آراء

عن اليمن من مصر: بين الماضي الجميل والحاضر المؤلم

إبراهيم الكازمي يكتب عن اليمن من مصر: ما بين الماضي الجميل والحاضر المؤلم


الإنسان الكريم الحُر يعتز بوطنه وهويته مهما كانت الظروف كما يعتز الصقر بتحليقه حرّاً في السماء.
ومن أكثر المواقف التي يشعر فيها الإنسان بقيمة وطنه، ويشعر بآلامه ومواجعه، هي عندما يفارقه ويبتعد عنه، في رحلةٍ علاجية إلى مصر الحبيبة.
ومنذ وصولي إليها وحتى اليوم، أخذت أتأمل في كل ما أراه أمامي وألمسه
مظاهر الدولة والأمن والأمان. المواقع الأثرية والسياحية والحضارية
في النيل العظيم ومهابته وجماله.
وتخنقني العبرات في كل لحظة تأمل، وتتكالب علي الهموم التي قد نويت نسيانها ( ولو لشهرٍ واحد) عبرات وحسرات أنستني أوجاع المرض وآلامه!
ومع ذلك فأنا أشعر بقرب الوطن مني عندما أتذكره.

زرت عدداً لا بأس به من المواقع الأثرية، وفي معظمها ما يذكرني ( باليمن الحبيب) ولطالما أخذتني التأملات وسحبتني في بحور عالم الماضي السحيق.
فهذا نقش لملك فرعوني يتحدث عن أهمية بلاد بونت (اليمن) وتجارتها بالنسبة لمصر وهذا نقش مسندي يماني في (منف) عاصمة مصر القديمة.

وهنا وقف أجدادي على ضفة النيل الشرقية يتقدمون الجيش الإسلامي في عبوره واجتيازه إلى الجيزة وفي مقدمتهم قبائل مهرة بن حيدان الحميرية
وهذا شارع قبائل يافع بن زيد وهنا محلة قبائل همدان ومساكنها..
وهنا وهنا وهناك.
أينما حل اليمانيٌّ يترك أثراً طيباً. ثم أصحو من غفوتي التاريخية لأنصدم بواقع اليوم المؤلم والحزين فأعود لأتساءل!؟

من المتسبب في جعل اليمن منبع الحضارات القديمة يقبع في مؤخرة الركب الحضاري البشري اليوم؟ أما آن لجرح وطني النازف أن يطيب؟!

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: الانتظار حينما يتعلق الأمر بالتاريخ

زر الذهاب إلى الأعلى