سورة الهوية (شعر)
قصيد الشاعر اليمني أحمد غيلان بعنوان سورة الهوية (شعر)
مُذْ قالَ رَبُّكَ للخلائقِ كُوْنِيْ
وانا المكانَةُ والخلائقُ دُوْنِيْ
ذاتُ العمادِ وجنتانِ وتُبَّعٌ
والمجدُ والأقيالُ من ورثوني
بلقيسُ أمُّ أبي، وجَدِّي يكرِبٌ
وقرابتي هُوْدٌ كما كتبوني
أنا يعرُبُ المجدِ الذي ما هَدَّهُ
وهَنٌ، وتِلكَ مَعاقِلي وحُصُونيْ
أنا أسعدُ التاريخِ من مَلَكَ الدُّنَى
وانا الحضارةُ والحُضورُ فنوني
أنا حِميرُ التوحيدِ والنقشُ الذي
نَهَلَتْ - بمسندِهِ - الدُّنَى قانوني
وأنا الذي شَرَّعتُ أن يتطهَّروا
وبمعبدي قد تابَ من جحدُونيْ
وأنا أمرتُ الناسَ أن يتقربُوا
لِلهِ - إيمانًا - وما أمَروني
وأُولُو التُّقَى وأُولُو النُّهى وأولُو الهُدى
من آمنوا بالله واعتنقوني
كُتبُ السماءِ أتت لِترْوِيَ سيرتي
ومكارمِي ومآثِري وشُئُونيْ
وتقُصُّ للدنيا فُصُولَ مهابتي
فمن الذينَ إلى العُلا سبقوني ؟
الأنبياءُ تفاخروا بمكارميْ
بِعدَالتيْ وبطيبتي عرفونيْ
وبحكمتي وبفطنتي قد آمنوا
بالفقهِ والإيمانِ قد وصفوني
أنا يحصبُ الخيرِ الذي من أجلِهِ
كُلُّ الجياعِ لخيرِهِ قَصَدُوني
أنا يثربُ الأمنِ المحصنِ بالنَدى
والهاربون بدينِهِمْ نشدونيْ
ومنعتُ عنهم كُلَّ علجٍ غاشمٍ
وعلى الهُدى قاسمْتُهُمْ ماعُوني
ونذرتُ كلَّ دمي لنُصرةِ من أتى
بالحق، رغمَ جفاءِ من جافوني
ونصرتُ دينَ الله نُصرَةَ قادرٍ
لم ألتفتْ يومًا لمن خذلُوني
وبسطوتي وبقوتي وبشدَّتي
يتحدثُ القرآنُ عن مكْنُونِيْ
والعصرِ إنَّ الخُسْرَ حظُّ من افترَوْا
والخِزيَ خاتمةٌ لمن خسِرونيْ
.....
الساحل الغربي
يناير ٢٠٢٣ م
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: يوم الوعل اليمني (شعر)