الحوثية ومخططها لتدمير اقتصاد المجتمع
محمد عبدالله القادري يكتب عن الحوثية ومخططها لتدمير اقتصاد المجتمع
في كل دول العالم إلا ما ندر والنادر لا حكم له، ينقسم مجتمع كل دولة مالياً إلى ثلاث طبقات.
طبقة عليا وهم الأكثر أملاكاً ودخلاً من مستثمرين ورجال أعمال وأصحاب أموال كثيرة. وطبقة وسطى وهم متوسطي الدخل والأملاك. طبقة ثالثة وهم الأقل دخلاً.
الطبقة العليا والوسطى يعتبرون من فئة الأغنياء، والثالثة من فئة الفقراء.
وهنا تأتي الدولة للعمل بشكل يدعم الثلاث الطبقات من تشجيع استثمار ومشاريع وايجاد فرص عمل بما يجعل الطبقة السفلى تستفيد من الدولة ومن الطبقتين العلياء والوسطى ويصبح الجميع يعيش في ازدهار ورخاء.
تقسيم هذه الثلاث الطبقات يتطابق مع تفضيل الله بالرزق للبشر جميعهم من مسلم وكافر، فهناك من يرزقه الله مالاً كثيراً وهناك من يرزقه بشكل متوسط وهناك من يرزقه قليلاً، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله يرزق من يشاء بغير حساب.
ميليشيات الحوثي الإرهابية جاءت لتمضي وفق مخطط ممنهج يقوم بتقسيم المجتمع إلى طبقتين.
الطبقة العليا وهي الغنية وتجعلها محصورة فقط لسلالتها العرقية. والطبقة الثانية وهي الطبقة الفقيرة وتضم جميع الناس الذين لا ينتمون لسلالتها.
قضت على الطبقة الوسطى واستبدلت نفسها مكان أصحاب الطبقة العلياء.
وهي بهذا التوجه تعارض مشيئة الله في تقسيم الأرزاق وترتكب جريمة مضافة لجريمة معتقدها في الأحقية الإلهية بالحكم، فمثلما تعتقد أن لها الأفضلية والأحقية بالحكم كاصطفاء إلاهي محصور في عرقيتها ولا أحقية لغيرها، تعتقد أحقيتها بأفضلية الرزق والامتلاك والملك والمال ولا أحقية لغيرها من الناس، فهي من يجب أن تحكم ومن تمتلك، هي من تكون الحاكم وغيرها محكومين، وهي من تكون الغني وغيرها فقير.
هي من تكون صاحبة الحكم وهي من تكون التاجر والمستثمر، وهي من تكون مالكة الأراضي والعقار، بل أنها تعتقد أحقيتها بإن تكون خطيب المسجد وإمام الصلاة والبقية لا يحق لهم، فأولئك يجب عليهم فقط أن يدافعوا عنها وأن يموتوا من أجل حياتها.
في مناطق سيطرة الحوثي تم محاربة رجال الأعمال والمشاريع الاستثمارية لتحل محلهم مشاريع تمتلكها الميليشيات.
حاربت المواطن بما جعله لا يمتلك فرصة عمل، وحاربت الأغنياء بما جعلهم يفتقدون أرباحهم ودخلهم ورأس مالهم وعرضتهم للخسارة والإفلاس، وحاربت الفقراء بشكل جعلهم لا يحصلون حتى على مساعدة وصدقة من الأغنياء، فحربها للتجار والمستثمرين عبر الضرائب والاتاوات والنهب وعدم دفع الصدقات والزكاة إلا عبرها، لم يجعل لأولئك شيئاً يستطيعون أن يتصدقون به ويمدون يد العون والمساعدة للفئات الفقيرة، بل أصبح الجميع في حال واحد ومعاناه شبه متساوية.
حاربت الميليشيات الحوثية المزارع وجعلته لا يجني أي ربح من زراعته، فرضت عليه ضرائب واتاوات بشكل جعله يحصل فقط على تكاليف زراعته من محروقات وعمال وغير ذلك بدون أن يدخر أو يربح.
لا تؤمن هذه الميليشيات بأن لغيرها الحق في الامتلاك والادخار، تؤمن بأن عليه أن يعطيها كل ما يحصل عليه ويمنحها كل ما يمتلك.
تخوض الحوثية بهذا التوجه صراع مع الله ومع خلقه، تقطع الأرزاق وتنهب رزق الله الذي منحه لعباده، وتدمر اقتصاد المجتمع وتنسف مقومات حياته.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: تجار يحملون قيادات حوثية المسؤولية عن أزمة الوقود والحكومة: إفقار ممنهج