هل يوافق الحوثي على هذين الشرطين للسلام في اليمن؟
محمد عبدالله القادري يكتب: هل يوافق الحوثي على هذين الشرطين للسلام في اليمن؟
يتحدثون عن اتفاق الحوثي وهو الأمر الذي يجعلنا نتسائل مع ذاتنا كيف ممكن أن نقبله، فنصل إلى قناعة أن ذلك لا نستطيع أن نبلعه.
قبل أن تتحدثوا عن اتفاقات فيما يخص فتح طرقات ودفع رواتب وتسوية سياسية، يجب أن تنظروا لشرطين أساسين يجب أن يتوفرا قبل ذلك وعبر الالتزام بها ستنجح أي اتفاقات.
الشرط الأول: التخلي عن التبعية. هل يمكن أن يتخلي الحوثي عن تبعيته لإيران؟!
لا يستطيع ذلك لأن التخلي سيؤدي إلى الألغاء التام لوجوده، لأنه جزء من مشروع فارس وتركيبة ممبنية متكاملة تتبع إيران سياسياً وتنظيمياً ومخابراتياً وعسكرياً وإدارياً.
الشرط الثاني: التخلي عن الأعتقاد الصفوي. هل يمكن أن يتخلى الحوثي عن اعتقاده المتمثل بأحقيته الإلهية في الحكم؟
لا يستطيع ذلك لأنه لولا ذلك لما قام بالإنقلاب وتشبث بالسلطة، ولو تخلى عن هذا المعتقد ستحل المشكلة ويترك الانقلاب على السلطة مقدراً للمصلحة العامة الوطنية والإنسانية.
حقيقة مشكلة الحوثي معنا هي كمسلمين وكعرب.
كمسلمين.ينظر إلينا كيهود.
من لم يتبعه يعتبره يهوديا، ولذا عندما يقوم بتفجير منازل معارضيه يستدل بقوله تعالى يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، والآية بسورة الحشر نزلت بخصوص اليهود الذي حاربوا رسول الله عليه الصلاة والسلام وليس على المواطنين الذين رفضوا ظلم الحوثي.
ينظر إلينا ككفار. ينظر لمن اتبعه على أنهم مؤمنين ومن لم يتبعه يعتبره كافر، ويتعامل وفق الادعاء الكاذب بإستدلال آية محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم.
الجانب الثاني ليست مشكلة الحوثي معنا على أننا يمنيون، ولكنها مشكلة مع الجميع كعرب يمنيين وخليجيين وشاميين وهاشميين وقرشيين وقحطانيين وعدنانيين وعاربة ومستعربة.
اعتقاده المتمثل بحصر الحكم في البطنيين الحسن والحسين، يلغي من خلاله بقية الهاشميين الذين لا ينتسبون للحسن والحسين، كما يلغي كل بقية العرب الآخرين.
ولذا فإن مواجهة المشروع الصفوي يجب أن تنطلق من اتجاهين لكي تنجح.
اتجاه إسلامي تحت مسار الإسلام دين التوحيد والمساواة يوحدنا كمسلمين وحدتنا شهادة التوحيد ضد من يعتبر المسلمين الذين لم يتبعوا مشروعه الصفوي يهود وكفار.
اتجاه عربي تحت مسار الهوية العربية تجمعنا جميعاً كعرب ضد من لا يؤمن بأن العرب جميعهم طبقة واحدة وشعب واحد وقسمهم إلى طبقتين العليا التي جعل لها التمييز التفضيلي وحصر أحقيتها بالحكم عبر معتقد البطنين، والطبقة التي لا يؤمن بوجودها إلا كمحكومين وتابعين وتشمل هذه الطبقة بقية العرب جميعاً بما فيهم الهاشميون الذين لا ينتسبون للبطنيين.
بغير هذان الاتجاهين ليس إلا خدمة للحوثي وتخادم معه ونسخة أخرى منه.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: سراب الحوار والوفود الدولية في اليمن