اهتمامات

المرأة اليمنية تاريخ وحاضر

عبدالرحمن محمد عبدالله يكتب عن المرأة اليمنية تاريخ وحاضر


يقول الله تعالى: "إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيءٍ ولها عرشٌ عظيم".
تعد المرأة إحدى الأعمدة الأساسية لنهضة وارتقاء الشعوب فهي شريك الرجل وعنصر فعال جدا في بناء المجتمع والدولة. ولقد عاشت المرأة (الإكليلة الشامخة) في اليمن القديم مجدها فقد لقت من الاهتمام والاحترام والسمع والطاعة الكثير والكثير. فحينما نقرأ التاريخ اليمني القديم نرى ان المرأة السبئية كانت من المقدسات لدى اليمنيين فقد كن ملكات عظيمات.

ولقد ذكر في نقش قديم لامرأة يمنية تتحدث عن نفسها فقالت (أنا شمعة بنت مراثد كنت إذا وحمت أتى لي بثمار الخريف عضة في غير موسمها من أرض الهند (ينظر: الهمداني: الجزء الثامن، تحقيق: الأكوع، ص230-231).

ولقد تسلمت المرأة اليمنية الحكم والقيادة عده مرات، حيث حكمت وقادت ومهدت لها الارض ووضعت بصمتها المميزة التي يأبى التاريخ مراراً ومراراً عن تغيبها، فهي كانت كالشمس الساطعة التي اضاءت تاريخ ومجد اليمن. وقد كان لها دور رائد في اليمن وكان حضورها في كامل مؤسسات ومرافق الدولة، لم يقتصر دور المرأة في صناعة وقيادة مملكة سبأ فحسب، بل كان لها اسهام فاعل في ريادة مجد ممالك حضرموت ومعين وقتبان وأوسان، وبالتأكيد ان الحضارة الذهبية في جنوب الجزيرة كانت المرأة إحدى أعمدتها الراسخة.

ولا يمكن حصر ملكات اليمن بالملكة بلقيس فقط بل هناك الملكة براقش والملكة نادين ذي صدقن والملكة لميس بن أسعد تبع وغيرهن الكثير..

ولم يقتصر مشاركة المرأة في اليمن القديم بالحكم فقط بل كان لها دور ديني واقتصادي واجتماعي كبير فهي نصف المجتمع، وقد كان قتل الفتيات قديما في اليمن من المحرمات والكبائر. وهنا نلاحظ الاختلاف الكبير بين رقي الفكر اليمني وحكمته قديما وبين باقي الشعوب الأخرى التي سكنت الجزيرة التي كانت تدفن بناتها احياء خوفا من العار. الى ذلك كان اليمنيون يجعلونها ملكات فوق الأرض وهم يجعلونها ترابا تحت الأرض.
ولقد نصب اليمنيون القدماء العديد من التماثيل لملكات عظيمات كانت لهن دورا كبير في نهضة وحماية الهوية اليمنية.

فاليوم وفي عصرنا الحديث والمعاصر ونحن نرى بأعيننا الحرب الهمجية واللعينة على هويتنا السبئية الاصلية التي يسعى أعدائنا الى طمسها وتغييبها على اجيالنا قامت الاكليلات بالوقوف الشجاع والمشرف بجوار اخوتهم الاقيال في مشاركتها بالنهوض وإعادة اليمن قريبا بحول الله إلى مركزها ومكانها الحضارية وساهمت في خوض المعركة المفصلية والهامة وهي معركة الفكر والثقافة وحماية الهوية اليمنية، فقد شهدنا خلال الأيام الماضية تدشين كتاب الإكليلة (لمياء الكندي) التي قدمت مادة تاريخية تعطى الامل في عودة انطلاق المرأة اليمنية إلى الريادة والمجد.

ونشكر جميع الجهود ونؤكد خطوة المرحلة التي تمر بها البلاد من حرب همجية تسعى إلى سحق ما تبقى من عادات وتاريخ وتراث شعب اليمن بدعاوى زائفة تكشف الحقد الدفين على وطننا الغالي.. ودمتم.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: المرأة اليمنية بين المأساة والنضال

زر الذهاب إلى الأعلى