سلام على آل الشليف
عادل الأحمدي يكتب: سلام على آل الشليف
كل الأيام التي قضيتها في مأرب رائعة ومفعمة بالمدهش والمؤثر والمحفز.. ولكن هناك لمسات تختصر هذا كله، ومنها أسرة الزميل العزيز زيد علي الشليف.
زارني مشكورا ثم أصر على دعوتي للبيت الذي يأوي جزءا من الأسرة بمأرب. وتجمّع الأب وابناؤه الأقيال وكانت المفاجأة حينما قالوا لي إنها ثاني مرة يجتمعون فيها منذ نزحوا لمأرب كرمى لي، إذ طيلة السنوات الماضية وكل واحد منهم في مترس نضال.
متى كانت المرة الأولى التي اجتمعوا فيها؟ في إحدى الجبهات وبالمصادفة.. لقد كان الوضع العسكري حرجا في تلك الجبهة لذا حرص كل واحد على المشاركة في صد الهجوم دون أن يخبر الآخر حتى لا يلقى اعتراضا من باب الإشفاق، فالاسرة قدمت ما يكفي من الشهداء تقبلهم الله وطيب ثراهم، وكل شهدائنا الأبرار.
وهكذا تقابل الأب وأولاده بالجبهة وابتسم الجميع في حضرة هذا التلاحم الفدائي النادر. وكان موقفا من أجمل ذكريات تلك الجبهة.
حفاوة غامرة وترحاب سخي وروح دعابة غمرت لقائي بتلك الأسرة الجمهورية الرائعة.. كأنهم ليسوا في حرب، وكأنهم ليسوا نازحين ولا مقاتلين.. روح مرفرفة نادرة حتى أنك تشعر وكأنهم كلهم إخوة أو أصدقاء وليس أباً وأبناءه.
لا أحد منهم إلا وفيه إصابة أو أكثر من معركة أو اكثر، ولا يوجد جبهة إلا ويعرفونها وخصوصا "نِهْم" مديريتهم الحبيبة التي لن يستريح لهم بال حتى يؤوبوا إليها أوبة الفارس النبيل.
أول لقاء جمعني بالعزيز زيد الشليف كان في جنيف بسويسرا سبتمبر ٢٠١٦، وهو قادم من برلين المانيا مع مجموعة من اليمنيين لتعزيز موقف الفريق الحقوقي الجمهوري أثناء دورة مجلس حقوق الإنسان.
وكلما يعود زيد من برلين إلى مأرب لا يتوقف في المجمع (المدينة) بل مباشرة إلى أقرب جبهة حاملا بندقيته وشجاعته، وعائدا بجبينٍ معفّرٍ بالتراب ونصرٍ مبين.
سلام على آل الشليف، وعلى كل أسرة جمهورية ضحت بالغالي والنفيس ووقفت في وجه عصابة الكهنوت العنصري الرجيم.