المبادرة السعودية في اليمن واجتماعات صنعاء: نقاط القوة وعقبات الحوثيين (خاص)
المبادرة السعودية للسلام في اليمن واجتماعات صنعاء بحضور الوفد السعودي والعماني: نقاط القوة وعقبات الحوثيين (تقرير خاص)
على الرغم من العقبات المنطقية والتصريحات الإعلامية، التي تشير إلى عقبات تضعها جماعة الحوثي أمام جهود السلام الإقليمية التي تتزعمها السعودية وتشارك فيها سلطنة من أجل إحلال السلام، وخلال اجتماعات صنعاء الدائرة، إلا أن خبراء ومحليين يتوقعون أن لا تمثل عائقاً كبيراً، في ظل معطيات محلية وإقليمية متعددة.
وأفادت نشوان نيوز مصادر مطلعة، أن أبرز العقبات في طريق الجهود الجارية، محاولة الحوثيين اعتبار الرياض طرفاً لا وسيطاً، إذ يراوغون في الاستجابة لحوار يجمع الأطراف اليمنية ويشاركون فيه، باعتبارهم أحد هذه الأطراف.
وأبدت قيادات حوثية منها محمد علي الحوثي وقبل ذلك، محمد البخيتي، تحفظاً إزاء المبادرة السعودية في الحل، بما يشير إلى أن الجماعة ما تزال تضع العقبات في طريق الحوار.
في المقابل جاء تصريح السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، والذي يرأس وفد بلاده في صنعاء، واضحاً وهو أن الزيارة تأتي في إطار المبادرة السعودية الرامية إلى "تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن".
العراقيل لن تؤثر بل تسعى لمكاسب
وعلى الرغم من المواقف الحوثية، وما يمكن وصفه بالشطحات الإعلامية في تصريحات بعض الحوثيين، بمحاولة تصوير الزيارة على أنها انتصار وبأنهم يتمسكون بالحوار مع السعودية كطرف، إلا أن خبراء يرون أن هذه العراقيل، لن تؤثر كثيراً في مسار المفاوضات.
وقال لـ"نشوان نيوز"، مصدر دبلوماسي، طلب عدم ذكر اسمه إن الحوثيين سبق وأبدوا انفتاحاً على المقترحات السعودية، وهم اليوم ملزمون بها، أكثر من أي وقتٍ مضى، نتيجة الاتفاق السعودي الإيراني، إذ أن مقتضيات إنجاح الاتفاق برعاية الصين .
وأضاف أن العقبات الحوثية إن وُجدت ستجعل التقارب الإقليمي بين إيران والسعودية كله على المحك. وهذا ما لا يمكن قبوله، لأن طهران أول وأكبر المستفيدين من إعادة العلاقات مع الرياض، بعد الأزمات الاقتصادية والداخلية الذي واجهته الفترة الماضية.
بالإضافة إلى ذلك، يقول محللون، إن الجهود السعودية تمثل فرصة بالنسبة للحوثي، الذي يتظاهر بـ"الصمود"، ويخفي خسائر عميقة، فضلاً عن كون الزيارة السعودية تفتح له ثغرة طالما بحث عنها السنوات الماضية.
النقاش بدأ مع الشرعية
وبشأن الحكومة الشرعية، تؤكد المصادر أن الرياض تسعى إلى اتفاق مقبول لدى مختلف الأطراف، والأفكار التي تحملها هي في الأصل لم تأتِ من فراغ، بل تم التشاور حولها مع القيادة اليمنية ممثلة، بالمجلس الرئاسي اليمني، ومبنية على مختلف الأفكار الدبلوماسية والسياسية المعروفة كخطوط عريضة للحل منذ مشاورات الكويت في العام 2016.
وحسب المصادر، فإن مستوى تفاعل وقبول الحوثيين، هو ما ستحاول قيادات الجماعة إخفاءه، لأسباب متعلقة بخطاب التعبئة، وأخرى على علاقة بمحاولة تحسين الموقف التفاوضي للتنصل من بعض الالتزامات، غير أن ذلك لا يغير من صلب القضية.
واعتبر يمنيون معلقون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن محاولة الحوثيين التهرب من الحوار من الأطراف اليمنية، مسألة تعكس خطابات الجماعة وممارستها، لكنها في المقابلة محاولة لإفراغ أي جهود سلام من معناها، باعتبار أن الحرب بدأت باستيلائها على الدولة.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: اليمن وحوار السعودية مع الحوثيين.. ما يجب التركيز عليه؟