المجد والمأساة (شعر)
قصيدة الشاعر الدكتور وسيم الجند بمناسبة مرور عام كامل على وجوده في محافظة مأرب: المجد والمأساة (شعر)
مِنْ مَأْرِبِ الأَنْصَاْرِ والأَمْجَاْدِ
مِنْ مِعْقَلِ الأَبْطَاْلِ والرُّوَاْدِ
حِصْنُ العَبَاهِلَةِ العِظَاْمِ وَأَرْضُهَاْ
حَمَّاْلَةُ الرَّاْيَاْتِ والأَسْيَاْدِ
أَصْلُ اليَمَاْنِيْنَ الكِرَاْمِ وَفَخْرُهُمْ
سَبَأُ الإِبَاْءِ ومَوْطِنُ الأَجْدَاْدِ
مِنْ عَرْشِ بِلْقِيْسِ العَظِيْمِ وَهَاْمَةِ
العِزِّ المَنِيْعِ وَأَعْظَمِ الأَسْدَاْدِ
مِنْ خَنْدِقِ الأَقْيَالِ فُرْسَاْنِ الوَغَىٰ
مِنْ سَاْحَةِ الأَفْذَاْذِ والأَطْوَاْدِ
مِنْ دُرَّةِ التَّاْرِيْخِ مِنْ أَيْقُوْنَةِ
الدُْنْيَاْ وَدَاْرِ عَبِيْدَةٍ وَمُرَاْدِ
شُمُّ الأُنُوْفِ ذَوُوْ الأُلُوْفِ أُوْلُوْ النَّدَىٰ
أَحْفَاْدُ ذِيْ يَزَنٍ فَتَىٰ الأَمْجَاْدِ
مِنْ بَلْدَةِ الثُّوَّاْرِ ثَغْرِ ذَوِيْ القُوَىْ
والْبَأْسِ والتَّنْكِيْلِ والإِنْجَاْدِ
مِنْ قَلْعَةِ الصَّحْرَاْءِ مِنْ تِلْكَ الجِبَاْلِ
الشَّاْهِقَاْتِ المُوْرِيَاْتِ زِنَاْدِيْ
مِنْ وَحْيِ ذَاْكَ القَرْدَعِيِّ وبَأْسِهِ
جَرَّدْتُ سَيْفِيْ وَاْمْتَطَيْتُ جَوَاْدِيْ
فَاْرَقْتُ وَاْدِيْ النِّيْلِ عَضْبَاً صَاْرِمَاً
وَقَدِمْتُ أُزْجِيْ عُدَّتِيْ وَعَتَاْدِيْ
أَجَّجْتُ قَاْفِيَتِيْ وَجِئْتُ مُسَلَّحَاً
بِاْلمَجْدِ بالشِّعْرِ العَنِيْفِ الحَاْدِيْ
*
مِنْ أَرْضِ صُرْوَاْحِ البُطُوْلَةِ والجِهَاْدِ
أَتَيْتُ أُعْلِنُ نَفْرَتِيْ وَجِهَاْدِيْ
منْ تِرْسِ خُصْرُوْفِ المَجِيْدِ وَعَبْقِهِ
مِنْ مِنْبَرِ التَّوْجِيْهِ وَالإِرْشَاْدِ
مِنْ جُرْحِ نَفْسِيْ مِنْ بَقَاْيَاْ خَيْمَتِيْ
مِنْ كُوْخِيَ المَوْبُوْءِ بِالحُسَّاْدِ
مِنْ سَطْحِ مَكْتَبِيَ الصَّغِيْرِ وَدَفْتَرِيْ
المَمْلُوْءِ بالأَشَْعَاْرِ والأَوْرَاْدِ
أَطْلَقْتُ مِدْفَعِيَ العَظِيْمَ تَحِيَّةً
للشَّعْبِ للأَحْرَاْرِ للأَجْنَاْدِ
فَسَحَقْتُ أَنْصَاْرَ المَجُوْسِ بِمِقْوَلِيْ
وَأَبَدْتُ جَمْعَ الفُرْسِ مِنْ آباْدِ
وَكَشَفْتُ عَنْ سَاْقِ القَوَاْفِيْ مُعْلِنَاً
حَرْبَ البَسُوْسِ عَلىْ قُوَىْ الإِلْحَاْدِ
مَزَّقْتُ رُوْحِيْ كَيْ أُرَقِّعَ مَوْطِنِيْ
