في ذكرى مولد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.. تبرأوا من خرافة الكهنة
عمار صالح التام يكتب: في ذكرى مولد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.. تبرأوا من خرافة الكهنة
هوَ رسولُ اللهِ ومصطفاهُ وخِيرَتَهُ من خلقهِ، ومكانتُهُ تكمنُ في مقام النُّبوةِ لا الأبوَّةِ عليه الصلاةُ والسلامُ، وفي كونه خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاةُ والسلامُ جميعاً "اللهُ أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالته".
في ذكرى مولدهِ عليه الصلاةُ والسلامُ نحتفي ونحتفلُ بالرسالةِ لا بالرسولِ، وميلادُهُ عليه الصلاة والسلام وميلادُنا الحقيقيُّ كانَ في غارِ حراء لحظةَ اتصالِ الأرضِ بالسماءِ ونزولَ الوحيِ "إقرأْ باسمِ ربِّكَ الذي خلق، خلقَ الإنسانَ من علقٍ، إقرأْ وربُّكَ الأكرمُ، الذي علَّم بالقلمِ، علَّمَ الإنسانَ مالمْ يعلم".
فقد ظلَّ النبيُ صلى الله عليه وسلم في شبابهِ يبحثُ عن بصيصِ أملٍ وهدايةٍ، وكان قد همَّ أن يحضر في مجالس اللهو التي يرتادُها الفتيةُ والشبابُ فيُضرَبُ عليه النُّعاسُ قبل وصولهِ تلك المجالس ولا يوقِظُهُ إلا حرُّ الشمسِ عدةَ مراتٍ حتى قرَّرَ اعتزالَها، حتى بعد النُّبوةِ امتن الله تعالى عليه بقوله "وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحيناهُ إليك لِتفتريَ علينا غيرَهُ وإذاً لاتَّخذوكَ خليلاً، ولولَا أن ثبَّتناكَ لقد كدتَّ تركنُ إليهم شيئاً قليلاً".
صَنعتهُ ورَعتهُ عنايةُ اللهِ سبحانه وتعالى، وكانت عِصمتُهُ عليه الصلاةُ والسلامُ بالوحيِ ولم تكن عِصمتُهُ لدُنيَّةٌ أو جِبِليّةٌ كالملائكةِ، إذ طالما أخطأَ فصوبَهُ الوحيُ.
مكانته صلى الله وسلم كبيرةٌ في قلوبنا ومقامُه عند الله عزوجل عظيمٌ، وهو أفضل الخلق على الإطلاق وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
لكنه عليه الصلاة والسلام في الوقت ذاته بشرٌ من خلق الله نحن وإيَّاه وكلُّ الأنبياءِ عليهم الصلاةُ والسلامُ سواءٌ في مقام العبودية المطلقة لله وحده لا شريك له، لا في الفضل والمكانة عندالله فهي بيد الله وحده يقدِّرُها ويهبُها لمن يشاء على تفاوتٍ بين العباد.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول دائماً "إنما أنا عبد الله ورسولُه"، "لعن الله اليهود والنَّصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد" "لا تأطروني كما تأطر اليهود والنَّصارى أنبياءهم"، "لا يسمح لأحدٍ بالقيام له منعا لتحولها من عرفٍ معه الى ممارسة عبادة".. وغيرها من الأحاديث والآثار التي توضح للمسلمين من أتباعه الفرق بين احترام مكانته وتجنب التعامل معه خارج إطار بشريته عليه الصلاة والسلام.
قال الله تعالى "قل إنَّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلىَّ أنَّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً".
النبيُ صلى الله عليه وسلم رسولٌ لا جدٌّ.. نبيٌ للنَّاسِ كافة لا ماركةٌ حصريةٌ لكهنة الخرافة الهاشمية والفارسية، للتسلط على عباد الله وأكل أموالهم بالباطل.
العلاقةُ به علاقةُ اتِّباعٍ واهتداءٍ فقط، ولا يوجد رابطةُ نسب بينه وبين أحدٍ من البشر في مقام النُّبوةِ قال تعالى "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"، والروابط الأسرية التي كانت بينه وبين أسباطه وبني عمومته انتهت بموتهم ولا يُبنى عليها شيء،
وعلى افتراض وجودها تظلُّ كذكرياتٍ حلوةٍ لدى أصحابِها وتدعوهم لتمسكٍ أكثرَ بهديهِ عليه الصلاةُ والسلامُ.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنَّ أحبكم إليَّ وأقربكم منِّي مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً".
لا علاقة لنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الصخب والضجيج الذي يفرضه كهنة الخرافة الهاشمية والفارسية على من تحت سيطرتهم فهو شبيه بكريسمِس من ضلَّوا عن هدي المسيح عيسى عليه السلام في ذكرى ميلاده، وسبتِ من غضب الله عليهم ممن حرَّفوا التوراة والزبور وصحف إبراهيم عليه السلام ولم يؤمنوا بنبوة محمد من أدعياء السلالية المبكرة.
وقبل أن ينادي ربنا سبحانه وتعالى عيسى بن مريم عليه السلام يوم القيامة كما قال تعالى "وإذ قال الله يا عيسى ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمِّيَ إلهينِ من دونِ اللهِ،قال سبحانك مايكون لي أن أقول ما ليس لي بحقٍ، إن كنتُ قلتُهُ فقد علمتَهُ، تعلمُ ما في نفسي ولا أعلمُ ما في نفسِك إنَّكَ أنتَ علَّامُ الغُيوب، ما قلتُ لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربِّي ورَبُّكم".
سيكون للنبي صلى الله عليه وسلم موعد على الحوض والذي هو كرامة خاصة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وتدفع الملائكة بأعداد من هذه الأمة وهو ينادي عليه الصلاة والسلام "أُمَّتي...أُمَّتي، فتجيبه الملائكة كما في الأحاديث الصحيحة إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك لقد غيَّروا وبَدَّلوا فيقول سُـحقَاً سُـحقَا... بُـعداً بُـعداً". فلا تضيعوا دينكم بعد ضياع دنياكم بالتصديق لأكاذيب وأساطير كهنة الخرافة السلالية والفارسية فهم يريدون الدنيا ومتاعها ولا علاقة لهم أبدا من قريب أو بعيد بالله وبالنبي والإسلام، هم نسخ بشرية من أباليس الجن بزيف دعواهم العنصرية السلالية.
اللهمَّ صَلِّ وسلم وبارك على نبينا مُحمد في كل وقتٍ وحينٍ وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وخلِّص اليمنيين بالحرية والكرامة والجمهورية والسُنَّة من خرافة الكهنوت السلالي الفارسي وردَّنا إليك ردَّاً جميلاً.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: المولد النبوي: الحوثي على خطى الخميني