[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
شعر وأدب

عادل الأحمدي.. شاعر في حضرة الجمال

د. قائد غيلان يكتب عن عادل الأحمدي.. شاعر في حضرة الجمال


يعرف الكثير الأستاذ عادل الأحمدي باعتباره السياسي والمفكر والصحفي، ونال شهرته انطلاقا من ذلك، خاصة وهو أول من كتب عن الظاهرة الحوثية في كتابة (الزهر والحجر) فكانت تستضيفه القنوات وتعرفه بهذه الصفة. أما نحن فقد عرفناه شاعرا، ولا نصفه إلا بصفة "الشاعر" قبل أي شيء آخر، لكنه انشغل بالسياسة عن الشعر، إذ لو انشغل بالشعر وأخلص له لكان أمامنا اليوم مجموعة من الدواوين الشعرية الجميلة لهذا الشاعر النبيل، ومع ذلك الانشغال السياسي والوطني يظل هنالك شوق وشغف يشده إلى الضوء والجمال:

"تموتُ الأصابعُ بحثاً عن الضوءِ في المنحنى،
يموتُ الضحى والعصافير،
يخبو الغِنا
‏ ‏ويشرقُ صبحٌ جديدٌ
‏ ‏ويومٌ جديدٌ
‏ ‏وعامٌ جديد
‏ ‏ويأتي إلى القلبِ قلبٌ تقطّر من زاهيات المُنى
‏ ‏لقد أمعن القلبُ في مقلتيها وأيقن أن بلادي هنا"..

دائما حضور المرأة يحرك ما هو جامد ويوقظ ما هو منسي، وهذا ما فعلته الفنانة اليمنية "العنود أحمد" في عادل الأحمدي:

"الريحُ تهدأُ حينما تترنمينْ
والأرضُ تعبَقُ بالزهور وتحتفي

وتزغردُ الأضواءُ حين تغردينْ
نغماً على أوتارِ قلبٍ مُرهَفِ

من أين تعتصرين أنغامَ الحنينْ
كسحابةٍ وَسْنى تلوحُ وتختفي

ونظلُّ نُصغي ل"العَنودِ" مُتيّمين
ونقول يا وَرقاءُ لا تتوقفي" ..

هكذا يحرص الشاعر على توثيق اسم المرأة موضوع النص، غير مبالٍ بالقيود الاجتماعية التي تكبلنا جميعا وقت الكتابة، فنلجأ إلى التخفي وراء الأقنعة والرموز والعموميات والغموض. إنه هنا مأخوذ بالصوت ويختار لنصه كلمات بسيطة وصيغة موسيقية مركّبة، مادام الموقف عن الصوت والغناء، إذ يقفل الشطر الأول بياء ونون والأشطر الأخيرة بفاء مكسورة وياء.

فالمخاطبة حاضرة بقوة في ياء المخاطبة، ويختبيء الناص تحت الفاء المكسورة فيناجيها من مكانه المنكسر الضعيف علها ترأف به وتشفق عليه.

ورغم تصريح الشاعر باسم الفتاة موضوع النص، إلا أنه يلجأ إلى التخفي وراء الناس والجماعة والأشياء، فلم يعلن عن افتتانه بالمرأة، بل نسب ذلك للآخرين: (الريح، الأرض، الأضواء) ثم يدمج نفسه مع الآخرين محتمياً بهم:

(ونظلُّ نُصغي ل"العَنودِ" مُتيّمين
ونقول يا وَرقاءُ لا تتوقفي).

لكن نسبة تأثير المرأة في (الريح، الأرض، والأضواء)، إنما هو نوع من المبالغات المعروفة، جعلها الشاعر دروعاً ليجنّب نفسه مأزق التغزل المباشر بالمرأة والتعبير عن افتتانه بها، وتحويل ذلك إلى حديث "موضوعي" عن جمالياتها التي لا تخفى.

لكنه يُظْهِر شجاعة أكبر في النص المصاحب للفيديو، إذ إن صورة العنود تقول بصراحة وشجاعة إن هذا الكلام عنها ولها:

"عينانِ أم وطنٌ هُما..
أُفُقٌ.. تباركَ من خلَقْ

تتلألآنِ براءةً
وتزغردانِ من الألقْ

السحرُ معسولُ الرَّنا
والموتُ مرسولُ الحَدَقْ

حَوَرٌ يُجلّلُهُ الحَيا
رمشٌ يناوشهُ الشفَقْ

والموْقُ أرغدُ هانئٌ
لا حُزنَ فيه ولا أرقْ

بحرانِ من لُجَجِ السنا
والقلبُ يعجبه الغرقْ

عينانِ تستمعانِ لل
قلبِ المعذبِ إن نطقْ

تستغربانِ إذا حكى
وتؤكدانِ: لقد صدَقْ" ..

 

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: عادل الأحمدي.. أيقونة النضال

زر الذهاب إلى الأعلى