جماعة تمثل "خصوصية التخلف" فإنها تحظى بدعم دولي
جمال حسن يكتب: جماعة تمثل "خصوصية التخلف" فإنها تحظى بدعم دولي
تواجد الجماعات الايدلوجية والمتخلفة في الشرق الأوسط يتماهى مع توجه اليسار الجديد في أوروبا وامريكا، او اليسار الليبرالي. بمعنى ان ما تفعله الجماعة في صنعاء من عمليات أصولية، وما يحدث في طالبان، كل هذا يتماهى مع توجه اليسار الجديد.
ميشيل فوكو على سبيل المثال تعاطى مع ثورة الخميني في ايران بإعجاب واعطاها توصيف روحاني. هناك مسألة لفتني لها صديق في تعليق، ما يعتبرونه Local Culture أي ثقافة محلية، أو بالنظر له كخصوصية. فمهمة هذا اليسار الدفاع عن تلك الخصوصيات والهويات كما هي. وهذا تصويرهم لنا كمجتمعات، وبالتالي تعزيز التخلف بوصفه هوية محلية أو خصوصية.
قبل فترة ناقشني الدكتور نزار غانم، بأن المستشرق الفرنسي جان لامبير صاحب كتاب "طب النفوس"، وهو كتاب عن الغناء الصنعاني، اعتبر آراءه بأنها هجوم ضد ما اعتبره "خصوصية التخلف".
وهذا التوجه الذي يتم تدعيمه عبر جيوش من الباحثين والمنظمات الدولية، وكذلك بدعمها أنشطة ما، تدافع عن تصور الغرب لنا، باعتبارنا خصوصية من التخلف. لذا عندما تدافع التقارير الدولية على جماعة الحوثي، فإنها ترى فيه أبلغ مثال للمحافظة على خصوصيتنا من التخلف. إن نزوعنا للحداثة هو الخطأ.
لذا، ينظر الغرب إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من خلال وسائل اعلامه وخطاب اليسار الرسمي، سواء ذلك الذي تبناه بايدن او الصحف الموالية، بكثير من العداء. ولا يعني بأن ما يصفونه به غير صحيح، فهو مستبد وارتكب كثير من الأشياء السيئة والقمعية في اليمن وفي بلاده. لكن ما يثير عداءهم بدرجة أساسية هو نزوعه للتحديث، ايضاً تحرير المرأة. أرى ان البعض يقلل من التحول الاجتماعي الذي تشهده السعودية، ويسخر من مثقفين اعتبروها مزية. وفي الحقيقة تلك مسائل غاية في الأهمية، فالنظرة الاستشراقية تتأذى من تحديث منطقة ينبغي ان تظل محتفظة بخصوصية "تخلفها".
لهذا، دعوني اخبركم بأن هناك جانب يتماشى مع التوجه الدولي في صعود كيان. حتى وإن لم يتخذ شكل مباشر. لكن هناك جماعات وقيم وحكومات، تأتي على مقاس الخطاب اليساري السائد، والذي يفرض قيمه ويروج لها بطريقة تكاد تكون قمعية، حتى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
- صفحة الكاتب
اقرأ ايضاً على نشوان نيوز: دول الجوار العربي.. وانعدام حسن الجوار