المقالح والعمراني.. تأمل في سيرة شاعر وعالم
د. لمياء الكندي تكتب: المقالح والعمراني.. تأمل في سيرة شاعر وعالم
في اليمن، أكثر بلدان العالم حروبا وانقساما وتعصبا، يصعب الحديث عن شخصية وطنية جامعة تحظى باحترام الجميع ولا سقف للامتنان تجاهها، إلا عندما نكون في حضرة الدكتور عبدالعزيز المقالح والقاضي محمد بن إسماعيل العمراني.
تمكن الرجلان من تجاوز عقد الاختلاف السياسي إلى رحاب الكلمة الجامعة، اكتسبوا شعبيتهم ومنزلتهم في نفوس الطيبين دون ان يلتقوا بالكثيرين منهم، ودون أن يكون لديهم فريق إعلامي ولا حاشية منافقين ولا سدنة كهنوتيين.
كانوا الأقرب إلى الشعب بصدق كلمتهم ونزاهة سيرتهم كانوا اقوى من ان تجرهم جحافل الكهنوت ورائها ومن أن يتحولوا إلى بوق من أبواقها.
كانوا دائما في رصيد الوطن في صف صنعاء الجمهورية كان صوتهم الجمهوري يجلجل في منابر المساجد وصالونات الأدب كان لليمن هناك شاعر ومفتٍ كلاهما يفتحان لنا الطريق الى الله.
ما أجمل الكلمات الحرة والتاريخ الأبيض الذي عاش له هؤلاء جبروا بروح الشعب المنكسرة، ومضوا في طريق الكلمة الموقف والموقف البطل. لم يهادنوا أحدا ولم يساوموا أحدا لا على دينهم ولا تراثهم ولا جمهوريتهم وشعبهم وثقافتهم وهويتهم اليمنية الخالصة.
شيع اليمنيون قبل عام ونيف مفتي اليمن وقاضيها أبي عبدالرحمن محمد بن اسماعيل العمراني. كان تشييعه يمنيا خالصا تجمع واحتشد فيه اليمنيون من كل صوب. ذرفت الدموع لرحيله ونعاه اليمنيون من كل فج، ليس لأنه توفي فالموت قدر الإنسان وإنما كان بكاء الفقد لشخصية قلما نجد مثلها.
وبالأمس شيعت صنعاء وكل اليمن شاعرها واديبها الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح.
شيعته الرحمات المنطلقة من قلوب المساكين وقرائح الشعراء ودموع الصحف ومنصات التواصل، كان كل صوت يدعو بالرحمة على روحه الطاهرة وقصائده الباهرة.
ما أجمل أن تحظى شخصية بهذا التقدير والاجماع أينما تولي وجهك فثمة محب يرفع لك قبعة الفخر والاعتزاز أينما كنت كان حضورك بهيا ببهاء مواقفك وعلمك واثرك الطيب.
نسأل الله تشريف المقام وحسن الخاتمة وأن نكون من أحب خلقه بين خلقه وإليه. ودمتم بخير.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: شاعر اليمن الكبير عبدالعزيز المقالح يفوز بجائزة أمير الشعراء شوقي