قضايا رئيسية في كتاب معركة الوعي في اليمن للأستاذ عبدالله إسماعيل
قضايا رئيسية في كتاب معركة الوعي في اليمن للأستاذ عبدالله إسماعيل قراءة: عمار القعطبي
في هذا الكتاب (معركة الوعي في اليمن) يتناول الكاتب عبدالله إسماعيل مسألة الصراع اليمني السلالي عبر التاريخ باعتبارها مشكلة قائمة منذ قرون.
ويرى الكاتب أن المدخل الأساسي لحلها يتطلب الفهم الصحيح لها ومعرفة حيثياتها التاريخية والإلمام بجوانبها من خلال قرءاة تاريخية دقيقة من شأنها أن توفر الخبرة الكافية للتعامل معها في محاولة إيجاد حل نهائي لها، من هنا يبدأ الكاتب طرحه بتفنيد تعريف البعض لها على أنها مشكلة سياسية بين طرفين يمنينيين.
ويؤكد المؤلف على أنها مشكلة صراع وجود بين هوية دخيلة تتمثل في المشروع السلالي القادم من إيران وهوية يمنية خالصة تتمثل في الأرض والإنسان والتاريخ اليمني، ويضع الكاتب مسألة فهم التعريف الصحيح للمشكلة وقراءة تاريخها منذ النشأة حتى اليوم يضعه شرطاً أساسياً لصناعة حل جذري ونهاية ناجزة لها، ثم ينتقل الكاتب لسرد جملة من الاستنتاجات التي تقود إليها القراءة الصحيحة لتاريخ الصراع،ومن جملة تلك الاستنتاجات كما يشير الكاتب استحالة أن يشكل الفكر السلالي عاملاً للاستقرار في أي لحظة زمنية، أو أن يكون عاملاً في إقامة دولة وبناء مجتمع قادر على الإنجاز.
ويستمر الكاتب في سرد تلك الاستنتاجات التي من شأنها كما يقول أن توصل هذا الجيل من اليمنيين إلى القناعة الراسخة بضرورة الخروج من تحت المظلة السلالية للتمكن من النهوض والعودة إلى المسار الصحيح. ثم ينتقل الكاتب استناداً على الحقائق التاريخ لتشخص الواقع اليمني ورسم مآلات المواجهة بطريقة سلسة ومقنعة.
ويشدد مراراً على ضرورة قراءة التاريخ والحفاظ على الهوية اليمنية باعتبارها خط الدفاع الرئيسي في مواجهة المشروع السلالي، ويشير الى النتائج الكارثية التي قد تنجم عن الدخول في سلام أو شراكة مع السلاليين، ويحث اليمنيين على عدم التساهل والاستفادة من دروس التاريخ في التعامل مع السلاليين، ويرى ضرورة تبني النخب اليمنية لرؤية تجريمية للمشروع الكهنوتي ويشير إلى التشريعات الأوروبية في التي قضت بتجريم النازية كنموذج يتوجب الأخذ به في مسألة المواجهة مع السلاليين،
ويتطرق الكاتب الى الإرهاب السلالي وجذور العنف الذي يمارسه السلاليين اليوم بموازاة سعيهم الحثيث ونشاطهم المتزايد في محاولة طمس التاريخ والهوية ومحو الذاكرة الجمعية لليمنين من خلال التدمير الممنهج للتعليم والعبث بمخرجاته واستهداف عقول النشئ بافكار ملغومة تؤسس لجيل ممتلىء بالحقد والكراهية لليمن تاريخاً وهوية.
هذا بالاضافة الى مواضيع أخرى يتطرق إليها الكاتب عبدالله إسماعيل لا تقل أهمية عما اشرنا اليه، وعلى كل حال فإن الكتاب يزيل الغشاوة عن أعين الكثيرين ممن لازالوا ينظرون إلى الجماعة السلالية كجزء من النسيج اليمني يمكن التعايش معها في ظل دولة يمنية مستقرة.
وفي ما يلي نشير إلى أهم النقاط التي أوردها الكاتب في هذا الكتاب..
جوهر الصراع اليمني السلالي
يرى الكاتب أن الإعداد الجيد لمواجهة حاسمة يستوجب إعداداً فكرياً معرفيا بالمقام الأول، بمعنى إعادة قراءة تاريخ الصراع والإلمام الكامل بجوانبه الرئيسية والثانوية. وبأعتقاد الكاتب أن فهم جوهر المشكلة يمثل جانباً رئيسياً لا يجوز إغفاله، لذا يسلط الكاتب الضوء على جوهر الصراع ليكشف للقارئ حقيقة كونه صراعاً حضارياً وجودياً يتمثل في جماعة وافدة دخيلة على البلد وأمة صاحبة حق في البلد وحكمه وتاريخه، وأن لكل مشروعه وهويته وثقافته المختلفة، وبالتالي فإن انتصار طرف يعني سيادة مشروعه وهويته وثقافته وانحسار مشروع الطرف الآخر إلى الأبد، باختصار إنها معركة وجود وعلى اليمنيين خوضها على هذا الأساس، وهذا هو التعريف الذي يشدد الكاتب بوجوب أن يكون واحدة من العوامل المسيطرة على موقف الأمة اليمنية تجاه السلالة.