وَوَهَبْتُ خَاْلِصَ مُهْجَتِيْ وفُؤَادِْيْ
وَهَدَمْتُ بَيْتِيْ كَيْ أُشَيِّدَ مَنْزِلَاً
يُؤْوِيْ بَنِيْ الأَوْطَاْنِ والأكْبَاْدِ
وَحُرِمْتُ أَطْفَاْلِيْ الثَّلَاْثَةَ بَعْدَمَاْ
أَلِفُوْاْ اللِّقَاْءَ فَجُذَّ حَبْلُ وِدَاْدِيْ
حَكَمَ الزَّمَاْنُ بِأَنْ أَعيِْشَ مُعَذَّبَاً
فِيْ الأَرْضِ بَيْنَ تَشَتُّتٍ وَبِعَاْدِ
وَرُمِيْتُ بِاْلْمُتَشَاْعِرِيْنَ وَتُهْتُ فِيْ
دُنْيَاْ الصِّرَاْعِ وَكَوْكبِ الأَحْقَاْدِ
وَمُنِعْتُ مِنْ تِلْكَ المَنَاْبِرِ وَاْرْتَقَىْ
عَرْشَ الكَلَاْمِ وَصَرْحَهُ حُسَّاْدِيْ
وَقَضَىْ القَطِيْعُ بِأَنْ أُغَيَّبَ عَنْوَةً
وَتَوَاْطَأَ الحَمْقَىْ عَلَىْ إِبْعَاْدِيْ
وَأَنَاْ الذِّيْ سَلَبَ القَرِيْضُ فُؤَاْدَهُ
وَخُلِقْتُ للتِّغْرِيْدِ وَالإِنْشَاْدِ
وَحَمَلْتُ بِالشِّعْرِ المُبِيْنِ رِسَاْلَةً
تُلِيَتْ رَوَاْئِعُهَاْ عَلَىْ الأَشْهَاْدِ
*
تَبَّاً لِأَرْبَاْبِ الزَّوَاْمِلِ كُلِّهِمْ
إِذْ كَبَّلُوْا الشُّعَرَاْءَ بِالأَقْيَاْدِ
وَعَلَيْهِمُ حَتَّىْ القيِْاْمَةِ لَعْنَةُ
التََّاْرِيْخِ وَالأَشْعَاْرِ وَالآبَاْدِ
الحَنْظَلِيُّوْنَ الذِيْنَ رَبَوْاْ عَلَىْ
بَيْعِ الشَّعِيْرِ لِجَاْمِعِ الأَعْوَاْدِ
أَلِفُوْاْ النَّعِيْقَ وَأَتْقَنُوْاْ فَنَّ النَّهِيْقِ
وَأَسْرَفُوْاْ فِيْ اللَّغْوِ وَالإِزْبَاْدِ
يَاْ أَيُّهَاْ القَلْبُ الذَّبِيْحُ وَذَلِكَ
الصَّقْرُ الجَرِيْحُ ظَفِرْتَ بِالصَّيَّاْدِ
فَجِّرْ بُحُوْرَ الشِّعْرِ نَاْرَاً وَاْمْتَشِقْ
سَيْفَ الفَنَاْءِ لِزُمْرَةِ الأَوْغَاْدِ
وَاْسْحَقْ رُؤُوْسَ الجَاْهِلِيْنَ وَسِحْرَهُمْ
مَنْ أَطْفَأُوْاْ جَهْرَاَ شُمُوْسَ الضَّاْدِ
مَنْ نَاْفَسُوْاْ الحُوْثِيَّ فِيْ تَجْهِيْلِهِ
لِلنَّاْسِ وَاْنْتَفَشُوْاْ مَعَ الأَعْيَاْدِ
وَتَعَسَّفُوْاْ طُرْقَ البَيَاْنِ وَأَفْسَدُوْاْ
نَهْجَ البَلَاْغَةِ أَيَّمَاْ إِفْسَاْدِ
*
إِنِّيْ أَنَاْ الفَذُّ الغَضَنْفَرُ والفَتَى
وأَنَاْ الفَرِيْدُ فَأَيْنَ هُمْ أًَنْدَاْدِيْ
إِنِّيْ أَنَاْ النَّاْرُ التي لَاْ تَنْطَفِيْ
أَبَدَاً مَعَ الأَزْمَاْنِ وَالآمَاْدِ
مِنْ عَهْدِ حَسَّاْنِ بْنِ ثَاْبِتِ سُعِّرَتْ
بِالفَخْرِ فَاْسْتَعْصَتْ عَلى الإِخْمَاْدِ
