آراء

عبدالعزيز المقالح.. خلاصة العبقرية اليمنية الحديثة

محمد المقبلي يكتب: عبدالعزيز المقالح.. خلاصة العبقرية اليمنية الحديثة


عبدالعزيز المقالح مشروع يمني مستدام وتجربة ملهمة للأجيال تتطلب قراءة وفهم وتأمل رفيع.. خلاصة عبقرية متصلة بالذات اليمنية والشخصية اليمنية من أول الثورة الى آخر الدولة عاش ثائرا جمهوريا وشاعرا حرا وعاش غزير المشاعر لليمن أرضا وإنسانا وشعبا.

عاش رجل دولة من الطراز الرفيع في مجال التعليم العالي ومن خلاله توسعت جامعة صنعاء وتطورت علميا ومؤسسيا وكانت منارة فكرية وثقافية ومصنع كوادر واستقطب اليها أبرز الأكاديميين في الوطن العربي وابرز المبدعين والشعراء والأدباء وتوسع التعليم الجامعي في تحت إدارته كفروع للجامعة الأم في المحافظات ثم جامعات مستقلة في المحافظات وبنيت الكليات الريفية التابعة لجامعة صنعاء في كل من أرحب وعمران وخولان بسعي حثيث وطويل منه.

مؤلفاته جسدت فلسفته في الحياة ورؤيته لما ينبغي ان يكون عليه الشخصية اليمنية الجمهورية الحديثة عكس ذلك في المنهج الفكري والروحي والالتقاطات التاريخية واحياء الرمزيات اليمنية وحفظ الذاكرة.. ورعاية المبدعين الشباب.

في الجانب الروحي قدم صيغة جديدة للتصوف اليمني من خلال كتابه الذكي ثوار ومتصوفة اعاد استنطاق الروحانية اليمنية المحتجة الروحانية الثائرة التي لا تلغي العقل والخلاص العام ولا تمجد الخرافة والسيطرة على الخلق. وتحدث عن رمزيات يمنية لهذا المسلك الروحي النبيل في تناول شخصيات مثل الزبيري ثائرا ومتصوفا وأحمد بن علوان والفقيه سعيد وغيرهم إضافة لتجربة الروحية الذاتية.

في حفظ الذاكرة اليمنية وإحياء الرمزيات اليمنية التي طالها التشويه أسهم في حفظ إرث الحركة الوطنية بجهد ذاتي ومؤسسي من خلال مركز الدراسات والبحوث هو ورفاقه الجمهورييين وتلاميذه إضافة إلى مؤلفاته التي تضمنت اشراقات تجديدية في الفكر والشعر وفي النقد أيضا ولم يهمل شاعر القصيدة الحديثة الشعر الشعبي والثقافة الشعبية باعتبارها أبرز مغذيات الشخصية اليمنية ومن خلالها يمكن فهم الشخصية اليمنية وفي بواكير اطروحاته البحثية الأكاديمية كانت اطروحة شعر العامية في اليمن أبرز جهوده التي نقب من خلالها على منجم الشخصية اليمنية في الشعر العامي بكافة جوانبه السياسية والاجتماعية والفكرية والتاريخية وحتى والنفسية.

في الحياة الاجتماعية كانت مؤلفاته عن الأم والقرية والأصدقاء من أهم ما تم كتابته في الحياة الاجتماعية وعكست تلك المؤلفات فلسفته الاجتماعية في الحياة وعواطفه وعلاقاته الإنسانية بث فيها معاني المقالح الإنسان وعواطفه وحبه الكبير لليمن واليمنيين.

كان حضوره العربي كأديب يمني كبير نافذة لمعرفة اليمن من خلاله وتعريف الأدباء والمثقفين بالعرب باليمن الذي لم تبرزه السياسة اليمن الحضاري المختبئ في بطون الكتب واعماق الإنسان اليمني بكل جروحه وكبريائه وأثمرت تلك العلاقة على التعليم الجامعي خصوصا جامعة صنعاء في مثلت حضور لليمن في الفضاء الأدبي والثقافي العربي.. كما فعل البردوني في مهرجان ابي تمام وسجل حضورا يمنيا خالدا.

في علاقته برفاقه الأحرار جسد تجربة في الوفاء لم تدرس بعد خلد افكارهم وتاريخيه ونسي نفسه. أفرد جل وقته لحفظ ذاكرة للبردوني وللزبيري وعلي أحمد باكثير والحورش وغيرهم مؤلفات تناولت مضامين وطنية وابداعية وحفظها للأجيال اضافة لفتح مشروع توثيق ثورة ال٢٦ من سبتمبر في مركز الأبحاث هو وعبد الله السلال وعبد السلام صبرة وأحمد قاسم دماج وعبد الكريم الإرياني وآخرين.

ولصنعاء وقصة الشعب من الأنين إلى الثورة حكاية في جوهر مؤلفاته التي مثلت لوح محفوظ للذات الشعبية الجمهورية ولرمزية المكان الجمهوري والجمالي في صنعاء التي كان عاشقها التاريخي لتبكي صنعاء عاشقها الروحي والتاريخي ظهيرة 28 نوفمبر وهو الذي أسماها عاصمة الروح. والحرية شرط الروح وما دامت صنعاء بلا حرية فهي بلا روح.

أما تجربته وحياته فهي منجم يتطلب تنقيبا واستكشافا من مريد ومحب ومدرك بارع لا يطوف بناظريه إنما بلب عقله وروح وروحه وذلك هو السهل الممتنع والمسلك النبيل أساس.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: المقالح وصنعاء.. حكاية عشق

زر الذهاب إلى الأعلى