آراء

الحوثي وتهجير السلفيين في إب

محمد عبدالله القادري يكتب عن الحوثي وتهجير السلفيين في إب جنوبي غرب اليمن


‏ قبل أكثر من عامين قامت ميليشيات الحوثي بإغلاق مركز الإمام ‏الذهبي لتحفيظ القران الكريم وتدريس العلوم الشرعية في مديرية المخادر ‏محافظة إب.‏

اغلقوا مركزاً للشباب والرجال ومركزاً للنساء والبنات وطردوا الطلاب والمعلمين.‏ المسجد الكبير الذي يقع فيه المركز كانت يمتلئ وتمتلئ ساحته بالمصلين.‏

قامت الحوثية بتغيير امام المسجد السلفي واحلال محله امام من صعدة، فترك ‏الناس الصلاة خلف ذلك الإمام ولم يعد يكتمل صف واحد في المسجد.‏

انتقل الإمام السلفي لمسجد آخر في نفس المنطقة يؤم الناس وانتقل الناس ‏الذين كانوا في المسجد السابق للصلاة خلفه وكانت تمتلئ الشوارع واسطح ‏المنازل.‏

غضب الحوثيون من ذلك وقاموا باختطاف الإمام واعتدوا عليه وقاموا بنتف ‏شعر لحيته وأودعوه السجن وقد كان في الزنزانة التي بجانبي في سجن الأمن ‏والمخابرات بمدينة إب أثناء ما كنت مسجوناً فيه وظل في السجن قرابة عام ولم ‏يطلقوه إلا بضمانات أن يجلس في منزله ولا يمارس أي نشاط لإمامة الناس.‏

وظل الحوثي يمارس عمله الرامي للسيطرة على المساجد وفرض أئمة عليها ‏تابعين له في بهدف فرض فكره الطائفي المنحرف في إب حتى قام مؤخراً بإغلاق ‏مركز ومسجد التوحيد لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية ومصادرة مكتبته ‏الدينية وطرد أربعمائة طالب وتهجيرهم.‏

معروف أن السلفيين يتعايشون مع الجميع ومشغولون بالعلم وحفظ القرآن، ‏ولا يتدخلون بالسياسة ولا يحرضون ضد الحاكم، فقط يؤمرون بالمعروف ‏وينهون على المناكر في مساجدهم ولم يفرضوا على أحد أن يأتي بالقوة لحضور ‏دروسهم أو إطلاق لحيته والالتزام بالسنة.

ورغم ذلك ظل الحوثي منزعجاً منهم ‏وقام بإغلاق مساجدهم ومراكزهم بالقوة وفرض خطباء تابعين له لإلقاء خطب ‏من ملازم قائدهم، وهذا ما يدل على أن الحوثي متطرف لا يؤمن بالتعايش وذو ‏نهج ارهابي يريد فرضه على الناس بالقوة ولا يريد أن يتعلم أبناء المجتمع الخير.‏

‏ مشكلة الحوثي الحقيقية هي مع الله ورسوله، يحارب مساجد تعليم الكتاب ‏والسنة لا يريد الناس أن تحفظ القرآن وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وإلا ‏اتحداكم ان تعطونا حوثياً واحدا حافظاً للقرآن الكريم والأربعين النووية.‏

يسمون أنفسهم أنصار الله وهم ضد تحفيظ كتاب الله، ويدعون انهم احفاد ‏الرسول وهم ضد سنة الرسول عليه والسلام.‏

على سبيل الاعتبار نحن في إب كان أجدادنا شوافع ونحن اليوم نعتبر سنة، ‏والحوثية كان أجدادهم زيودا وهم اليوم اثنى عشرية شيعة.‏

لم نكن نحن في إب ذهبنا إلى صعدة واعتدينا على مناطق الحوثي وقمنا بتغيير ‏امام مسجده في مران بخطيب سني من إب، فلماذا الحوثي المعتدي على ‏محافظتنا وناهب مواردها وباسط عليها بالقوة يقوم أيضاً باقتحام مساجدنا ‏وتغيير خطباءها بالقوة واحلال خطباء تابعين لمعتقده لفرضه علينا بالقوة ‏ويحول مساجدنا إلى ساحات لتناول القات وتكريس نهجه الدخيل على ‏محافظتنا.‏

وكما هو معروف أن ما يمارسه الحوثي في إب يمارسه في كل مناطق سيطرته، ‏ومثلما حاصر السلفيين وهجرهم من دماج ها هو يستخدم نفس التعامل مع ‏السلفيين في إب.‏

يجب على الحوثي أن يعلم أن إب لن تكون حاضنة له مهما فعل، ويجب على ‏العالم والمجتمع الدولي وكل الاتجاهات الحقوقية أن تقف ضد كل مما يمارسه ‏الحوثي في إب من تهجير وتحطيم قيم الخير وتلغيم العقول بأفكاره المنحرفة ‏الطائفية المهددة للتعايش والسلم، كما يجب على الدولة الشرعية أن تولي ‏اهتمامها ورعايتها للمهجرين السلفيين من أبناء إب، كما يجب على أن ابناء إب ‏جميعاً أن يستعدوا لتحرير محافظتهم من الحوثي كسبيل وحيد للدفاع عن ‏الكرامة والدين والسلام والتعايش. ‏

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: مصادر: الحوثيون يغلقون مركز التوحيد لتحفيظ القرآن في إب

زر الذهاب إلى الأعلى