إِنِّيْ أَنَاْ البَحْرُ الذي لَاْ تَنْتَهِيْ
أَمْوَاْهُهُ مَهْمَاْ اْسْتَزَاْدَ الصَّاْدِيْ
إِنِّيْ أَنَاْ نَهْرُ البَيَاْنِ وَبَحْرُهُ
ومُحِيْطُهُ فَلْيَسْتَقِيْ وُرَّاْدِيْ
إِنِّيْ أَنَاْ الشَّمْسُ التي سَطَعَتْ فَأَ
خْرَسَتِ الظَّلَاْمَ بِضَوْئِهَاْ الوَقَّاْدِ
وَأَنَاْرَتِ الكَوْنَ الرَّحِيْبَ وَأَرْسَلَتْ
جَيْشَ الضِّيَاْءِ لِمَحْوِ كُلَِّ سَوَاْدِ
إِنِّيْ أَنَاْ البَدْرُ المُنِيْرُِ بَزَغْتُ فِيْ
الليْلِ البَهِيْمِ وَحَاْلِكِ الأَسْوَاْدِ
إِنِّيْ أَنَاْ النَّجْمُ الرَّفِيْعُ فَهَلْ تْرَى
تِلْكَ الوِهَاْدَ تَحُطُّ مِنْ أَبْعَاْدِيْ
إِنَّيْ أَنَاْ السَّيْفُ الصَّقِيْلُ وَسَاْحَةُ
الشُّجْعَاْنِ ظَلَّتْ مَوْطِئِيْ وَمِهَاْدِيْ
إِنِّيْ أَنَاْ الجَبَلُ الأَشَمُّ وَهَاْمَتِيْ
فَوْقَ الثُّرَيَّاْ رَغْمَ كُلِّ مُعَاْدِيْ
رَفَعَ المُهَيْمِنُ بِاْلدَّوَاْةِ مَكَاْنَتِيْ
وَغَرَفْتُ مِنْ بَحْرِ الرَّسُوْلِ الهَاْدِيْ
لَاْ اليَأْسِ يُثْنِيْ هِمَّتِيْ العُظْمَىْ وَلَاْ
كَيْدُ العَدُوِّ يَفُتُّ فِيْ أَعْضَاْدِيْ
إِنِّيْ رَسُوْلُ الشِّعْرِ فِيْ هَذَاْ الزَّمَاْنِ
إِلَىْ الأَنَاْمِ الجَمْعِ وَالأَفْرَاْدِ
وَفَرَاْئِدُ الأَشْعَاْرِ وَسْمُ رِسَاْلَتِيْ
وَنُبُوُءتِيْ فَتلَقَّفُوْاْ أَوْرَاْدِيْ
شَنَّفْتُ أَسْمَاْعَ العِبَاْدِ بِهَذِهِ
الأَوْزَاْنِ فَاْنْتَقَصُوْاْ خَطِيْبَ إِيَاْدِ
شِعْرٌ يُذِيْبُ الصَّخْرَ يَخْتَرِقُ الحَشَاْ
وَيُعِيْدُ نَفْخَ الرُّوْحِ فِيْ الأَجْسَاْدِ
يُذْكِيْ الحَمَاْسَ وَيُوْقِدُ الإِحْسَاْسَ عِنْدَ
الجُنْدِ وَالأَبْطَاْلِ وَالقُوَّاْدِ
*
يَاْ مَعْشَرَ الحَشَرَاْتِ والحَسَرَاْتِ
والسَّكَرَاْتِ والنَّكَِرَاْتِ والفُصَّاْدِ
مُوْتُوْاْ بِغَيْظِكُمُ الشَّدِيْدِ فإِنَّنِيْ
زَيْدُ الفَوَاْرِسَ وَاْحِدُ الآحَاْدِ
فَتَحَسَّسُوْاْ عِنْدَ المَنَاْمِ رُؤُوْسَكُمْ
وَتَرَقَّبُوْاْ بَعْدَ القِيَاْمِ سَوَاْدِيْ
وَاْبْقَوْاْ عَلَىْ وَجَلٍ فَقَدْ أَنْذَرْتُكُمْ
إِنِّيْ طُوَاْلَ الدَّهْرِ بِالمِرْصَاَدِ
أَنَاْ شَاْعِرُ الشُّعَرَاْءِ وَالفَحْلُ الذِّيْ
ضَجَّ الزَّمَاْنُ بِشِعْرِهِ والنَّاْدِيْ