تذكرة العودة
يكرر الكاتب تشديده على ضرورة قراءة تاريخ الصراع الحالي ومعرفة أبعاده ليتنسى لليمنيين تحديد مكامن الخلل في مسيرة كفاحهم الطويل مشيراً إلى ١٣٠٠ عام من الصراع سجل التاريخ فيها انتصارات عديدة لليمنيين، لكنه بالمقابل سجل بنفس القظر ارتدادات للمشروع السلالي كان يمكن أن لا تحدث لو أن اليمنيين استفادوا من اخطاء الجوالات السابقة وتجنبوها، لكن ماحدث هو أن التسامح المتكرر الذي ظل يتعامل به اليمنيون مع السلالة عقب كل انتصار يمني كان ينمح السلاليين تذكرة العودة لإشعال جولة ثانية من الصراع، ولقد شكل هذا التسامح عامل بقاء للمشروع السلالي وسبباً رئيسياً للعودة وهكذا بقيت اليمن على حالها لم تشهد استقراراً قط.
بوابة الانتصار الناجز
من أجل صناعة انتصار نهائي وكتابة نهاية أبدية للصراع اليمني السلالي،يرى الكاتب ضرورة أن تتبنى كافة النخب اليمنية لرؤية وطنية تجرم المشروع السلالي وتعتبر منهجه رسمياً منجها تدميرياً يحاكم كل من ينتسب له بتهمة الخيانة العظمى، عندها فقط يكون بإمكان الإمة اليمنية الشروع في بناء مستقبل آمن ومستقر وبناء وطن ينعم بالرفاهية والسلام.
السلام الكارثة والشراكة الوهم
دعوات السلام ومحاولة الترويج لها وتسويقها كحل هي دعوات كارثية حسب الكاتب، إذ يرى أن السلام الذي لم يتحقق على مدى ألف عام مضت لايمكن أن يتحق على مدى ألف عام قادمة، وأن أي سلام مع سلالة عنصرية عرقية ليس إلا وثيقة تبرر للسلالة جرائمها السابقة وتمنحها العذر والوقت لمزيد من الجرائم في المستقبل، حيث أن المشكلة كما يشير الكاتب ليست في كيفية صياغة وثيقة للسلام ترضي الجميع، بل أن المشكلة تكمن في بنية المشروع السلالي المتمثلة في تكوينه العنصري وشعوره الدائم بانفصاله عن اليمنيين انطلاقاً من رؤية استعلائية فوقية لا ترى في اليمنيين طرفاً يصلح لأن يكون شريكاً في الحكم والثروة، بل ان مهمته تقتصر على خدمة السلالة وتقديس رموزها والانخراط في تنفيذ الأوامر لتكريس المشروع الكهنوتي، أما الحديث عن شراكة فهذا من وجهة نظر السلالة انتقاص من حقهم، وقلة تقدير لهم، وبالتالي فهم غير ملزمون بشراكة الا مادامت توفر لهم الغطاء لمزيد من القتل والنهب والتدمير.
لماذا الهوية
يشير الكاتب في كتابه هذا الصادر عن مؤسسة بالمسند ومركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، إلى أن ما يؤكد المشكلة البنيوية للسلاليين أنهم في كل مراحل حكمهم المتفاوت وضعوا على عاتقهم مهمة القضاء على روح الهوية اليمنية كهدف رئيسي لهم، ذلك لأنهم يدركون أن الهوية اليمنية تمثل جدار الصد الأول والسلاح الأقوى في مواجهة مشروعهم الكهنوتي والعامل الأهم في ردع رغبتهم المحلة في تحقيق رؤيتهم العنصرية، بحسب تعبير الكاتب.
حقيقة مفزعة
وفي معرض سرده للحقائق التاريخية المتعلقة بالصراع اليمني السلالي يضعنا الكاتب أمام حقيقة مفادها أن ما تقوم به السلالة اليوم من المجازر والقتل والتدمير وتهجير الناس وهدم المنازل ونهب الأموال وتفجير دور العبادة واحتكار السلع والوظائف العامة وتجريف للهوية وحرب على التاريخ كل تلك الجرائم وغيرها ما هي إلا جزء جوهري من عقيدة المشروع السلالي وركن أساسي من أركانه، ومبدأ من مبادئة الإرهابية، وبالتالي فالجرائم الحاصلة اليوم ليست إلا تكرارا لجرائم الأسلاف على مدى الف عام، وهي بالفعل حقيقة مفزعة إذا ما نظرنا اليوم إلى حجم ما أحدته السلالة من الجرائم خلال الفترة من ٢٠٠٤م وحتى ٢٠٢٣م ثم قسناها على الف عام حيث أن المنهج العنصري الذي تتكئ عليه السلالة واحد وبالتالي فجرائم حامليه في كل المراحل متطابقة بلا ريب.
