[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

عن الاعتداء على المهرجان الجماهيري في تعز

سمير اليوسفي يكتب عن الاعتداء على المهرجان الجماهيري في تعز جنوبي اليمن


مهرجان جماهيري في تعز جمع هذا العام فنانين من مختلف أنحاء اليمن، في ملعب الشهداء، المجاور لمؤسسة الجمهورية للصحافة التي كانت لسان حال الأحرار والمبدعين والمثقفين قبل أن تدمرها وتحرق أرشيفها نيران التطرف . لم يسلم من محاولة تفجيره ، حين هاجم مسلحون بالزي العسكري الجماهير بعد تكريم الفنان الكبير محمد محسن عطروش ، وأطلقوا عليهم النيران .

قال مدير عام الثقافة بالمحافظة "عبدالخالق سيف" وهو المشرف على المهرجان، في منشوره على الفيسبوك إنهم يتبعون كتيبة المهام ، ولم يحددها بوضوح .!! والأفضل انتظار نتيجة التحقيقات التي يفترض التعجيل بها .

هؤلاء المسلحون أياً كانت هويتهم لا يمثلون إلا أنفسهم ومصالحهم الضيقة، ولا يحظون بأي شعبية أو تأييد من قبل أبناء تعز، الذين يطمحون إلى حياة كريمة وآمنة.

لكن الاعتداء ليس عابراً بل يشكل جزءاً من استراتيجية إرهابية ومشروع فوضوي يتبعونه ويستغلون ضعف السلطة في تعز، لتنفيذ انتهاكات وجرائم ضد المدنيين والمؤسسات والقوى المؤيدة للشرعية.

إنّ مهرجان تعز العيدي جاء ليكون نافذة لإظهار قدرة تعز على التغلب على الحصار والمصاعب والتحديات .

وهذا العيد شارك في إحياء فعالياته فنانون من مختلف المحافظات ، قدموا عروضاً متميزة أبهرت الجمهور. كما حضرته شخصيات ثقافية وسياسية وإعلامية، عبرت من خلاله عن تضامنها مع تعز ودعمها لصمودها في وجه الكهنوت الحوثي والتطرف الظلامي .

ولكنً دعاة الفوضى أزعجتهم تلك المشاهد المبهجة ، فقاموا باستخدام السلاح لإفساد فرحة التعزيين، ومحاولة إثارة الفزع والخوف بينهم . في تصرف لا يُفهم منه سوى خسة وجبن هؤلاء المتطرفين، الذين يرعبهم صوت الفن والثقافة والحرية، ويرفضون عودة النبض الثقافي لمحافظة تعز .

إنّ هذا العنف والارهاب الأحمق يستوجب ردة فعل حاسمة من قبل كافة المسؤولين في السلطة المحلية والأمنية والعسكرية للمحافظة ، لوقف الانفلاتات الأمنية، ومحاسبة المتورطين فيها، وتعزيز سيادة القانون والنظام. كما يستدعي تضامناً واسعاً من كافة القوى السياسية والاقتصادية والمجتمعية والإعلامية مع الجماهير الفنية والثقافية، ودعمها لمواصلة نشاطاتها الإبداعية والتثقيفية.

تعز مدينة التاريخ والحضارة والفن، ولن يسلبوها روحها وبريقها، مهما حاولوا.. فالفن رسالة إلى الإنسانية، لن تقهره طلقات الرصاص.

 

زر الذهاب إلى الأعلى