[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

الحوثيون والحرب لتدمير الجيل

عبدالله محمد الحميقاني يكتب: الحوثيون والحرب لتدمير الجيل

منذ قدوم الامامة الى اليمن ظل اعتمادها بالدرجة الاولى على تغيير الفكر وطمس الهوية اليمنية وخلق الطبقية من اجل يسهل لهم اقتياد اليمنيين كأداة يستخدمونها في ممارسة جرائمهم ضد المجتمع اليمني عبر التأريخ ولم تخلُ على الاطلاق فترات اليمن التي مرت تحت حكمهم من ممارسة الجرائم المروعة التي لم يتمكنوا من ممارساتهم الا بفعل التأثير على العقل اليمني واقتياده الى سفك الدم وممارسة الإجرام كقاعدة تقوم عليها إمامتهم منذ البداية.

الآن يكرر التأريخ نفسة منذ نهاية القرن العشرين والربع الأول من القرن الحادي والعشرين حيث ظهرت في بلادنا جماعة أشد اجراما وفتكا ممن سبقوها حيث يمضون في ذلك على خطى من سبقوهم منذ الرسي وحتى بيت حميد الدين، إلا أن الصيغة والصبغة الحالية مليئة بالتبعية لإيران ونشر ثقافة التشيع والطائفية، وإذا كان الهالك حسين بدرالدين الحوثي قد تلقى في إيران أفكاره واستنسخ منها ثقافته ومعتقداته فماذا ستكون النتيجة؟؟
بالطبع محاولة تعميمها على المجتمع اليمني الذي نهض بعد قيام ثورة سبتمبر يرفض الامامة والطائفية والافكار الهدامة للدين والانتماء الوطني، لهذا فقد كانت أهم الوسائل الى تحقيق ذلك هي اغواء النشء والشباب بهذه الافكار والمعتقدات والتي تجافي سماحة الدين وحقيقة الانتماء الوطني.

واستمرت جماعة الحوثي بهذا السلوك منذ عام 1982 حتى تسنى لهم الانقلاب على الدولة في العام2014 وهم -خصوصا في صعدة- ينشؤون المراكز ويتطاولون على المدارس التعليمية ويدرسون الفكر الايراني المنبوذ في اليمن حتى استطاعوا تشكيل عصابة كبيرة وميليشيات في صعدة حاربت الدولة منذ العام 2004 حتى عام 2010 ، ولكن عندما تسنى لهم الانقلاب على الدولة، كشفوا عنهم قناعات التقية التي كانوا يرتدونها لتغطية وجههم القبيح وبدوا على حقيقتهم ينشرون ويمارسون ثقافة الحرب والعنف والطائفية دون تراجع أو توقف .
وحتى الآن الملاحظ منذ بداية الانقلاب مدى رفض الحوثيين لكل مبادرات التحالف والشرعية للسلام الى جانب خروقاتها في كافة الاتفاقات التي تمت معها منذ جنيف واحد واثنين والكويت واستكهولم وغيرها وذلك امعانا منها في اطالة أمد الحرب الأمر الذي يمكنها من تشكيل جيل جديد متسلح بأفكارها الطائفية ومعتقداتها الشيعية وتبعيتها لإيران حيث تسعى الى مسخ فطرته وهويته عبر كافة السبل المتاحة أمامها سواء بالترغيب او بالترهيب او الاغراءات وافتعال الازمات واستغلالها وغير ذلك من الممارسات التي يأتي على رأسها
- الدورات الطائفية والثقافية والعسكرية التي تقوم بها الميليشيا بشكل سري وتستقطب اليها موظفي المؤسسات الحكومية سواء اختياريا او اجباريا وفيها تقوم بالتعبئة لضمان التبعية لها و تقديس رموز الأسرة الحوثية وتكريس ثقافة الحرب والعنف والارهاب وتدريس الملازم وغير. ذلك...الخ
- المراكز الصيفية وتتجاوز عدد المراكز الصيفية ثلاثة الف مركز صيفي تستقطب اليها الاطفال لتشكيل عقول مطموسة بالفكر الشيعي الايراني.

