خبز لقافلة الجياع - لولاك لم يعرف يدينا دفترُ (شعر)

قصيدة الشاعر غالب العاطفي خبز لقافلة الجياع - لولاك لم يعرف يدينا دفترُ (شعر)

خُبزٌ لقافلة الجياع وسُكّرُ
هذا اسمُك الفعليُّ يا سبتمبرُ

يا أروع الكلمات في قاموسنا
لولاك لم يعرف يدينا دفترُ

يا يومنا الموعود قبلك كانت ال
أيامُ سجنًا ليس منهُ تحرُّرُ

إنسانُ هذي الأرض قبلك لم يكُن
إلا قُوًى بيد الغريب تُسخّرُ

بثماره تخمت بُطونُ عدُوّه
وبجوعها، أحشاؤُهُ تتضوّرُ

وبدمعه يسقي سنابل حقله
وسواهُ يحصُدُ زرعه، ويُثمرُ

حتى أتيت فكنت أول "ثغرةٍ
للنُّور" بل أنت المنيرُ الأنورُ

فيك اهتدى اليمنيُّ... قبلك لم يكُن
بشرًا سويًّا يهتدي أو يشعُرُ

وبك استقام على الطريقة بعد أن
كانت خُطاهُ بخوفه تتعثّرُ

بك أبصر اليمنيُّ... قبلك كانت ال
دنيا ظلامًا صبحُهُ لا يُسفرُ

بك أدرك اليمنيُّ معناهُ الذي
قد كان منسيًّا وأنت مُذكّرُ

بك كفّر اليمنيُّ... عن آثامه
في ألف عامٍ.. من سواك يُكفرُ؟!

بك أعلن اليمنيُّ أنّ مصيره
في قبضتيه وأنّه لا يُقهرُ

بك قالها اليمنيُّ: هذي الأرضُ لي،
أنا (قيلُها) ولها اصطفاني (حميرُ)

بك صاح في الغُرباء:هذي جنّتي
وأنا الوحيدُ بها الجديرُ الأجدرُ

من هامتي استوحت شمُوخ جبالها
وإلى دمي انتسب (المُحيطُ الأحمرُ)

لي نخلُ واديها وزُرقةُ بحرها
لي طينُها، وسماؤُها، والبندرُ

لي رملُ (ماربها) وصخرُ (ذمارها)
ولي (التّهائمُ) (واللواءُ الأخضرُ)

ونُقوشُ أجدادي على أحجارها...
إرثي وإرثي كُلُّ ما سأُعمّرُ

لي روعةُ الميلاد يا (أيلولُ) لي
(مايو) ولي (تشرينُ) لي (نوفمبرُ)

يا أيُّها التاريخُ والدنيا اشهدُوا:
قسمًا على أرضي وصيًّا لن ترُوا
24 ذي علان 2137 حميرية

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: في رحاب سبتمبر العظيم (شعر)