الحلقة المفقودة.. من يعلق الجرس
علوي الباشا بن زبع يكتب: الحلقة المفقودة.. من يعلق الجرس
تحل ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام وتقترب ذكرى تأسيس التجمع اليمني للاصلاح وكلاهما شريكا مراحل عدة من التاريخ السياسي اليمني من الثمانيات وحتى انهيار تلك الشراكة، والتي ربما كان وجودها من اهم عوامل التوافق السياسي بينهما وشركاء مفترضين قبل الوحدة وبعدها، اذا استثنينا شراكتهما القلقة مع الحزب الاشتراكي اليمني التي انتهت الى صراع عسكري مروع يومها.
من المهم للعملية السياسية اليمنية احتفاظ الاحزاب والمكونات الفاعلة بتماسكها واصلاح اوضاعها الداخلية وتنمية وتطوير علاقاتها وتحالفاتها مع مختلف المكونات السياسية والفعاليات الاجتماعية والمؤسسات الرسمية والشأن العام والجوار العربي على وجه الخصوص والعلاقات الدولية عموما.
من المهم للمرحلة الحالية ان نرى مبادرة وطنية في اتجاه وحدة الصف ولملمة الجروح القديمة وصراعات الماضي على الأقل؛ وهذا امر في منتهى الاهمية ومؤمل من المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح وبقية المكونات الوطنية خاصة ذات الاغلبية في المحافظات الشمالية وامتداداتها في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، أن نسمع منهم معا أو احداهما يتقدم مبادرة فعلية متجردة قابلة للتنفيذ ويعلق الجرس لخلق مشهد سياسي يعيد الاعتبار للتعددية السياسية التي تأثرت صورتها ما بعد الانقلاب والحرب بشكل واضح وجلي.
حين وصل الشتات السياسي الجنوبي الى ذروته وتشكلت عشرات الجبهات السياسية والتحالفات المجتمعية لتبني القضية الجنوبية من قبل المتضررين من نتائج حرب صيف 1994 م والممارسات المصاحبة للحرب وما بعدها.. نتذكر انها خرجت جمعية مغمورة في تخوم عدن من ردفان واطلقت دعوة التصالح والتسامح الجنوبي – الجنوبي التي تم إطلاقها في جمعية ردفان الخيرية بمحافظة عدن في 13 يناير2006م.
كانت هذه الدعوة التي ربما وقف خلفها شخصيات تاريخية وقيادات ميدانية وازنة في المحافظات الجنوبية هي المبادرة المجتمعية التي احدثت زلزالا سياسيا في اوساط الجنوبيين وشكلت الرافعة الاولى للقضية الجنوبية بغض النظر عن تقييم ومستوى هذا التصالح والتسامح، لكنها كانت الدعوة الاقوى في مواجهة تراكمات دورات صراع جنوبي جنوبي من قبل وبعد الاستقلال الى قيام الوحدة اليمنية وما تلاها ونفس الوضع عندنا وهو الان اشد واقسى في المحافظات الشمالية وبقية المحافظات الاخرى نتيجة الحرب المروعة التي جلبها على الجميع والوطن انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة التاريخية صنعاء في 21 سبتمبر 2014 م.
التذكير هنا على نموذج معين كمبادرة التصالح والتسامح والتاكيد هنا على الحاجة الى صناعة نموذج اخر ليس في مقام التحليل أو التقييم في اي قصية وطنية أو تاريخ منعطف وطني، فهذا ليس مقامه بل هو بهدف تذكير أبناء المحافظات الشمالية والمحافظات الجنوبية ايضا ومحافظات شرق وغرب ووسط البلاد عموما.. كيف يمكن ان تصنع المبادرات الصغيرة الهادفة ما لا تصنعه لغة البندقية والاقصاء أو الضجيج الاعلامي العالي أو التنافس السياسي المتوتر. فاحيانا المبادرات الصغيرة تصنع الاصطفافات الكبيرة وتبني جسور القواسم المشتركة الجامعة في لحظة عابرة.
هل منكم من يعلق الجرس فمن يفعلها سيترك في التاريخ بصمة فالاهم للوطن الان ليس الخلافات وتقاسم النفوذ أو ذكر الامجاد وانتقاد الاخر بل هو من يحدث تغييرا جيدا في المشهد السياسي الحالي لصناعة الحدث الاهم أو الحلقة المفقودة في المشهد السياسي الحالي.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: المؤتمر الشعبي العام.. حزب الأحزاب