ضَاْقَتْ بُحُوْرِ الشَّعْرِ عَنْ أَشْعَاْرِهِ
وَشَدَاْ المُقِيْمُ بِشِعْرِهِ وَالبَاْدِيْ
أَنَاْ نَفْحَةٌ أَنَاْ غَضْبَةٌ أَنَاْ سَطْوَةُ
الأَقْدَاْرِ وَالأَكْوَاْنِ وَالآسَاْدِ
أَذْكَىْ أَبُوْ الأَحْرَاْرِ جَمْرَ قَرِيْحَتِيْ
فأَتَيْتُ سَاْحَ الشِّعْرِ عَنْ مِيْعَاْدِ
وَلَبِسْتُ تَاْجَ العَبْقَرِيَّةِ يَاْفِعَاً
وَبَلغْتُ في دُنْيَاْ الطُّمُوْحِ مُرَاْدِيْ
لَمَّاْ اْضْطَرَمْتُ قَصَاْئِدَاً وَقَوَاْفِيَاً
أَطْلقْتُ نِيْرَاْنِيْ عَلَىْ الجَلَّاْدِ
اللَّهُ أَنْطَقَنِيْ وَأَطْلَقَ مَاْرِدِيْ
فَهَزَزْتُ سَيْفِيْ ثُمَّ جِئْتُ أُنَاْدِيْ
يَاْ أَيُّهَاْ الشُّعَرَاْءُ وَالبُلَغَاْءُ
والفُصَحَاْءُ هَلْ مِنْ فَاْرِسٍ أَوْ شَاْدِيْ
هَذَاْ هُوَ المَيْدَاْنُ فَاْجْتَمِعُوْاْ لَيَوْمِ
الفَصْلِ وَالتَّتْوِيْجِ وَالأَنْجَاْدِ
وَتَقَدَّمُوْاْ فِيْ حَدِّكُمْ وَحَدِيدِْكُمْ
وَثِبُوْاْ إِلىْ المَيْدَاْنِ وَالمِيْعَاْدِ
جَنْدَلْتُ فُرْسَاْنَ القَصِيْدِ جَمِيْعَهُمْ
وَظَفِرْتُ بِالأَقْرَاْنِ والأَنْدَاْدِ
جَدِّيْ امْرُؤُ القَيْسِ المَلِيْكُ وَصَوْلَتِيْ
ْعِنْدَ النِّزَاْلِ كَطَاْرِقِ بنِ زِيَاْدِ
صَبْرَاً عَلَىْ هَذَاْ الحِصَاْرِ وَعُصْبَةِ
الأَشْرَاْرِ فَالعُقْبَىْ مَعَ الأَجْلَاْدِ
طُبِعَ الزَّمَاْنُ عَلَىْ العَنَاْءِ وَضِدِّهِ
فَاْصْبِرْ عَلَىْ الأَرْزَاْءِ وَالرُّصَّاْدِ
*
ذَهَبَ الأُبَاْةُ المُخْلِصُوْنَ لِشَعْبِهِمْ
وَمَضَىْ الشَّهيِْدُ القَاْئِدُ الشََّدَّاْدِيْ
وَأَتَىْ اللِّئَاْمُ الطَّاْمِعُوْنَ لِيُوْقِدُوْاْ
نَاْرَ الصِّرَاْعِ عَلَىْ خَسِيْسِ الزَّاْدِ
جُبِلُوْاْ عَلَىْ حُبِّ الحَيَاْةِ وَهَمُّهُمْ
جَمْعُ الحُطَاْمِ وَرَاْحَةُ الأَوْلَاْدِ
شَغَلَتْهُمُ الدُّنْيَاْ اللَّعِيْنَةُِ عَنْ جِهَاْدِ
الخَصْمِ فَاْنْكَفَأُوْاْ عَلَىْ الأَزْوَاْدِ
وَعَلَىْ بِنَاْءِ الذَّاْتِ وَالتُّوْفِيْرِ فِيْ
كُلِّ البُنُوْكِ قَدِيْمِهَا وَالبَاْدِيْ
وَأَتَوْاْ لِتَشْيِيْدِ القُصُوْرِ وَنَاْفَسُوْاْ
أَهْلَ الصَّنَاْئِعِ دُوْنَمَاْ إِجْهَاَدِ
وَتَقَاْسَمُوْاْ الرُّتَبُ الرَّفِيْعَةَ وَاْرْتَقَوْاْ
أَعْلَىْ المَقَاْمِ وَسَاْمِقَ الأَطْوَاْدِ
هَذَاْ العَمِيْدُ وَذَاْ العَقِيْدُ وَذَلِكَ
