كيف نقرأ ما يجري في فلسطين وما الذي يجب على العرب؟
رياض الأحمدي يكتب: كيف نقرأ ما يجري في فلسطين وما الذي يجب على العرب؟
أولاً وقبل كل شيء، مع فلسطين ضد المحتل، مع الفلسطينيين الشعب الذي تعرض للتهجير والقتل والإرهاب، ومن الطبيعي أن أي مواطن عربي أو أيٍ من أحرار العالم شاهد ويعرف ما يعرفه عن القضية الفلسطينية، سيكون من دواعي سروره أن يثأر الضحية من الجلاد.
ثانياً. من أجل تقييم ما يحدث بعيداً عن العاطفة، وبعيداً عن الإعلام وبحساب المسؤولية وما يمكن أن تفضي إليه الأحداث. نحتاج للإجابة عن عدد من الأسئلة:
أول هذه الأسئلة: من اختار البدء؟ إذا كانت حركة حماس قد بدأت؟ هل كان القرار حسابات فلسطينية بحتة مرتبطة بتصاعد الاستفزاز الإسرائيلي وكعمل مقاوم من صميم حركة مقاومة، أم بإيعاز خارجي؟.
إذا كان القرار قد اتخذ من حماس وألحق الضرر الكبير بالمحتل، هنا يمكن أن يكون التقييم مختلفاً لما يحدث. وواجب علينا أن نقف مع المقاومة ومع كل قذيفة مقاومة.
لكن ماذا لو كان القرار أمريكياً تم تمريره من واشنطن عبر داعمي حماس من الدول العربية أو إيران لأجل تحقيق أجندة أمريكية في المنطقة، تسمح بمزيد من الحضور العسكري لواشنطن وتحاول التضحية بالحركة التي مهما اختلفنا مع سياسات قادتها، إلا أنها تبقى حركة مقاومة نبتت من أجل المقاومة.
هنا يحضر سؤال آخر: ما علاقة التصعيد الجاري بالتصريحات التي سبقت هذه الأحداث، عن المملكة العربية السعودية وعن الولايات المتحدة بخصوص التطبيع مع إسرائيل؟
هل التصعيد جاء بمعزل عن ذلك؟ أم أنه يمكن أن يخلط الأوراق على التقارب العربي الإسرائيلي؟ أم أنه يريد نقل المفاوضات العربية الإسرائيلية من التفاوض حول القدس والسلام إلى المساومة فيما تبقى من المناطق، مثل غزة. في هذه الحالة يمكن أن يكون الإسرائيليون والأمريكيون استدرجوا حماس، وإن لم يكونوا يتوقعوا ذات الضرر من الهجمات، مع الأخذ بالاعتبار أن المخططات القذرة لا تميز بين الدم بالضرورة، ويمكن أن تضحي باليهود كغيرهم.
على ذات الصعيد؟ كيف سيؤثر التصعيد على مستقبل التطبيع؟ هل سيجري التطبيع مقابل المطالبة بمنع اجتياح غزة أم سيحاول المحتلون إعادة غزو المدينة وقتل وتهجير أهلها قبل أي خطوة ثم التفاوض مع العرب على ما سوى فلسطين؟
هذه الأسئلة وغيرها مفتوحة على جميع الاحتمالات والأجوبة، ويبقى أن نتمسك بمبادئ أساسية أهمها:
- التأكيد على حق الشعب الفلسطيني بمقاومة المحتل وعلى واجب العرب وكل أحرار العالم بدعمه.
- الانتباه للأفخاخ التي يمكن أن تستدرج إليها المقاومة، ورفض أي ممارسات إجرامية، مثل استهداف المدنيين أي كانوا في أي جزء وأي لون وأي جنس. المبادئ لا تتجزأ.
- يجب على الدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات وبعيداً عن موقفها مع حماس، أن تتصرف بموقف موحد، لتعمل أقصى ما يمكن وتعمل لحقن دماء الفلسطينيين، ومن المؤكد أن إذلال أي شعب عربي أو مسلم هو إذلال لكافة الشعوب وأن جميع الشعوب تنتظر موقفاً مسؤولاً لقادتها.