-استغلال المساجد والمدارس والجامعات وتغيير المناهج وبخاصة مواد القرآن الكريم والتربية الاسلامية واللغة العربية والعلوم الاجتماعية والتاريخ والتربية الوطنية وقد بدأت في تغييرات المناهج بعد اغتيالها للزعيم في نهاية العام 2017 حيث بدأت في العام 2018 في تغيير بعض دروس المنهج الدراسي للمرحلة الابتدائية ليصل بها الحد في نهاية العام 2021 م الى تغيير وحدات كاملة في المنهج الدراسي لكافة المراحل الابتدائية والثانوية والجامعية واستغلال المدرسين المنتمين لها او ابناء المتحوثين في مراقبة تنفيذ المعلمين للعمل بهذه التغييرات المنهجية بل ووصل بها الحد أحيانا الى تغيير مدراء المدارس غير الموالين لها وتعميم هذه المناهج حتى على المدارس الأهلية والخاصة.

اذا نظرنا الى جدوى هذه الممارسات التي تستغل من اجلها اطالة أمد الحرب سنجد انها بذلك تسعى الى أن تطمس التاريخ الحقيقي للبلاد، وتعجل بإغراق شمالها في الصبغة الطائفية، والتسليم للمشروع الإيراني، والدفاع عما تعتبره الجماعة حقها في الولاية وحكم البلاد وأنها وريثة لآل البيت؛ بما يعني أن كل حاكم من خارجهم هو من الخوارج الذين يحل قتالهم ولو من أبناء الوطن ، ناهيك عن استمرارها في تجريف الهوية وتطييف المجتمع وتزييف الوعي والتاريخ العربي وتكثيف الايدلوجية الامامية الطائفية لضمان تشكيل جيل كامل يتماهى مع أهداف هذه الجماعة في التبعية لإيران وتدمير حاضر ومستقبل اليمن والمنطقة ..

سنجد من خلال التعديلات والتغييرات في المناهج الدراسيه أن الحوثيين ركزوا كثيرا على تغيير وقائع التاريخ وتزييفه، وتسييس الرواية التاريخية، وتأويل الآيات والأحاديث النبوية وبما يخدم أفكار الحوثي، وإضفاء القداسة الدينية على سلالته، في محاولة للسيطرة على عقول الطلبة عبر تثبيت تلك المفاهيم التي يعتنقها الحوثيون.

ويخضع لهذه التأثيرات أكثر من ثلاثة ملايين طالب في المدارس الواقعة تحت سلطة ميليشيات الحوثي يواجهون خطر التحريف والفكر المتطرف، بفعل التغيير المتواصل لمناهج التعليم الذي تجريه هذه الميليشيات وفق موجهات سياسية وتوظيف المدارس لأغراض عسكرية، ما يؤكد ذلك تقرير مشترك صدر عام 2021، عن منظمة سام للحقوق والحريات والمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أوضح فيه أن “الحوثيين يستخدمون المراكز الصيفية لتجنيد الأطفال عبر تلقين الطلاب أيديولوجيات الجماعة من خلال محاضرات مذهبية”.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: مخاطر حوثنة المناهج

ووفقًا للتقرير، بلغ عدد الأطفال الذين جندتهم الجماعة منذ عام 2014 حوالي 10,333 طفلًا ، وهكذا يستمر الحوثيون في اطالة أمد الحرب ورفض كافة جهود السلام علها تتمكن من أن تجعل من هذا الجيل مأساة اليمن في المستقبل، إن لم تتضافر الجهود المحلية والدولية لوقف تسييس المناهج والتعليم، واتخاذ تدابير صارمة لردع العابثين.

زر الذهاب إلى الأعلى