هِمّة الأعيان الأحرار تحرق أطماع السلالة
العميد محمد عبدالله الكميم يكتب: هِمّة الأعيان الأحرار تحرق أطماع السلالة
استطاع الحوثي، وببراعة وخبث شيطاني أن يُسخّر القبيلة اليمنية ومشائخا واسلافها واعرافها وتمسكها بالقيم والعادات والتقاليد وبطولة وشجاعة رجالها، فجعل بعضها تعمل في صالح مشروع الحروب وباستمرار، وباستخدام كثير من الأساليب (ترغيبا وترهيبا)، والتي جعلتهم وبدون إدراك، وقودا مستمرا ومخزنا بشريا هائلا لا ينضب.
وقد ادرك الحوثي حقيقة ذلك الدور عبر قراءته الجيدة لتاريخ أجداده الأئمة، حيث كانت القبيلة الركن الأساسي لتثبيت سلطات الأئمة، وكانوا وللأسف جيوشهم في كل معاركهم طوال تاريخهم.
ولذلك فكان إغراء المشائخ بمناصب جاه وهمية أو ضمان بقائهم فيها أو التهديد بفرض مشائخ موالين لهم أو زعزعة أمن القبيلة وكانت أساليب كسر ناموس رموز القبيلة بتفجير بيوتهم كنوع من أنواع الإذلال للقبيلة ولبقية القبائل وتعتبر من ضمن أساليبهم بإجبار المشائخ على العمل معهم حفاظا على ماء الوجه والهيبة، وفي الأخير كل ما يحتاجه من القبيلة هو التحشيد المستمر لمعاركهم دون الإلتزام بأي حقوق تجاههم أو تجاه مناطقهم من خدمات او غيره.
وعلى قاعدة (فرق تسد) فإن إذكاء الثارات والصراعات فيما بين القبائل، وضمان استمرار خلافاتهم من ضمانات بقاء حكمه ودوام عرشه ولذلك يعمل على تغذيتها باستمرار إشغالا للقبيلة والمشائخ في صراعات لا تنتهي.
يعلم الحوثي أن القبيلة إن أدركت خطر مشروعه وألاعيبه عليهم فإن لا حاضنة له ولا دوام لحكمه. لذلك فنحن نعول كثيرا على دور المشائخ الأحرار كما كانوا دوما وأبدا في توعية قبائلهم كونهم الأكثر قدرة على مخاطبة رجالهم، وبعيدا عن المشائخ أو العقال المعينين من الحوثي.