آراء

عن المغرب.. عربية أم أمازيغية

عبدالسلام القيسي يكتب عن المغرب.. عربية أم أمازيغية


أعاد المونديال وفوز المغرب الحديث عن الأمازيغ والعرب وتصدرت الثنائية هذه والإثنية منصات التواصل فعندما أبارك تشجيعاً للمغرب وأذكر العرب والأمازيغ مع بعضهما ينصدم الانسان البسيط الذي يرى الوطن العربي الممتد من المحيط الى الخليج عربياً صرفاً شكلاً ومضموناً من هذه القسمة على إثنين ويصاب بالإحباط ويبدأ بقراءة الواقع العربي ويتشكل لديه وعياً سطحياً يقلل من شأن العروبة أو يخاصم الأمازيغ بإعتبارهم ناكري أرومتهم وعروبتهم وأياد لأجندات

الأمازيغ هوية عرقية ولغوية لأغلب الغرب الأفريقي وكما كانت العروبة هي اللسان وتعربت أقوام الشام ومصر تعربت باللغة التي أقبلت الى غرب أفريقيا طائفة كبيرة من الأمازيغ الذين هم البربر والأمازيغ لا يحبون تسميتهم بالبربر ولكن هويات الشام والعراق ومصر ذابت كلية في المكون العربي الاسلامي على عكس شمال أفريقيا.

حيث أحتفظ أهل البلاد أغلبهم أو قلة منهم بالهوية اللغوية والعرقية القديمة قبل الإسلام بغض النظر عن جذور إنحدارهم من أين وظلت هذه الثنائية حاضرة في التكوين الاسلامي بشمال أفريقيا وفي الأندلس رغم عدم وجود حدود ترابية فصلت الثنائية عن بعضها ولم توجد حدود سياسية للأرض واللغة والعرق بالمغرب بين هو أمازيغي وما هو عربي ولكن تبقيان هويتين تشكلان المغرب ولغتين يتحدثان بها لسانان في المغرب، الأمازيغ والعرب، وبقدر الانفصال الحادث بينهما هناك التوحد المختلف وبإمكاني القول : المغرب عربية وبذات الوقت : أمازيغية.

رغم ذلك هاتان الهويتان تتصارعان بمشكل دائم ولحسم الجدل في الذاكرة المغربية يمكن القول إن هوية الأرض المغربية أمازيغية كما هي مصر فرعونية ولكن هناك هوية لغوية مشتركة فالأمازيغي المنحدر عرقاً من الدم القديم ويتحدث العربية عربي، والعربي الذي يعيش في أرض أمازيغية أمازيغي، والإسلام كان هو الجامع الوحيد الذي وحد العرب والأمازيغ من طنجة الى قرطبة وأذابهما في إطار واحد، ولذا الحساسية المفرطة بين أتباع الهويتين غير مبررة طالما تقادمت وتمازجت الدماء واللغات والعقائد والأرض وتشابكت والى النهاية.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: العروبة الأصلية للأمازيغ محمد حسين الفرح

زر الذهاب إلى الأعلى