آراء

جرائم السلالة.. الجذر العنصري وموروث العنف التاريخي

عبد الله إسماعيل يكتب عن: جرائم السلالة.. الجذر العنصري وموروث العنف التاريخي في اليمن


من خلال قراءة معقولة لتاريخ الإمامة السلالية في اليمن، ستصل سريعا، الى حقيقة مفزعة مختصرها:
ان أي جريمة يمارسها الإماميون الجدد اليوم، تكرار لجرائم اسلافهم، منذ المتورد الرسي، حتى المجرم الحوثي، بل يصل التطابق الى التوصيف والتسمية والوسيلة.

مجرمو السلالة جميعهم، مارسوا القتل، وهدم المنازل، وتفجير دور العبادة، استهدفوا التعليم وجهلوا الناس، استخدموا الرهائن والاختطاف والاعتقال، كفروا مناوئيهم وشوهوا خصومهم، احتكروا السلع والوظيفة العامة، عادوا القبائل وجرفوا التاريخ والهوية، واستعدوا الجوار، ولن تجد إثما يمارس اليوم إلا وله جذر وأساس في تاريخهم المدون في أغلبه بواسطة كتبتهم ومؤرخيهم.

إن أحد أهم أهداف قراءة التاريخ وإبراز أحداثه، معرفة أهم أبعاد الصراع الحالي مع هذا المشروع، الذي قاومه اليمنيون ل 1300 عام، لم يستطع فيها أن يحكم إلا ما مجموعه 150 عاما، ولأجزاء فقط من اليمن، فلا يلبث اليمنيون أن يسقطوه كلما استعادوا ذاكرتهم، واستدعوا هويتهم، واستحضروا تجاربهم، بعد ان تسلل من فراغات غفلتهم وتسامحهم، ويجب ان تكون هذه المعركة هي آخر معاركهم معه.

جرائم الإمامة السلالية اليوم، كما الأمس، تتكئ على فكر عنصري استعلائي متخلف، يرى في اليمنيين عبيدا مهمتهم التسليم بحقه في حكمهم، والانخراط في معاركه ضد بعضهم، يحارش بين القبائل، ويبرر لهم قتل خصومهم واستحلال دمهم وأموالهم وأعراضهم، ثم لا يلبث ان يكون المستسلم لخديعة الأفضلية والتدين الكاذب، ضحية في معركة السلالي للاستحواذ والوصول للحكم.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: قصة القطرنة والسلطان الأحمر لدى الإمامة في اليمن

أدعوكم لقراءة تاريخكم وتاريخهم، لتدركوا أن اليمني إذا ما خرج من ضلال الإمامة والسلالة، أقام دولا كانت أمثلة في الرقي والمدنية، ولعلي أشير هنا وبشكل مختصر جدا إلى الدولة الرسولية التي حكمت ل 220 عاما، وصل تأثيرها الى الصين، وكست الكعبة، وسنت قوانين التعليم والتمريض والقضاء، وبنت الجامعات، ووصل خيرها الى الكلب الشارد والدابة العرجاء، وتأمين إناء الخادم، بعد أن عجزت عن إيجاد فقير أو مسكين او محتاج للصدقة.

زر الذهاب إلى الأعلى