الأيديولوجيا العنصرية وثقافة الازدراء العنصري
همدان العليي يكتب: الأيديولوجيا العنصرية وثقافة الازدراء العنصري
لدينا في اليمن أيديولوجيا عنصرية تُفرض على اليمنيين كدين، وتدرس قسرًا في المدارس والجامعات والمساجد، وتنشر عبر وسائل الإعلام. هذا النوع من العنصرية لم يعد موجودًا في أي مكان في العالم باعتقادي.
أيضًا، ما زلنا نعاني من ثقافة العنصرية تجاه فئات مجتمعية معينة، أو يمكن القول ازدراء بعض الفئات المجتمعية، وهذا النوع من العنصرية المتوارثة موجود في كل المجتمعات حتى في أمريكا وأوروبا، والفارق أن هناك قوانين صارمة للحد من ظهورها، أو التعامل وفقها.
يمكن القول إن الدول المتقدمة قد نجحت تمامًا في القضاء على الأيديولوجيا العنصرية، لكنها لم تتخلص بشكل كامل من ثقافة الازدراء العنصري لبعض الفئات. الشعب الأمريكي -على سبيل المثال- ما يزال يعاني من ثقافة الازدراء العنصرية، ولهذا تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن في يناير 2021 بمواجهة هذه المشكلة بعبارته الشهيرة "حان الوقت لمواجهة العنصرية في البلاد".
يمكن أن تجد شخصًا يحمل العنصرية في داخله، ويحتقر فئة أخرى، لكن لا يمكن أن يظهر هذا الشعور لوجود قوانين تجرم ذلك. أما مسألة نشر العنصرية كدين ومذهب، فلم يعد موجودا إلا عندنا نحن، وأعني اليمن حصرًا بعد عودة حكم الإمامة العنصرية.
الحقيقة أننا بحاجة إلى مواجهة الأيديولوجيا العنصرية، لنقضي عليها بشكل كامل وهذا ما سيساعد في محاصرة ثقافة الازدراء العنصري لبعض الفئات، ولن يتسنى لنا ذلك إلا من خلال سن قوانين صارمة.
أشعر بسعادة أمام هذه الصحوة ضد ثقافة الازدراء العنصرية، والتي تبدت بشكل جلي في الردود والمواقف المجتمعية الرافضة لما تعرض له عازف الإيقاع اليمني الفنان ملاطف حميدي من تهديدات أجبرته على اعتذار غير مستحق- كما بدا من تصريحه المرئي- بسبب لقبه الذي يتطابق مع لقب إحدى الأسر اليمنية.
هذه الثقافة السيئة ستنتهي بمجرد عودة مؤسسات الدولة وانتشار العلم والتثقيف والتوعية، لكن على الشعب اليمني أن يثور ضد الأيديولوجيا العنصرية المتمثلة بمبدأ (الولاية) التي تُفرض عليه كدين، وتقوده إلى مستنقع العبودية، فالولاية أصل العنصرية والظلم والقهر والفقر والجهل.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: التركيبة العنصرية للحوثي