[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

من أسباب سقوط الدولة في اليمن

د. عبدالوهاب طواف من أسباب سقوط الدولة في اليمن


كل بلدان الدنيا تؤلف مناهج دراسية للمدارس والجامعات بما يعزز هوياتها الوطنية، ويدعم انتماء أبنائها للوطن، ويقوي مناعتهم ضد كل المشاريع المعادية لأمن البلد، ويعينهم على التطور والإنتاج والتميز في الحياة.

نحن في اليمن، وخلال العقود الماضية، وبفعل التدين الخاطئ، وتدخل الوعاظ في إدارة الدولة، وبفعل التجاذبات المذهبية والتوظيف السياسي للإسلام، وجدنا أنفسنا غارقين في بحر من الكتب الدينية والمرويات المذهبية، ومحاطون بقصص قريش وبتفاصيل حياتهم، وبكل ما يتعلق بصراعاتهم على السلطة، وحكم الأمصار.

أتذكر أننا كنا نزور معارض الكتاب السنوية التي كانت تقام في صنعاء، وكنا نجد أن معظم محتوياتها عبارة عن كتب ومجلدات ضخمة وتسجيلات ومنشورات ودوريات تتحدث عن كل شيء إلا عن اليمن والمستقبل والنجاح والتميز، وكنا نجد أنفسنا تائهين في كومة كبيرة من الكتب ذات الطباعة الجميلة، والتغليف الفاخر، وكلها تتحدث عن نواقض الوضوء ومبطلات الصيام وطرائق حمل السواك، وأحكام الطهارة ودخول الحمام، وعقوبة حلاقة اللحية وفضل جز الشارب وكيف تقوم وكيف تخرج وبأي رجل ومن أي جهة!

ولذا فذاكرة الأجيال اليمنية فارغة من كل ما يتعلق بتاريخ اليمن وحضارته، وبطولات قياداته؛ سواء قبل الإسلام أو لمناصرة النبي.

كما أن معظم مناهجنا خلت من أدبيات ونصوص وبطولات ثورة وثوار 26 سبتمبر وتضحيات الشعب اليمني في سبيل تخليص اليمن من الحكم الإمامي الرسي للبلاد.

وصراعات الزيدية، فقط مناهج تدون تاريخ وقصص بني هاشم وبني أمية والأشترـ وأغلبها أساطير وقصص كاذبة، دُبجت لأغراض سياسية.

لم تركز مناهجنا على تحرير عقول الأطفال والشباب وتشجيعهم على التفكير والإبداع والاختراع، بل وجدوا أنفسهم محبوسين في بيئة تحرم كل شيء، وتزنزن كل تفاصيل الحياة، وتسقط كل تحركات المجتمع على ما حدث قبل 1400 عام، وتطلب من الشباب الاقتداء بمن ماتوا قبل 1400 عام، وتأمرهم بالبحث عن حلول لمشاكل اليوم في قصص وحكايات الأمس، والتي اندثرت وانتهت.

ولذا خرجت ثعالب السلالة من كهوف مران ومن طيرمانات صنعاء وحواري ذمار على بلاد خاوية من علم وثقافة ووعي، وجاءت على مجتمعات جاهزة تتعبد قريش لا إسلامنا الحنيف، وعلى ثقافة متخمة بأكاذيب نسبت للإسلام، وعلى أجيالًا منتفخة بمرويات عنصرية منسوبة لديننا، ولذا سقطت صنعاء في أول غزوة للعصابات.

وحديثي هذا لا يعني أن لا نضع في مناهجنا توثيقًا كاملًا عن الإسلام وعن نبينا ورموز المسلمين، ولكن أقصد كان ينبغي على القائمين عدم المبالغة في الأمر، ووضع ما يكفي لتعريف الأجيال عن مراحل ظهور الإسلام وانتشاره، والذي تركه لنا نبينا الكريم محمد، بتبسيط وتسهيل كما جاء من السماء لا كما تحول اليوم، بفعل المذاهب والصراعات السياسية والدجل والشعوذة والتوظيف السياسي له.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: الدين.. وسقوط الدولة

زر الذهاب إلى الأعلى