وغادر إلى البيضاء، وبعث له المشير عبدالله السلال رسالة بتاريخ 25/ 8/ 1382 هجرية، تحت توقيعه وتوقيع وزير الإعلام علي محمد الاحمدي ووزير الداخلية عبداللطيف ضيف الله مع ثلاثة ضباط لحضور والدي إلى صنعاء واستجاب وسافر إلى صنعاء وقابل السلال بوجود قائد القوات المصرية، وشرح الحميقاني موقفه وسبب رفضة للمشاركة بالحكومة.

اللقاء مع الزعيم جمال عبدالناصر
وبعد ايام سافر الحميقاني إلى القاهرة بوفد رسمي من المناضلين الاحرار منهم الصفي محبوب والعميد عبدالله دارس وضباط يرافقون والدي، حيث التقى والدي بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر بقصر الصفاء في الاسكندرية.

وهناك تحدث عن الثورة وسبل حمايتها، في ظل إرث الإمامة البغيض، وما مارسته طوال قرون من تجهيل وعدم السماح للشعب بأخذ حريته بالعلم والانفتاح على الخارج، إذ كان لا ثورة ثقافية لرفع مستوى الشعب ثقافيا وطرح والدي فكرته التي تعتبر اولى الخطوات.. وتشمل دعم ثورة الجنوب حتى نجاحها.

الشيخ محمد عبده الحمقاني أحمد رجال الحركة الوطنية في اليمن
الشيخ محمد عبده الحمقاني أحمد رجال الحركة الوطنية في اليمن (نشوان نيوز)

بالإضافة إلى ذلك، شمل المقترح دعم وزارة الثقافة اليمنية بفتح دور مسرح وسينما، حيث ستجلب الكثير من عامة الشعب وتزويدها بالأفلام الوثائقية والتاريخية وقبل عرض الافلام تكون هناك محاضرات ثقافية وشرح اهمية الحفاظ على الثورة،، وهذه هي أولى الخطوات ووافق الرئيس جمال عبدالناصر على هذه الفكرة حيث وجه للفنانين والممثلين المشاهير بزيارة اليمن والقيام بأعمال فنية ومسرحية.

سينما البيضاء وحرب إشاعات إمامية

التزم والدي بتكاليف فتح سينما في البيضاء ووجه الرئيس جمال إلى وزارة الثقافة بتزويد والدي بأفلام وثائقية وتاريخية، وعاد إلى اليمن ومنها إلى البيضاء حيث قام بإنشاء دار سينما كبيراً وبدأ بعمل المحاضرات وعرض الافلام فيه وكان هناك إقبال كبير وتأثير.

واجه الحميقاني مصاعب وتحديات من ضمنها قصة حصلت له مع القوى الرجعية الإمامية التي فقدت مصالحها برحيل الحكم الإمامي، حيث كانت هناك مدارس تسمى المعلامة يقتصر التعليم فيها على القرآن الكريم حفظاً وتجويداً وكتابة. فأراد ان تتوسع تلك المدارس بإدخال بعض من المواد مثل التاريخ والرياضيات والعلوم. واستغلوا ذلك وتم تحريف دعوة والدي وأطلقوا دعايات أن والدي دعا إلى إغلاق المدارس ومنع تدريس القرآن الكريم وتغيير التعليم باللغة الانجليزية. وهذه واحدة من المتاعب التي واجهها.

بعد ذلك دخل اليمن بصراعات وانقلابات بين القوى الثورية أدت إلى عودة الإماميين والذين فرضوا على صنعاء، الحصار المشهور بحصار السبعين وكان للمناضل محمد عبده الحميقاني دور ودعم بتحشيد القبائل إلى صنعاء والمشاركة بفك حصار السبعين وجاءت قوى متخذة من المناضلين الأحرار أعداء وقامت جهات بتفجير دار السينما في البيضاء وظل والدي من ذلك الحين متنقلاً بين البيضاء وعدن حتى استقر عام 1981 في البيضاء.

دائن لا مدين

في عام 1987 وتحديدا في مطلع سبتمبر، تلقي المناضل الحميقاني، اتصالاً من اللواء الركن أحمد محمد طالب مدير دائرة التخطيط والتنظيم العسكري للقوات المسلحة حينها في ذلك التاريخ رحمه الله، يبلغه ان الرئيس علي عبدالله صالح طلب حضوره لتكريمه ومنحة وسام سبتمبر واعتذر.

وجاء اعتذاره بهذه الصيغة: أنا قد بلغت من الكبر ما لا أستطيع احتمال مشقة السفر وإني فضلت أن أرحل من دنياي والوطن مدين لي، لا أن أكون مديناً له.. وبعد ثلاثة أشهر توفي والدي رحمه الله يوم الجمعة 25 ديسمبر 1987.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى