أزمة ثقة داخلية لدى ميلشيات الحوثي
محمد عبدالله القادري يكتب: أزمة ثقة داخلية لدى ميلشيات الحوثي في اليمن
وصلت ميليشيات الحوثي لمرحلة سيئة تطغي عليها أزمة انعدام الثقة الداخلية، وكلما مر الوقت تتطور هذه الحالة أكثر فأكثر. أزمة انعدام ثقة داخلية بين الأجنحة ووصلت إلى داخل الجناح الواحد.
جناح صعدة لا يثق بجناح صنعاء وبقية الأجنحة، وكل جناح لا يثق في البقية. والفترة الأخيرة كرست الخلافات أكثر حتى وصل الأمر لإحداث أزمة ثقة داخل جناح صعدة الذي كان أكثر تماسكاً وانسجاماً.
زيارة سفير السعودية إلى صنعاء في شهر رمضان الفائت، وذهاب قيادات حوثية للحج، ولدت الشكوك داخل جناح صعدة حول حصول البعض من القيادات على مبالغ مالية مما أثار الخلافات وأوجد انعدام الثقة مع بعضه.
انعدام ثقة في صفوف القيادات المركز الأعلى والأوسط والأدنى. وأيضاً في صفوف الأفراد. لا يثق كل قيادي بالآخر وكل واحد متربص بالآخر، وأصبحت القيادات عبارة عن تكتلات وكل تكتل يحارب الآخر، وأيضاً الأفراد أصبحوا في تبعيتهم للقيادات عبارة عن تكتلات.
عسكرياً لا تثق القيادات بالأفراد، إذ يقعدون في المؤخرة لقتل كل من يفر. ولا يثق الافراد ببعضهم البعض، فكل فرد في المترس الواحد يخاف من زميله أن يقتله من أجل ينهب بندقه.
أزمة ثقة داخلية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، خلافات وصراع وتخوف وتربص بين تكتلات أنتجها عامل مناطقي وعرقي.
لا يثق الهاشمي في القبيلي، ولا يثق حوثي صعدة بحوثي عمران وصنعاء. وكل تكتل قائم على أساس مناطقي أو عرقي يحارب الآخر.
استخباراتياً على الشأن الداخلي تقوم الحوثية بتصنيف الأفراد بناءً على انتماء أو أحداث سابقة.
قامت أجهزة المخابرات الحوثية في إب باختطاف قيادي يتبعها اسمه خالد شمس الدين وأودعته السجن وعذبته.
هذا القيادي هو هاشمي من حجة وشارك في الحرب السادسة في صعدة أثناء هجوم الحوثية على الحدود السعودية وقام الجيش السعودي بأسره وظل فترة مسجوناً بالمملكة ثم تم تسليمه للسلطات اليمنية، وجاء مع الحوثية إلى إب وعمل معهم في استقبال التجنيد والتحشيد.
تولدت شكوك عند الحوثية بعمله لخدمة المخابرات السعودية كونه كان مسجوناً هناك فقاموا بسجنه وتعذيبه يريدوه أن يعترف ثم أطلقوه بعد أن لم يحصلوا عليه أي ادانة أو دليل.
هذا مثال واحد من بين آلاف الأمثلة.
مثلما تقوم الحوثية بمراقبة وتتبع الناس الآخرين، تقوم أيضاً بمراقبة وتتبع أفرادها ومخابراتها عبر مراقبة اتصالاتهم وتواصلهم. ومثلما تستخدم افرادها ومخابراتها لمراقبة البقية، تستخدمهم لمراقبة بعضهم بعضاً.
وهذا دليل على الهوس والشكوك وأزمة الثقة الداخلية التي تعيشها ميليشيات إيران، مما يؤكد على أنها لا تثق بنفسها ولا تثق ببعضها، ولا يثق بها الآخرين أيضاً، وسيقودها الأمر إلى التلاشي وتأكل بعضها بعضا.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: عرض ومطار عسكري حوثي في جامعة إب