آراء

طارق وتعز!

سمير رشاد اليوسفي يكتب عن طارق وتعز!


بعد تنفيذه لمشاريع استراتيجية أعادت الروح لمدينة المخا وأنعشت ميناءها التاريخي ؛حرص طارق صالح عشية عيد الأضحى الماضي على زيارة منطقة الحجرية عبر طريق شاق وعر المسالك لتأدية الصلاة مع جموع المواطنين في الجامع الكبير بمدينة التربة وتهنئتهم بعيد الأضحى المبارك.

كانت زيارة مقصودة لاستلهام تاريخ من النضال في سبيل التحرير أسهمت به منطقة الحجرية المطلة بموقعها المحوري على باب المندب ومساحة واسعة من البحر الأحمر لم تستطع محافظة تعز بسببها أن تكون في منأى عن المؤامرات والمخططات التي كان يمكن أن لا ترى أياً منها لو كانت في موقع "هامشي". ومن مدينة التربة التي كانت ملتقى أحرار ومثقفي ثورة 26 سبتمبر في ستينيات القرن الماضي تحدث "أبو عفاش" باقتضاب عن تضحيات الحجرية في مقارعة الامامة،مؤكداً أنّها كانت وستظل بخطابها الثقافي ودورها التربوي منطلق الحركة الوطنية..

ولعل من المناسب هناالتذكير بأبرز الثوار من أبنائها في القرن الماضي فقط حيث سنجد الشيخ الصوفي حميد الدين المقطري أول من قاد انتفاضة ضد الإمام يحيي حميد الدين عام 1922 ، والشيخ الثائر عبدالله الحكيمي، إلى جانب الأستاذ النعمان اللذين كانا في طليعة رموز ثورة 1948.

كما يتجلى دور عبدالغني مطهر وعبدالعزيز الحروي في دعم ثورة 26 سبتمبر بالمال والسلاح ، وشجاعة عبدالرقيب عبدالوهاب في قيادته لملحمة فك الحصار عن العاصمة صنعاء في سبعين يوماً انتهت بدحر الملكيين وانتصار النظام الجمهوري.

وبسبب رسوخ تلك التضحيات في ذاكرة تعز ، رفض أبناءها دخول الحوثيين عام 2015 ، كما لم يجد الحوثي موطئ قدم له في مديريات الحجرية.. ما تسبب في حصاره للمحافظة منذ أكثر من 8 سنوات.

فور عودة طارق صالح من التربة إلى المخا وجه باعداد الدراسة الخاصة بشق وسفلتة طريق الكدحة البئرين لربط مدينة المخا الساحلية بريف تعز الجبلي ذي الكثافة السكانية التي تتجاوز ثلثي تعداد المحافظة الأعلى سكاناً على مستوى اليمن والبالغ أكثر من 6 ملايين نسمة.

كما شدّد على تسريع وتيرة العمل لانجاز مطار المخا الدولي بكافة مرافقه.. ومن المتوقع جاهزيته في غضون أسابيع محدودة لاستقبال واقلاع مختلف الطائرات المدنية.

نهاية فبراير الماضي ، وفي لقاء له مع قيادات ألوية حراس الجمهورية اعتبر طارق صالح صمود مدينة تعز ومجابهتها لحصار الكهنوت الحوثي بكل جسارة وإباء تاكيداً لكونها خط الدفاع الأول عن المشروع الوطني المرتكز على العدالة والمواطنة المتساوية.

وفي اليوم التالي وصل إلى المدينة المحاصرة في زيارة لم تكن متوقعة استهلها بوضع حجر أساس لمشروع حفر 10 آبار لتزويد المدينة العطشى بالمياه بتكلفة 11 مليار ريال.

وسبق ذلك انجاز عديد من مشاريع المياه ورصف الطرقات عبر الخلية الانسانية للمقاومة الوطنية في مديريات صبر والمعافر وجبل حبشي والكدحة.

كما التقى في المقر المؤقت للمحافظة قيادات المكتب التنفيذي والسلطة المحلية والقيادات العسكرية وقادة الأحزاب السياسية داعياً الجميع لتجاوز خلافات الماضي التي استغلها الحوثي لتفريق شملهم والتسيّد عليهم.

مبادرة طارق عفاش بزيارة مدينة تعز المحاصرة بأغلال الكهنوت، ومجاهرته من وسطها باعتذار شجاع عن أخطاء الماضي التي لم يسلم منها أحد - بغض النظر عن اختلاف مؤيديه وخصومه حول وجود الخطأ من عدمه - أراد بها تشجيع كافة فرقاء الصف الجمهوري شمالاً وجنوباً على التسامح والتصالح والترفع عن أحقاد الماضي إدراكاً منه لاهمية هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها اليمن، وتحتاج من مجلس القيادة الرئاسي الذي هو أحد أعضائه شجاعة مُلهمة تتبنى اعادة بناء الدولة على أساس من وثيقة الحوار الوطني لتحقيق العدالة والمساواة وحماية الحريات والتعدد الفكري والسياسي.. باعتبار ذلك فرصتهم الأخيرة للنجاة من هيمنة الكهنوت الحوثي.

خطوة كهذه لم تكن عادية ولا ينبغي المرور عليها دون الافادة من دروسها، اتخذها طارق عفاش بكل قناعة وشجاعة بعد سنوات من التمحيص والابتلاء أصبح فيها التضحية بالمال والاهل والولد أهون في نظره من فقدان الوطن.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: فيديو ونص – كلمة العميد طارق صالح في مدينة تعز

زر الذهاب إلى الأعلى