آراء

لهذه الأسباب إقالة ابن مبارك في اليمن واجب وطني

عمران صلاح يكتب: لهذه الأسباب إقالة ابن مبارك في اليمن واجب وطني


أتابع نشاطه وتحركاته منذ تعيينه وزيرا للخارجية، ودائما ما اتساءل عن جدوى ‏زياراته المتواصلة التي جاب خلالها شتى أقطار العالم، والتي ورغم كثرتها إلا أنها لم ‏تحقق لليمن او اليمنيين أي مكسب يذكر، ولم تضف للدبلوماسية اليمنية اي ‏جديد.‏

فلم نسمع مثلاً ان معاليه نجح في ابرام اتفاقية ما مع دولة ما تتيح لليمنيين ‏دخولها دون تأشيرة، او حتى تخفف من قيود السفر المفروضة عليهم، أو تضاعف ‏من حجم المساعدات التي تقدمها لليمن، او تعزز من موقفها الداعم والمساند ‏للشرعية اليمنية.. وكل ما نسمعه ونتابعه هو الإكليشة الثابتة المتمثلة في بحث ‏ومناقشة سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون..!!‏

عن احمد عوض بن مبارك اتحدث، الذي نستطيع للجزم بأنه قضَّى ثلثي فترة ‏تعيينه في السفر والتنقل من دولة الى أخرى، لدرجة ان زياراته شملت دولا لم ‏نسمع عنها من قبل، ولم تربطنا بها اي علاقات تعاون.. بل انه يسافر دون هدى، ‏وربما دون تنسيق او ترتيب مسبق مع قياداته في الحكومة والرئاسة، مكتفيا برفع ‏التقارير الشهرية لهم والتي يحرص على تضمينها مطالبه بصرف بدل السفر ‏والتنقلات، التي هي طبعا بالعملة الصعبة.. الأمر الذي يؤكد وبما لا يدع مجالا ‏للشك ان الرجل اتخذ من منصبه وسيلة للتنزه والترويح عن النفس، وتحقيق ‏مكاسب شخصية فقط، ولا شيء غير ذلك.‏

أما الامر المخزي فهو ان الرجل يتعمد من خلال جولاته المكوكية تلك - تضليل ‏الحكومة والقيادة السياسية والشعب اليمني عامة، ويتجلى ذلك بوضوح في ‏مضامين الاخبار والصور التي يحرص على نشرها تباعا لتوثيق نشاطاته.. فنجده ما ‏ان يصادف مسئولا ما في اي دولة او على هامش اي فعالية دولية ويصافحه ‏يحرص على التقاط صورة معه، ثم يسند مهمة صناعة الخبر لاتباعه الذين ‏بدورهم يتفننون في اتحافنا بكلامهم المعسول ومصطلحاتهم الدبلوماسية ‏المطاطية، والتي توحي للقارئ بأن هذا الرجل الأكثر وطنية وحرصا على الارتقاء ‏بالدبلوماسية اليمنية وجعلها انموذجا يحتذى به.. ونتيجة لذلك نجد ان وكالة ‏سبأ الرسمية تنشر له في بعض الايام عدة اخبار في آن واحد، مع ان المسألة لا ‏تعدو كونه التقى وصافح اولئك المسئولين صدفة «سلام عابر»، ولنا في الصور ‏المنشورة على صفحته والتي اغلبها التقطت له واقفا وفي اماكن غير رسمية خير ‏شاهد ودليل. ‏

طيلة الاربع السنوات المنصرمة والرجل يجوب شتى قارات العالم، مهدرا ملايين ‏الدولارات، دونما حسيب او رقيب، ناهيكم عما يمارسه من فساد وعبث في وزارتيه ‏‏(الخارجية - المغتربين) والتي جعل التعيينات فيها حكرا على اقاربه وذويه ‏واصدقائه وصديقاته، ولمن يدفع أكثر طبعا.. بل وسخر كلاهما للانتفاع وتحقيق ‏مكاسب شخصية، وهناك الكثير من الوثائق والحقائق والادلة والبراهين الدامغة ‏التي تثبت ذلك، والتي لا يتسع المجال لسردها هنا.‏

وباختصار فضيحته الأخيرة المتمثلة في تعكير صفو العلاقات التاريخية المتينة ‏بين بلادنا وجمهورية مصر العربية الشقيقة، التي باتت وبعد ان اوصدت بلدان ‏العالم ابوابها في وجوه اليمنيين - تمثل لهم المتنفس الوحيد والملاذ الاول والاخير ‏‏- وحدها تكفي لمعرفة حقيقة فشل وغباء وجهل هذا الوزير الأخرق بأدبيات ‏العمل السياسي والدبلوماسي، الى جانب عدم اكتراثه بمصالح الشعب اليمني الذي ‏يتجرع الويلات - الأمر الذي يجعل من مسالة إقالته واحالته للتحقيق والمحاكمة ‏مطلبا شعبيا ملحاً، بل وواجباً وطنياً لا خيار أمام مجلس القيادة الرئاسي عن الوفاء ‏به، سيما ان الشعب اليمني قاطبة الآن لا هم ولا شاغل له سوى ترقب وانتظار ‏هكذا الخبر.‏

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: أثار أزمة مع مصر.. مطالبات يمنية بإقالة بن مبارك بعد زيارة إثيوبيا

زر الذهاب إلى الأعلى