آراء

صنعاء على موعد مع الفجر

أحمد اليفرسي يكتب صنعاء على موعد مع الفجر


الخوف عار.. والصمت عار.. من نحن عشاق النهار
رددها شاعر وأديب اليمن الراحل عبدالعزيز المقالح ذات يوم إمامي بغيض حالك السواد، وها هو صداها اليوم يتردد في صنعاء يجلجل في سماها الطاهرة:

الخوف عار الصمت عار.. عار وأي عار.. أن تستبد سلالة على شعبٍ أبيٍّ ماردٍ شرسِ
تستولي سلالة الكهنوت الإمامي على كل شيء في صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها.

لم يناقش مجلس نواب صنعاء ميزانية حكومته منذ الانقلاب؛ إذْ يعتقد السلالي أنه مقدس عن المساءلة، وأن كل ما في اليمن مباح له حلال.

صادرت ميليشيا الحوثي حق اليمنيين في كل شيء، حولت من بقي في منصبه من القبائل وبقية اليمنيين إلى ديكور، لابد أن يخضع لمشرفه السلالي ولو كان طفلًا.

لقد نفد صبر اليمنيين على تلك الوقاحة ولطخة العار. بلغ السيل الزبى، وبات المواطن اليمني في كل المدن والقرى والأحياء يردد: الخوف عار والصمت عار..

صادر الكهنوت الحوثي كل مقومات الحياة الكريمة، انهار التعليم، تحول التعليم إلى كابوس تتوشحه لعنات الطائفية والتكفير، حولوا المدارس والجماعات إلى ساحات حربية طائفية دمرت التعليم وهددت السلام الأهلي والتعايش المجتمعي.

أشاعوا في كل حي أسواقًا سوداء للمشتقات النفطية، ازدهر الفساد في كل مرفق ومجال، تحولت المستشفيات إلى مسالخ بشرية، لا تقدم خدمة بقدر ما تعجل بالهلاك.

انتشرت الجريمة وباتت حديث الناس اليومي، وصار الأمن والأمان ماض يتوق الناس لعودته.

ورغم السطوة والقمع الحوثي الذي يبدونه ضد كل صوت يعارضهم ويصرخ في وجوههم أن توقفوا يكفيكم إجرامًا وفسادًا، إلا أنهم فاشلون حتى النهاية، فثقافة الدولة التي تصنع مؤسساتها الأمن لكل مواطن غائبة عن عقل يمجد الكهنوت ويزعم أن سلطة الإمام والسيد فوق كل سلطة، ومصلحته فوق كل مصلحة.

تهبش على الأراضي وقتل وقتال وصراعات، فقر وغلاء وأسواق سوداء، أمراض ولا مستشفيات، مدراس بلا دراسة ولارواتب، جامعات بلا تعليم، محاكم بلا عدالة ولاقضاء.

يجيد الحوثي رفع الهرواة ولا يجيد إدارة دولة، يجيد تمجيد مزعوم السيد ولا يجيد خدمة وطن، يجيد زراعة القات وصناعة الشمة وافتتاح المقابر، ولا يجيد صناعة الحياة.
ضاق اليمنيون ذرعًا وتنادوا للكفاح.. فحيا على الكفاح.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: وترجل الفارس صاحب البيت الأشهر لابد من صنعاء

زر الذهاب إلى الأعلى