المملكة العربية السعودية قبلة السياسة العالمية ونهضة القيادة الحكيمة
توفيق السامعي يكتب: المملكة العربية السعودية قبلة السياسة العالمية ونهضة القيادة الحكيمة
وكأن الله أراد بالأحداث والمتغيرات الجديدة العالمية اليوم أن يحيي الجزيرة العربية مجدداً ويجعلها محور الكون، كما أحيا فيها مكة المكرمة وجعلها قبلة العالم الدينية، وتأسيسها بقوة وحكمة على يد الملك عبدالعزيز يرحمه الله.
ففي حين يجري الصراع العالمي بين الكبار في أوكرانيا تشرئب أعناقهم صوب المملكة العربية السعودية التي سيكون لها دور حاسم اقتصادياً ومن ثم سياسياً على هذا الصراع، خاصة مع سياستها الجديدة الحكيمة والحازمة والتي جعل منها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سياسة ندية قوية تمتلك قرارها السياسي وتلعب مع الكبار بقوة ولا تخضع لابتزازهم ومساوماتهم وضغوطاتهم.
أثبتت أزمة العالم اليوم دوراً محورياً للمملكة، وها نحن نرى خطوات متسارعة من قبل اللاعبين الدوليين لخطب ود المملكة، وبعضهم يسارع لترميم علاقته معها، والجميع يتسابق لأن تلعب المملكة العربية السعودية دوراً هاماً وكبيراً في مجال الطاقة ومجال السياسة العالمية في الحرب الروسية الأوكرانية.
قاد ولي العهد محمد بن سلمان سياسة متزنة بين اللاعبين السياسيين العالميين بما يعود بالمنفعة الكبيرة لشعبه وبلاده حين لم يرضخ للضغوط الأمريكية في عهد ترمب وبايدن على السواء اللذين ظنا أنهما سيلويان ذراع السعودية في الفترة المتأخرة كون الولايات المتحدة حليف تاريخي للمملكة، وأن قيادتها ربما لن تخرج عن الإملاءات الأمريكية، وزادا أشهرا ورقة التسليح للمملكة كورقة ضغط، فرد ولي العهد السعودي أن السلاح المستورد من الولايات المتحدة ليس هبات أو مساعدات بل هو شراء من أموال المملكة والشعب السعودي وليس منة من أحد.
أراد ولي العهد السعودي أن يعلم القيادة الأمريكية درساً تاريخياً وأنه يمكن الاستغناء عن السلاح الأمريكي فتوجه مباشرة نحو روسيا قبل العام الماضي وعقد صفقة سلاح كبيرة مع روسيا، وكأن لسان الحال يقول: بأموالنا نشتري السلاح من أي مكان في العالم ولن يكون حكراً على دولة معينة.
في الفترة الأخيرة توجهت المملكة نحو تصنيع السلاح في الداخل للاكتفاء الذاتي والاستقلال في الصناعة الحربية، وهي خطوة مهمة جداً لأي بلد يريد الاستقلال بقراره السياسي وإرادته الحرة بعيداً عن أية ضغوطات أو إملاءات خارجية.
تمتلك المملكة العربية السعودية إمكانيات ذاتية وموارد هامة بإمكانها أن تكون في مصاف الدول الأولى للتصنيع العسكري بعيداً عن الاستيراد الخارجي إلا الصناعات المعقدة والمتطورة الناتجة عن تراكم معرفي طويل الأمد.
ففي حين يتهاون الغرب والشرق مع الصناعات الإيرانية التي تهدد المنطقة بأسرها فهذا يحتم على المملكة العربية السعودية كقائدة للمشروع العربي اليوم أن تسابق الزمن للتغلب على الصناعات الإيرانية خاصة وأن إيران لا تخفي توجهاتها العدائية تجاه المملكة والمنطقة يشكل عام.
الخطوات الكبيرة التي اتخذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بلاده مؤخراً من محاربة الفساد ومكافحة التستر والمحسوبية وقيادة نهضة اقتصادية حقيقية لمشاريع عملاقة داخل المملكة وقيادته سياسة متزنة وحكيمة مع جميع اللاعبين الدوليين المؤثرين عالمياً قفزت وستقفز بالمملكة إلى الأمام قفزات نوعية جعلت الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن السعودي وشؤون المنطقة ينظرون إليه بأنه فعلاً مجدد الدولة السعودية الثالثة وباني نهضتها الحديثة.
حيث شهدت المملكة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سياسة قوية وعمليات إصلاح متعددة الجوانب فضلاً عن مشاريع عملاقة في هذا البلد على كل المستويات وفي شتى المجالات لم تكن متواجدة من قبل، كما أن عجلة التنمية تتحرك بوتيرة عالية دون توقف، مما يعني أننا أمام نهضة حقيقية كبرى لهذا البلد الذي نتمنى جميعاً أن يكون قبلة السياسة الدولية آنياً ولاحقاً.