عن أغنية الأطلال كلمات الشاعر إبراهيم ناجي وغناء أم كلثوم - مقام راحة الأرواح - بقلم جمال حسن
مقدمة موسيقية مقسمة بين الراست وراحة الأرواح ثم بيات وعودة الى السيكاه لتترك التسليمة عند راحة الأرواح التي يبدأ منها الغناء "يا فؤادي لا تسل أين الهوى"
ويستمر على نفس المقام حتى المقطع الثاني: "لست أنساك وقد اغريتني بفم عذب" الذي يشهد تحول طفيف إلى مقام من عائلة السيكاه وقريب من راحة الأرواح عند جملة "وبريق يظمأ الساري له" ثم يعود إلى راحة الأرواح في: أين في عينيك ذياك البريق.
وينتقل في جملة موسيقية تبدأ على مقام الكُرد في شكل تصاعدي لكنها تتحول في هبوطها إلى مقام الصبا والذي يكون بداية الغناء
"يا حبيباً زرت يوماً أيكه" حتى يصل إلى "وحنيني لك يكوي أضلعي"
وفي ختام المقطع يشهد تحول إلى مقام النوا أثر "والثواني جمرات... ". والذي بدوره يسمح للانتقال إلى جملة موسيقية على مقام النهاوند
وبعد الجملة الموسيقية تغني ام كلثوم على مقام النهاوند "أعطني حريتي أطلق يديّ.."
ويستمر الغناء على النهاوند، طوال البيتين باستثناء آخرها يتحول على الراست في "وما أبقى عليّ"
ويختم البيت الثالث من المقطع على الراست أيضاً "ما احتفاظي بعهود لم تصنها..."
ينتقل إلى جملة موسيقية على مقام الراست، ومن وجهة نظري تُعد الذروة من حيث البناء الموسيقي في الأغنية.
الغناء راست: اين من عيني حبيبا
وايضاً واثق الخطوة يمشي ملكاً إلى نهاية المقطع.
ثم يعود إلى الجملة الموسيقية السابقة من الراست، يقفلها، منتقلاً بلحن مُرسل على القانون يبدأ من الحجاز أو من فروعه، كونه ما بين الحجاز والكُرد.. وينتقل إلى الكرد
والغناء من الكُرد في "أين مني مجلس أنت به..."
ثم ينتقل إلى البيات عند غناء "ومن الشوق رسول بيننا ونديم قدم الكأس لنا"
لينتقل بعدها إلى مقام الهُزام في غناء: "هل رأى الحب سُكارى مثلنا"
وهذا المقطع فيه استعراض مقامي، فتغني الست المطلع على مقام هُزام "هل رأى الحب سُكارى"
ثم يتحول حجاز عند "ومشينا في طريق مُقمر"
وتغني "تثب الفرحة فيه" على البيات بينما كلمة "قبلنا" تؤدى على مقام الهزام.
وتنهي المقطع على البيات "وضحكنا ضحك طفلين معاً...."
وينتهي بجملة موسيقية على الهُزام لتعيد المقطع، ومع الانتقال إلى المقطع التالي يقوم بما سبق وقام به. فيقفل الفاصل الموسيقي من الهُزام مُفسحاً لموسيقى مُرسلة على النهاوند.
وتُغني على النهاوند "وانتبهنا بعد ما مازال الرحيق" وتستمر على النهاوند حتى "كالحريق"
وينتقل إلى البيات: واذا الدنيا كما نعرفها وإذا الأحباب كل في طريق
لازمة موسيقية قصيرة على مقام البيات
ويغني: أيها الساهر تغفو تذكر العهد وتصحو... اشعر ان محمد عبدالوهاب تأثر بهذا اللحن في أجزاء من مطلع لحنه لأغنية هذه ليلتي
ويتحول اللحن على مقام راحة الأرواح عند"فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو".
تتبعها جملة موسيقة موقعة على راحة الأرواح لكن الغناء حجاز: يا حبيبي كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء"
بعدها ينتقل إلى مقام راحة الأرواح عند: "ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم حتى نهاية الأغنية التي تقفلها في "فإن الحظ شاء".
أغنية من روائع السنباطي لكنها بنبرة يأس غير مُحببة بالنسبة لي
وفيها وصلات مختلفة ما بين التطريب الرفيع والتعبير ايضاً، وايضا التطريب الشعبي كما في "هل رأى الحب سُكارى". الأغنية مارس فيها السنباطي استعراض مقامي مُبهر، موظفاً فيه صنعته ومزاجه التطريبي والتعبيري العالي،
ومارس السنباطي فيها استعراض مقامي مُبهر، موظفاً فيه صنعته ومزاجه التطريبي. مغرياً المُستمع بجمل لحنية أقل وعورة. فكانت اشبه بمنمنمات السجاد الشرقي التي تتجاور فيها السمات المختلفة بإتزان لا يُعبر عن وحدة لحنية، كما يغلب على الغناء الشرقي ذو البناء المقامي، بقدر أنه مساحة للزخرف يبرع فيه المقام والجمل الرفيعة وبجانبها جمل متوسطة وربما عادية.
* صفحة الكاتب
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: فيصل علوي.. الراحل الكبير