التصعيد السلالي الجديد في اليمن
د. عبدالوهاب طواف يكتب عن التصعيد السلالي الجديد في اليمن
صعّد مؤخرًا الذراع المسلح للجماعة الزيدية هجماته العسكرية ضد مواقع الجيش اليمني في عدة مواقع في مأرب، وهذه الجرائم تأتي بطلب إيراني بعد اتفاقها الأخير مع السعودية.
هذه التصرفات الطائفية المتوقعة تأتي من ضمن سلسلة طويلة من السياسات والتصرفات الرامية لإقناع العالم أن لا علاقة لرأس الحرباء في طهران بذيلها الزيدي في صنعاء، وهذا هو مسار جديد رُسم للمرحلة القادمة.
إيران تفاوض وذيولها يقصفون، إيران ترسل الابتسامات وذيولها يكشرون عن أنيابهم ويتمددون عسكريا، حتى يقبل المجتمع الدولي ـ وخصوصًا السعودية ـ بتحول العمائم السوداء في إيران إلى حملة رايات بيضاء للسلام والوساطة بين حكومات دول المنطقة العربية وبين ذيولهم في الدول المنكوبة بوجودهم.
تخيلوا هذا العبث!
هذا التوجه الجديد طرحه وزير خارجية الملالي حسين أمير عبداللهيان، وأكد عليه بشدة خلال فترة التوقيع على اتفاق بكين مع السعودية، بقوله إن مكان حل مأساة الحرب في اليمن هو في صنعاء وليس في طهران، بمعنى أن الميليشيات الزيدية هي الدولة وهم الشعب، ولا علاقة لنا بهم، فاذهبوا إليهم واعتذروا منهم واطلبوا المسامحة وارحلوا مع كل من يعارضهم!
تصعيد المليشيات اليوم يأتي كذلك لمحاولة إثبات عدم تبعيتهم لإيران، ومحاولة لإقناع السعودية بالمجيء إليهم والتفاوض معهم كطرف رئيس، وليس تفاوض من أجل عودة السلام لإنقاذ الشعب اليمني، وإنما تسليم اليمن ومباركة حروبهم الهاشمية ضد اليمنيين، والاعتراف بهم كوجهة جديدة للشيعة والهاشميين.
باعتقادي سيكون شهر رمضان شهر حرب وتصعيد غير مسبوق، ومواجهات دامية، فهل الجيش جاهز؟
اعتقد أنه جاهز، وفي أفضل حالاته من حيث العدد والعدة، ولكن هل الجبهة الداخلية موحدة سياسيًا؟!
على كلا، شهر كريم، وكل عام وأنتم بخير، ولكن تذكروا قبل إفطاركم يوميًا أن رقابنا جميعًا تحت رحمة أبشع جماعة عنصرية وطأت الأرض، وأننا نتعامل مع عصابات لا ترى الخير إلا بنهب الآخرين، ولا يأمنون لها إلا بقتل خصومهم وإخراس كل صوت يفكر بنقدها!
نسأل الله اللطف بشعب اليمن المنكوب بقريش وبمشروع بني هاشم العنصري.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: مزار علوي في صنعاء