الوَغْدُ البَلِيْدُ مُقَدَّمٌ وَقِيَاْدِيْ
هَذَاْ يَقُوْدُ الفُرْشِنَرْ وأَخُوْهُ
يَرْتكِبُ البِرَاْدُوْ نَشْوَةً وَتَمَاْدِيْ
فِيْ الزَّهْوِ كَالطَّاْوُوْسِ لَكِنْ لَيْسَ فْيْ
تِلْكَ الرُّؤُوْسِ سِوَىْ الغَبَاْ المُعْتَاْدِ
حَررَّْتُمُ الأَوْطَاْنَ لَكِنْ مِنْ مَعَاْ
نِيْ العِزِّ وَالتَّمْكِيْنِ وَالأَمْجَاْدِ
وَهَدَمْتُمُ عَرْشَ الزَّعِيْمِ لِتَرْفَعُوْاْ
صَرْحَ الفَسَاْدِ وَرَاْيَةَ الإِفْسَاْدِ
لَاْ شَيْءَ يَقْتَنِصُ الرِّجَاْلَ وَيُوْهِنُ
الأَفذَاْذَ مِثْلُ تَصَاْرُعِ الأَضْدَاْدِ
لَاْ يَلْتَقِيْ حُبُّ الحَيَاْةِ وَحُبُّ
تَحْرِيْرِ البِلَاْدِ مِنَ المُغِيْرِ العَاْدِيْ
*
طَوَّفْتُ فِيْ طُوْلِ البِلَاْدِ وَعَرْضِهَاْ
وَأَنَاْ الغَرِيْبُ بِمَوْطِنِيْ وَبِلَاْدِيْ
جُبْتُ المَوَاْقِعَ كُلَّهَاْ وَقَصَاْئِدِيْ
عَبْرَ الأَثِيْرِ رَوَاْئِحٌ وَغَوَاْدِيْ
وَشَدَوْتُ فِيْ كُلِّ البِقَاْعِ بِحُبِّهَاْ
بِبَدَاْئِعٍ جَلَّتْ عَلَىْ التِّعْدَاْدِ
بَقِيَتْ حَدِيْثَ العالَمِيْنَ لِأَنَّهَا
لَيْسَتْ تُمَلُّ لِكَثْرَةِ التَّرْدَاْدِ
وَنَظَمْتُ فِيْ حُبِّ السَّعِيْدَةِ لُؤْلُؤَاً
مَلَكَ القُلُوْبَ بِلَفْظِهَِ المُصْطَاْدِ
وَصَنَعْتُ مِنْ شِعْرِيْ وَغُرِّ مَلَاْحِمِيْ
حُلَلَ الجَمَاْلِ لِقَدِّهَاْ المَيَّاْدِ
أَمْسَتْ رِيَاْضَاً لِلْرُّوَاْةِ وَجَنَّةَ
المَأْوَىْ لِذِيْ الأَشْجَاْنِ وَالقُصَّاْدِ
سُبِكَتْ عَلَىْ النَّهْجِ البَدِيْعِ وَإِنَّهَاْ
غَوْثُ المُرِيْدِ وَبُغيَةُ المُزْدَاْدِ
*
أَنَاْ يَاْ بِلَاْدِيْ قَاْرِبٌ عَصَفَتْ بِهِ
الأَمْوَاْجُ فِيْ بَحْرٍ مِنْ الأَنْكَاْدِ
فَتَحَطَّمَتْ قَبْلَ الرَّحِيْلِ سَفِيْنَتِيْ
وَعَدِمْتُ عِنْدَ المُرْتَقَىْ مِنْطَاْدِيْ
أَنَاْ صَاْرِمٌ لا يُنْتَضَىْ أُبَقِيْتُ فِيْ
مَأْوَىْ الحُتُوْفِ وَظُلْمَةِ الأَغْمَاْدِ
أَنَاْ يَاْ بِلَاْدِيْ قِصَّةُ المَلْهَاْةِ
وَالمَأْسَاْةِ وَالآمَاْلِ والأَصْفَاْدِ
وَمَنَاْرَةٌ سَرَقَ اللُّصُوْصُ ضِيَاْءَهَاْ
فَاْمْتََّدَّتِ الظَّلْمَاْءُ فِيْ أبْعَاْدِيْ
أَبْكِيْ مُصَاْبِيْ أَمْ مُصَاْبَكِْ إِنَّنَاْ
سِيَّاْنِ فِيْ شَرْعِ البَلَاءِ نُنَاْدِيْ
