[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
رياضة

لماذا وقع جيل كامل في غرام ميسي؟

لماذا وقع جيل كامل في غرام أسطورة الكرة الارجنتيني ليونيل ميسي؟ - الكاتب وليد البكس يجيب


مضى نحو عقدين من النفاق والوضاعة منذ خلقت أسطورة ميسي، ولا يزال بعض المكابرين يحقدون عليه.

كانوا يرددون أنه فشل في تحقيق بطولة كأس العالم، جلب ميسي الكأس الأغلى في العالم، وعانق المجد في لحظة انتظرتها الامة الأرجنتينية ومعها ملايين المعجبين بميسي والمنتخب.

ولا يزال البعض ينز تقيحات متخثرة في دمه ولسانه! ما هو العذر الآن؟

لا عذر سوى ظهور البغضاء في صورتهم الحقيقية بعد هذا الإنجاز والانتصار للحديث عن ارتداء ميسي (للبشت) زي قطري تقليدي.

انظروا هجوم الصحافة والتلفزة الأوروبية القبيحة وكيف هاجمت قطر والأرجنتين وميسي لهذا السبب.

لا أدافع عن قطر ولا يعنيني الأمر، الفكرة هنا تتعلق بميسي، ظاهرتنا الكروية، الذي أمتعنا لسنين وأشعل نجمتنا الثالثة.

أعرف مشجعا لسبعة منتخبات نكاية بالأرجنتين وميسي، ومع ذلك عاد خائبا مهزوزا.

حقيقة نحن لا يهمنا حتى لو تعرى بطلنا وركض في الشوارع، أو ارتدى البشت والدشداشة والعقال وكل أزياء وأكسسوارات الخليج مجتمعة، لقد حقق بطولة عظيمة وعاد بالكأس الي بيونس آيروس موطن النجوم، وما دون ذلك هرطقات، محاولات تشويش بائسة مثيرة للشفقة والسخرية معا، عليكم أن تتوقفوا عن الصراخ.

الافتتان بميسي يصعب تفسيره في مجرد نص مقتضب عن ترسانة إبداع تجسدت في أساطير أرض الأحلام والنجوم الأرجنتينية منذ دانييل باساريلا 1978 ومارادونا وكيمبس وكانيجا وبورشاجا وريكيلمي وباتيستوتا وأورتيجا وإيالا.. حتى ميسي.

بوسع التاريخ الآن أن يرد، أن يقدم مرافعته المطولة بعد تتويج البطل منتخب راقصي التانغو باللقب ليلة الثامن عشر من ديسمبر في الدوحة بقيادة ميسي، لتغدو معه نهاية نظام الرجل المهيمن على عرش كرة القدم 18 عاما، إن لم يكن بهذه الطريقة فكيف سيكون؟

غير ذلك يُعد تعديا على المنطق والتاريخ والجغرافيا والوجود الإنساني والبشري.

سمة غير أصيلة في التذوق تصادفها لدى من لا يفضل ميسي، ومن لا يحب معبودنا الكروي ميسي بخاصيته الإبداعية لا يعرف ما هي قيمة كرة القدم.

تاريخيا لا يوجد قالب ثابت في كرة القدم أو قواعد محددة لمعايير الإبداع، ميسي صنعها جميعها وكسرها، حطمها للأبد.

من يريد التأكد عليه أن يعود إلى بدايات الملهم ومراجعة مشواره الممتد لسنين على المستطيل الأخضر.

مارادونا وبيليه أساطير ويأتي بعدهم بعض نجوم الكرة مثل زيكو وبلاتيني وبعدهم رونالدو وزيدان ورونالدينيو وكريستيانو وبيكام وريفالدو وروبيرتو كارلوس وباجيو والكبير بيرلو ومالديني وغيرهم، ومن جاء بعدهم من الأسماء، جميع هؤلاء لم يحالفهم الحظ فقط لأنهم جاؤوا في زمن ميسي.

الفكرة الفلسفية أو المبسطة لكرة القدم قائمة على الإدهاش، وتجسيدها اقترن في هذه الظاهرة الأرجنتينية، في مشاهدته على الأرض يؤدي وحسب، أقول يؤدي ولا يلعب.

في أفضل الأحوال يمكن أن تكون متابعة ميسي جزءا من الميل للأفكار الإبداعية فائقة الجمال، وآفاق الفهم المختلف للعشق بمفهومه الغرامي بين عاشقين هكذا، واندفاعه في الجسد لحظة نشوة يحضر فيها بطلك، يحضر فيها ميسي المثير، يراوغ.. يمرر.. ويهدف.. يسجل.. ثم يقفز كطفل غر في العاشرة، يبتسم ثم ينفجر بالضحك والفرح.

ميسي اتزان للنضج والمتعة وبطل المواعيد الكبرى.

فتى سلك الطريق الذي اكتشفه فلحقه الملايين.

وجمهوره تجسيد لشخصية المتذوق الفطن للعبة كرة القدم.

أتذكر انغماسنا في المتابعة بأعين مفتوحة لسنوات نتحين الفرجة لميسي في مختلف البطولات التي يخوضها، القارية أو دوري أبطال أوروبا ثم مشاركاته مع منتخب بلده الأرجنتين منذ أربع بطولات كأس عالم.

يصعب علينا تخيل مصير كرة القدم بعدك يا ليو.

المونديال الأخير أفرطنا في التفاؤل بتتويج ميسي ورفاقه بالكأس أعتقد أنه جانب من الالتزام الأخلاقي تجاه ظاهرة انتزع - إن جاز التعبير - من ثُلث سكان كوكب الأرض هذا الحق.

الجميع يتمنون فوزه، حتى بعض جماهير الدول المنافسة شجعت ميسي ومن يخسر ضده يتمنى له الفوز.

دوليا لا يزال العالم في جوعه إلى موهبتك.

ليست الذات الجمعية وحدها بل نرجسيتك فينا، وهذا اعتراف.

* صفحة الكاتب

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: ليونيل ميسي والكأس لقد فعلناها – في صور

زر الذهاب إلى الأعلى