عن الحوثي والإرهاب والفساد والأحزاب
محمد عبدالله القادري يكتب عن الحوثي والإرهاب والفساد والأحزاب
من ينظر بعين الانصاف إلى أساس المشكلة التي نعانيها متجرداً من أي نزوة تعصب، سيجد أنها تتمثل في أربعة جوانب حوثي إرهاب فساد أحزاب.
الحوثي: تسبب بإنقلابه إلى انهيار الدولة واندلاع الحرب وايجاد المعاناة التي يعانيها الجميع في المناطق المحررة وغير المحررة، وتشكيل الخطورة على المنطقة العربية والأمن التجاري العالمي، ولأنه لا يؤمن بالسلام ولا يقبل بالتعايش والشراكة مع الآخرين منطلقاً من معتقده الصفوي الذي يدعي احقيته بالحكم والسلطة كحق إلاهي، لذا لن ينفع معه حوار ولا تصالح ويجب اجتثاثه والقضاء عليه من خلال عملية حسم عسكري.
الإرهاب: تنظيم القاعدة وداعش ومعهما الحوثي أيضاً لأنهما يتخادمان معه ومتحدان للعمل على زعزعة الأمن في المناطق المحررة وتنفيذ الأغتيالات ومحاربة المشروع العربي، ويجب اجتثاث الإرهاب كوسيلة من وسائل تحقيق الأمن والاستقرار.
الفساد: مستشري في غالبية أجهزة الدولة، وهو سبب الفشل الاقتصادي والعسكري، ويجب اجتثاثه كوسيلة لتحقيق النماء والازدهار ونجاح مشروع الدولة، ومثلما هو موجود في المناطق المحررة هو موجود في غير المحررة وبشكل أسوأ ولكن لا يجرأ أحد هناك أن يتحدث، ويعتبر الحوثي فاسد أيضاً، ولكن ما يفترض أن نقوم به هو اقالة الفاسدين في المناطق المحررة ومحاكمتهم لنبني مشروع دولة قوي ونستطيع أن نتجه لتحرير المناطق المحتلة من قبل الحوثية ذراع إيران وعبر التحرير واستعادة الدولة نستطيع ان نقضي على الفساد هناك ونحاكم الحوثي كإرهابي وانقلابي وفاسد.
الأحزاب: وجدت الأحزاب في الدولة المتقدمة على أساس التنافس على خدمة الوطن وقامت على مفهوم الوطن حزب الأحزاب، وانتسب الأعضاء إليها على أساس أن الحزب وجهة نظر تشيد بكل ما هو ايجابي وتنتقد أي سلبي فيه وفي غيره، ويكون المعيار النجاح في خدمة الوطن ومتى أخفق في ذلك فالواجب أن تتخلى عن الحزب وتقف ضده.
لكن نحن اتخذنا الحزب كمبدأ مثله مثل الدين تتعصب معه وتقف وتقاتل من أجله أن كان على خطأ أو صواب، وهذا يعتبر نوع من التطرف السياسي والاضرار بالمجتمع والوطن.
جعلت الأحزاب الحصول والاستحواذ على السلطة هدفها الرئيسي واتجهت لاقصاء الآخرين ومحاربتهم، ولم يكن همها خدمة الوطن وتغليب مصلحته على مصالحها، وعندما لم تستطيع تحقيق السيطرة الكاملة على السلطة أو تعرضت لخسارة جزء منها تتوجه لعقد تحالفات مع جهات أخرى معادية للوطن كتحالف بعضها مثلاً الحوثي سابقاً أو تخادمها حالياً.
كانت اليمن في عهد المذهبية يوجد بها انقسامان أو صراعان فقط شافعي زيدي وأنتج عن ذلك وجود مشكلة مناطقية عبر تعرض المنطقة التي يقطنها الشوافع كالوسط والجنوب لظلم من قبل المنطقة التي يقطنها الزيود الذين استبدوا ونهبوا من أجل أن يتفردوا بالحكم، ولكن منذ أن جاءت الأحزاب تعمقت تلك المظلومية المناطقية أكثر وتعددت أنواع الصراعات داخلها وتزايدت لتصل إلى داخل البيت الواحد.
مثلاً لو كانت الحرب التي نخوضها حالياً على أساس أنها مذهبية شافعية زيدية، لتوحد جميع أبناء الوسط والجنوب جميعاً ووحدوا صفهم ولتم القضاء على الحوثي ولما كانوا يعانون الآن من صراع داخلي مناطقي وغيره تسببت به تلك الأحزاب.
وايضاً لو كانت المعركة قائمة على أساس طائفي سني شيعي لتوحد جميع الغالبية من السنة الذين يشكلون اكثر من نسبة 80% ضد الحوثية وما كانوا مختلفين ومتصارعين داخلياً بسبب الأحزاب.
ولأننا لسنا بحاجة المصطلح المذهبي والطائفي لأعتبارات عديدة، يجب أن ننطلق من مصطلح مناطقي كمناسب سياسياً وواقعياً وقانونياً وبطريقة تؤدي إلى انصاف المظلومية المناطقية التي وجدت بسبب الصراع المذهبي سابقاً وعمقها الصراع الحزبي لاحقاً، ويتم التوحد على أساس مناطقي.
التوجه والتوحد على أساس مناطقي أفضل ومتناسب مع التوجه الوطني على أساس أن الوطن ليس مذهب ولا حزب ولكنه منطقة، وعلى أساس انصاف كل منطقة تعرضت لمظلومية سابقة، ومن هذا المنطلق يجب اعتبار الجنوب كله منطقة واحدة يجب انصافها من أي ظلم تعرضت له ويجب توحد كل أبناء الجنوب على أساس أنهم أبناء منطقة واحدة والتخلي عن كل الأحزاب.
كما يجب اعتبار الوسط كله منطقة واحدة تهامة إب تعز البيضاء ريمة مأرب، يجب انصافه من المظلومية التي تعرض لها ويجب توحد جميع أبناءه حول هذه القضية وتخليهم عن جميع الأحزاب.