وَنَضِجُّ بِاْلْشَّكْوَىْ فَلَمْ يَحْفِلْ بِنَاْ
أَحَدٌ بَدَاْ مِنْ رَاْئِحٍ أَوْ غَاْدِيْ
أَرْثِيْكِ أَمْ أَرْثِيْ لِحَاْلِيْ فَالمَرَاْثِيْ
َاليَوْمَ بَاْتَتْ بِالرِّثَّاْءِ صَوَاْدِيْ
لَمَّاْ بَلَغْنَاْ رُشْدَنَاْ تُهْنَاْ مَعَاً
فِيْ عَاْلَمِ الأَقْزَاْمِ وَالأَوْغَاْدِ
أَنَاْ يَاْ بِلَاْدِيْ شَهْقَةٌ فِيْ صَدْرِ
مَكْرُوْبٍ وَزَفْرَةُ عَاْشِقٍ لِسُعَاْدِ
أَنَاْ يَاْ بِلَاْدِيْ دَمْعَةٌ ذُرِفَتْ عَلىْ
قَبْرِ الحُسِيْنِ دُجَىً بِلَاْ إِشْهَاْدِ
مِنْ يَوْمِ مِيْلَاْدِيْ شَقِيْتُ كَأَنَّمَاْ
خُلِقَ الشَّقَاْءُ مُتَيَّمَاً بِفُؤَاْدِيْ
لَاْزَمْتُ أَحْزَاْنِيْ وَلَاِزَمَنِيْ الأَسَىْ
مُنْذُ المَخَاْضِ وَلَحْظَةِ المِيْلَاْدِ
سَاْمَتْنِيَ الأَيَّامُ سُوْءَ عَذَابِهَا
فَأَتَىٰ الأُسَاةُ وَعَاْدَنِيْ عُوَّاْدِيْ
وَلَبِسْتُ أكْفَاْنِيْ وَلَمَّاْ يَأْتِنِيْ
أَجَلِيْ وَحَاْنَ مَعَ الشَّبَاْبِ مَعَاْدِيْ
أَزِفَ الوَدَاْعُ لِذِيْ اليَرَاْعِ فَشَيِّعُوْاْ
هَذَاْ الشُّعَاْعَ بِدَعْوَةِ العُبَّاْدِ
وَقِفُوْاْ عَلَىْ الجَدَثِ الجَلِيْلِ فَرُبَّمَاْ
فَاْحَ العَبِيْرُ وَفاضَ مَاْءُ الوَاْدِيْ
وَتَلَقَّفُوْاْ البَيْتَ الأَخِيْرَ لِفَاْرِسِ
النَّظْمِ المُثِيْرِ وَأَكْرَمِ الأَجْوَاْدِ
وَتَخَلَّلَ الصَّمْتُ الرَّهِيْبُ فَشَقَّهُ
بَوْحٌ وَنَاْدىْ فِيْ الوُجُوْدِ مُنَاْدِيْ
فُزْتُمْ بِتَشْيِيْعِ الكِرَاْمِ فَهَاْهُنَاْ
فَحْلَ الفُحُوْلِ وَسَيِّدُ الأَسْيَاْدِ
الشَّاْعِرُ الفَذُّ الذِيْ دَاْنَتْ لَهُ
سَاْحُ العَرَوْضِ رِضَاً بِغِيْرِ جِلَاْدِ
فَتَرَنَّمُوْاْ بَيْتَ القَصِيْدِ وأنْشِدُوا
صَلَّىْ الإِلَهُ عَلَىْ الفَتَىْ المُرْتَاْدِ
فِيْ ذِمَّةِ اللِّهِ الرَّحِيْمِ وعَفْوِهِ
وَجِوَاْرِهِ المَعْمُوْرِ بِالزُّهَّاْدِ
صِغْتُ الجِرَاْحَ جَدَاْوِلَاً ومَشاعِلاً
ونَسَجْتُ مِنْ شَتَّىْ الهُمُوْمِ حِدَاْدِيْ
نَزَفَتْ دِمَاْئِيْ الشِّعْرَ فَوْقَ صَحَاِئِفِيْ
وَسَكَبْتُ أَنْفَسَ أَدْمُعِيْ وَمِدَاْدِيْ
هِيَ نَفْحَةُ الآلامِ قد سطَّرْتُهَا
تُلِيَتْ على الآفاْقِ والآبادِ
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: حجرٌ كأنّكَ (شعر)