مشروع نقيض لمشروع الدولة
القناعة التي نصل إليها من قراءة التاريخ السلالي كما أشار اليها الكاتب تقول باستحالة ان يكون هذا المشروع عامل استقرار يمكن ان يساهم في إقامة دولة، تلك القناعة يرسخها الكاتب بالتأكيد على أن السلالة تحمل المشروع النقيض لمشروع الدولة وهي أينماكانت، بسلطة أو بدون سلطة، لايمكنها الانسلاخ عن ذاتها وعن مشروعها، فهي جماعة لاهوتية عنصرية في جوهرها، وبالتالي فمشروعها لا يتوافق مع مشروع الدولة،ففي حين أن الدولة تكفل حقوق المواطنة لكل الشعب، فإن السلالة لا تلزم نفسها إلا بكفالة حقوق العائلات المنتسبة لها، فالسلالة هي الشعب والدستور هو المرشد والنظام هو المنهج التكفيري، هذا كله برأي الكاتب، يبدد عوامل البقاء ويؤكد حتمية الزوال.
قنابل موقوتة
يحرص الكاتب على إظهار الممارسات والأنشطة من خلال المراكز الصيفية ودورات الغزو الثقافي التي تقوم بها السلالة في إطار حربها على الهوية اليمنية والسعي لاستبدالها بهوية مستوردة تحت مسمى الهوية الإيمانية مسخرة لذلك الطاقات الجبارة والمبالغ المهولة التي تصرفها في إقامة المراكز الصيفية والدورات التي تهدف من خلالها الى طمس التاريخ اليمني وتنشئة أجيال مشحونة بالحقد والكراهية لكل ما هو يمني، وهذا مايرى الكاتب أنه أكثر خطراً من كل ما أحدثته السلالة من دمار مادي خلال الحرب، فالدمار المادي كما يرى الكاتب يمكن إعادة تعميره،لكن الدمار الفكري ليس من السهل إعادة إعماره، ويؤكد الكاتب على ضرورة المشاركة في معركة الوعي بل ويجرم كل من ينأى بنفسه عنها ويعتبره شريكا للحوثي في كل جرائمه.
التدمير الممنجهج للتعليم (الجريمة الأخطر)
يتحدث الكاتب عن طبيعة الجماعات الإرهابية التي لا يمكنها العيش والبقاء إلا في مستنقعات الجهل، ويسلط الضوء على أخطر الجرائم السلالية المتمثلة في الممارسات المنظمة الهادفة إلى عرقلة العملية التعلمية والعبث بمخرجات المناهج وحشوها بأفكارها وخرافاتها للسيطرة على مدارك الشباب وتسخيرها في خدمة المشروع الإمامي وترسيخ ثقافة العنف والكراهية في المجتمع مستفيدة من تجاهل المؤسسات الثقافية والاعلامية الحكومية وصمت المنابر الدينية وتخليها عن مهمة التحصين الفكري للشباب،وهذا الأمر برأي الكاتب يجب أن لا يستمر.
الكذبة لا تنطلي على أحد
يعرج الكاتب على كذبة التي تحاول السلالة الفارسية من خلالها اقناع الناس بشعارات تظهر من خلالها جماعة تحمل هم القضية الفلسطنية وتمثل محور المقاومة المزعوم،وهي كذبة اصبحت مكشوفة ولم تعد تنطلي على أحد، ويكشف الكاتب حقيقة أن المشروع الفارسي مشروع رديف للمشروع الصهيوني وبالتالي فان محاولة التضليل فاشلة،كما أن القضية الفلسطينة في جوهرها تناقض الجوهر العنصري للسلالة حيث أن جوهر العنصر السلالي ا أقرب إلى جوهر العنصر الصنهيوني منه الى جوهر القضية الفلسطينة، والقضية الفلسطينية برأي الكاتب من الطهر ما يجعلها لاتتشرف ان يتعلق بقدسيتها ملوث عنصري .
الحراك القومي واستعادة الذاكرة اليمنية
يشدد الكاتب على أهمية استعادة الذاكرة اليمنية في تحقيق الوعي اللازم للمواجهة مع المشروع السلالي، ومعرفة ابعاد وجذور الصراع،والاسس التي قام عليها للوصول الى حقيقة كونه وافد دخيل يحمل مشروع مدمر.
وهنا يشير الكاتب الى الدور الذي يلعبه الحراك القومي في مضمار استعادة الذاكرة وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ومواجهة الفكر السلالي من منطلق ثابت يرتكز على وعي تام بالذات والتاريخ، ويدفع بأن تكون هذه المعركة هي آخر معارك اليمنيين مع السلالة.
كما يحرص الكاتب على الحديث عن حقيقة الأقيال ويدحض الشائعات المغرضة التي حاولت السلالة بثها عنهم كعادتها في كل مراحل المواجهة . ويؤكد الكاتب ان الأقيال هم اليمنيون المؤمنون بانتمائهم لليمن، وكل من يشاركهم هذا الإيمان فهو قيل.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: صدور كتاب معركة الوعي في اليمن للكاتب والإعلامي عبدالله اسماعيل